فضاء حر

الرثاء الأخير

يمنات

 ماجد زايد

بعد أيام من خطوبتي طرقوا باب منزلنا والقوا بحقيبتي ودبلتي وقالوا لم يعد بيننا نصيب !!

كنت وقتها لم أزل بعد أتصفح التهاني والأمنيات..

فتَحت أمي باب غرفتي وقالت .. ماجد خذ حقيبتك أنت لا تشرفهم .. قالتها وهي تكابر من قلبها.

بقيتُ ساكناً في ذهول ، لعدة أسابيع وأنا أتخيل ما حدث ، حياتي ومصيرها ، حبي وحكايتي ، مأساتي ذات الفصول المجزئة ، حظ العاشق المسكين ، كادح صعلوك لا يحق له أن يعشق فتاة من أحد القصور الجميلة.

كيف ذلك ولماذا أنا !!

ندم وليالي مخيفة قضيتها بطريقة الآ إدراك ، جنون يغشاك وجنون يعيدك ، شيء ما يأخذك بعيداً عن عقلك المصدوم ، موسم الإدمان المخيف على تعاطي الأغاني القديمة ، أغاني الرفاق السائرين نحو الهلاك ، مصطفى قمر وهاني شاكر وهما يحترقان في ثنايا بوحهما الذي يشبهني .. أحلام اللقى وليالي الهوى ويا خسارةْ تلك الليالي ، يا خسارة !!

ماذا بعد أيها الفراغ ..!!

أنا في كل مرة أعود إليك مهزوماً مطرود.

ساعات طويلة وأنا غارق في الشرود ، أتخيلها مع خيبتي في الشوارع والطرقات والأرصفة الباردة ، برفقة المشردين والكلاب الضالة ، تحت القمر وكلما جاء الصباح ، وحيداً أحكي عنها سردية السراب التائه وهو يسير وحيداً في الليل تحت المطر.

لا يتوقف الحب القديم عن الهذيان بينما يمزقك ، هذه تفاصيل النهاية لمن لا يطول حباً بعيدا.

لم يكن بإمكاني البوح أو فعل شيء ، أهرب وحسب وفي المساء أحدث المشردين عن حياة الأغنياء ، أقول لهم: ليس بإمكان المرء منا ان يحب فتاة من النبلاء !! لا تفكروا في الأمر صدقوني.

ومع الفجر حين أعود كل يوم أسأل نفسي عن مصير الإنتقام الصوري من خيانة الإنتماء النبيل .. لا يجدي السؤال أو يلملم بقايا العقل لديك ، دع عنك هذه الأحاديث وأمضي ، أنت أقوى من مجرد اللآ تشريف ولو قالوه عنك الف مرة !!

هكذا قضيت تلك الليالي اللاحقة .. شخصاً يصارع نفسه ، صامتاً لا يجد في رأسه غير إجابة صامتة: لا يمكن لقلبٍ أن يعشق صادقاً غير مرة ، وإن ضاعت أو خانها الحظ التعيس فليعش ما تبقى من أيامه مع ما تبقى من قلبه وحيداً دون أن يشارك أحداً أو يفكر بحدوث معجزة.

لا يمكنك إختلاق البدائل .. هي تعلقات كاذبة ، الجميع هنا يخونون ما عشقوه وفي النهاية لن يبقى معك غير رفاقك المبعثرين بقربك في لياليك الباردة ، هؤلاء المشردين لا يجب أن تبتعد عنهم أو تخونهم ، إياك أن ترتكب الخيانة بحقهم ، ستموت وحيداً أكثر مما تستحق ، لن تجد بعدها من يبكي الى جوارك ولو كذباً.

وداعاً يا ذكريات النبلاء في رأسي ..
وداعاً فحسب..
وداعاً ثم تباً لقلبٍ خان قلباً صادقاً.

أتمنى لهم السعادة وقد أصبحوا رواية جديدة كأنها تشبهنا ، كأنها تشبهنا !!!!!
لا أظن ذلك.
صدقوني يا رفاق..
أمنيات العشاق وحدها الصادقة في زحمة هؤلاء النبلاء القادمين مع الكثير من الشرف.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى