العرض في الرئيسةفضاء حر

الاحتواء(ات) الكبرى..

يمنات

وضاح اليمن الحريري

مشكلة اليمنيين المزمنة مع الفكر والسياسة، هي عملية (اليمننة) التي يفرضونها عليهما، بكل جرأة وتعسف، غير مهتمين بما يمكن أن يسفر عن ذلك، وهذا الأسلوب المتعامل معه عرفا، صار كعصا الساحر بيد النخب السياسة، لتحويل وتأويل ما تريده كيفما تشاء، حتى اصبح معظم الظن ان الفكر المنعكس على الواقع بممارسات سياسية، ليس سوى جسر عبور للوصول الى الهدف المبتغى، ولا اهمية له قبل او بعد هذه المهمة، ولكي لا يكثر المتنافسون المطبقون للأفكار على الطريقة اليمنية، كان لابد لكل جماعة من الجماعات، ان تطحن القدرة على انتاج الأفكار، لتحولها الى ماهية المصالح التي يجب ان تكتسب او تؤخذ، ورغم ان هذا ليس سيئا بالمعنى السياسي، الا إنه على المدى المتوسط والبعيد يفضي الى اختلالات عميقة وصراعات معقدة، إذ ترتكز الحالة على مقدار ما تم النجاح فيه من المصالح البحتة.

(اليمننة) إذا أسلوب خاص، لتجميد الفكرة النظرية ( الأيدلوجيا) والتعاطي مع الفرص او البحث في عملية خلقها من اجل الوصول او الحفاظ على المصالح، الامر يقترب من فكرة ان هذه العملية تحدث في كل العالم، وهي تنجح فعلا في كل العالم، الا اليمن، لسبب مهم وهو اصرار اليمنيين على التقاتل والاحتراب مع كل مرحلة، مميزة هكذا في التاريخ، حدث هذا مع ثورة سبتمبر وثورة اكتوبر والوحدة اليمنية وما بعد الحوار الوطني، ومازال مستمرا الى اليوم، ونستطيع التوقع ان الاحتراب، بناء على التجربة ، انما هو مهبط، للإقصاء وحب الهيمنة والاستئثار والطمع بالسلطة، وهذه الرابعة، تحتاج الى تغذية مرتدة، بحيث يتم تداول السلطة سلميا،او الشراكة فيها، مع تطوير الممارسات السياسية ادراكيا وواقعيا، لنحصل على فرصة مناسبة لنحصد اهدافنا بأمان.

اما الذي يحدث اليوم في اليمن فلا يمت بصلة لشئ الا عملية ( اليمننة) التي تحدثنا عنها اعلاه، وما هو حادث ويحدث الا امتدادا لها، واذا اضفنا قليلا من بهارات الوضع الاقليمي، و (شتوة ) المجتمع الدولي، سنتأكد من إننا نقف داخل حرب منفوخة، قائمة على ان الفكرة لا علاقة لها بالتطبيق اطلاقا فبالرغم ان الشعار الاول مبني على نص المسيرة القرآنية، وعلى الرغم من ان النص الثاني مبني على الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، والنص الثالث على الانفصال الجهوي بدولة، والنص الرابع على حكم المسلمين والخلافة، والنص الخامس، والسادس، إلا ان ما يمكننا عمله عند التقييم لكل النصوص المعلنة، وما يمكننا قوله هو ان ممارساتها (اي النصوص المذكورة) السياسية واساليب عملها ووعيها الدافع، لا تقود نحو اي محصلة ايجابية ومثمرة، يمكن على ضوئها القول بان الفكر اليمني قدم حلا يمنيا ناجعا لأزماته ومشاكله وحروبه.

إن الاحتياج لتخطي حالة (اليمننة)، يكون باعطاء المساحة الكافية لغير اليمنيين في المشاركة معنا في الحل، على الصعيد العالمي طبعا، هذه المشاركة التي طلبناها وقبلناها قبل عدة اعوام بمنتهى الاقتناع والرضى، لإنها مهمة كثيرا فقد تجعلنا بها نستطيع وبها فقط، ان نتوقف عن محاولات احتواء بعضنا وقتل بعضنا، والقبول بالتعايش كمخرج أخير بنهاية سعيدة.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى