فضاء حر

يوم رحيل عمر الجاوي .. يوم للذكر والوفاء الوطني

يمنات

حسن باعوم

تهل علينا في مثل هذه الايام قبل 21 عام ذكرى استشهد الاستاذ والاخ ورفيق النضال عمر الجاوي ذلك الرجل الاستثناء الذي جمع بين الفكر والثقافة والسياسة وايضاً جمع بين الشجاعة وصلابة الموقف تجاه اعداء الوطن الخارجيين والمحليين ورقة القلب ورهف الاحساس والتفاعل تجاه المظلومين والبسطاء من ابناء الشعب ذلك الرجل الاستثناء الذي وان استطاع الانسان احصاء مناقبه الا ان مواقفه الرجولية والوطنية الصلبة لاتعد وتحتاج الى مؤلفات بل لانبالغ ان قلنا ان كل من عرف عمر يتذكر له موقف استثنائي ومتميز فيه من الشجاعة والصلابة والتفاني والتضحية وعمق الرؤية وصدق القول لعل اهم محطة من تلك المحطات الخالدة التي مازالت محفورة في الذكرة موقف عمر الجاوي في يوم 7/7/1994 م عندما تم اجتياح الجنوب وفي ظل فوضى وتخبط في عموم الجنوب وفي ظل فرار معظم القيادات تقريباً ينبري عمر الرجال وهو الوحدوي حتى النخاع ومن على شاشات الفضائيات الدولي ليعلن ان مايحصل في الجنوب هو غزو ونهب منظم من قبل قوات نظام 7/7 الاحتلالي.

بل لم يكتفي بذلك الحد ليبداء بعد ذلك باشهر عمل سياسي وجماهيري تصعيدي من عدم الاعتراف بذلك النظام ومقاطعته ومقاطعة الانتخابات وحتى القيام بمظاهرات في عدن وكذا مشاركتنا في حضرموت منذ البدايات الاولى والذي لعب دوراً حيوياً فيها وكان ذلك تدشيناً لعمل مترابط يمتد في عموم الجنوب بعد ان حاول نظام عصابة 7/7 حصر التظاهرات الجماهيرية في حضرموت في اطار المحافظة فقط وفي اطر مطلبية بعيدة عن السياسة وكذلك في بقية المحافظات كل على حدة (وقد كانت تلك اللبنات الاولى التي تاسست عليها ثورة الحراك الجنوبية فيما بعد ) واستخدم في ذلك كل وسائل الترغيب والترهيب الا ان ابا ازال كان اكبر منها فادرك النظام ان لابد من التخلص منه واغتياله ولم يكن ذلك التفكير جديداً على نظام صنعاء فقد حاول اغتياله من قبل وسقط رفيق دربه حسن الحريبي ضحية لتلك المحاولة .

ان الحديث عن عمر الجاوي حديث متشعب ذو شجون يصعب تلخيصه في مقال فالرجل كان تجسيداً حياً لتاريخ اليمن المعاصر ونضالته جنوباً وشمالاً بكل تفاصيلها حيث كان الرجل وطنان في جسد انسان واحد يمشي على قدمين بكل ماتحمله الكلمة من معنى .

لقد ترك ابا ازال فراغاً لم يستطع حتى اليوم ان يملاءه احد وترك ذكرى خالدة عطرة لاتنسى ابداً خاصة لنا نحن رفاق دربه وابناء جيله الذين قصرنا في حق من سبقنا من العظماء الذين تركوا بصمات لاتمحى في جبين الوطن والذي اصبح الجيل الصاعد يجهلهم ويجهل تاريخه الذي سطروه اولائك العظماء في مختلف المجالات العلمية والثقافية والسياسية والاجتماعية وعلى راسهم الاستاذ الشهيد عمرالجاوي ولذلك ادعو ابناء شعبنا الجنوبي وكذا الشمالي لان الجاوي كان رجل اكبر من اي حدود الى جعل يوم 23 ديسمبر من كل عام يوم (للذكرى والوفاء) لعظماء شعبينا يتم فيها وضع اكاليل الزهور والاعلام على قبورهم وعقد الندوات واللقاءات لتذكرهم والتذكير بماثرهم وماقدموه لوطنهم من انجازات في مجالاتهم واختصاصاتهم وبهذه المناسبة ادعو كل ابنائنا في الوطن وخاصة ابناء الحراك للاحتفال بهذه المناسبة ابتداء من هذا العام وكل عام في نفس التاريخ ان شاء الله .

نم قرير العين ابا ازال فهذه الذكرى الاول بعد ان قتل وشرد قاتلوك ولم تقم لهم جنازة ولم تعرف لهم قبور كما تنبات لهم واخبرتهم وهم في اوج غطرستهم وغرورهم , نم قرير العين فمازال رفاقك وابناءك يحملون الراية التي لن تنكس ابداء باذن الله تعالى رغم الصعاب والازمات والكوارث , نم السلام على روحك الخالدة التي افشلت كيدهم وهدت نظامهم وبعثرت شرهم منذ اليوم الذي اغتالوك فيه واغتالوا معك الوحدة التي حلمت وناضلت طويلاً من اجلها .

نم بسلام ايه الشهيد الحي في وجدان شعبك ولا نامت اعين الجبناء.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى