فضاء حر

ضمائرهم ميّتة! 

يمنات 

ضياف البراق

بعض مما يقع على سمعي في الشارع:

– لولا خوفي من الله، لقتلتُ أخي الحقير، أو لنهبتُ حقوقه بقوتي وحقدي عليه..

– لولا خوفي من الله، لطلقتها من زمان وطردتها من البيت. هي، في نظره طبعًا، مجرد امرأة ولا تستحق أي حق غير اللقمة والجلسة في البيت، إنها ليست سوى خادمة له أو لعبة للترفيه والمتعة الجنسية..

– لولا خوفي من الله، لقهرتُ ذلك الشحاذ أو العجوز أو الضعيف، أو لجعلته تحت سلطتي، أو لجردته من حريته..

– كنت أستطيع أن أسرق ذلك المسكين لولا خوفي من الله.. بل كنتُ أستطيع إهانة هذا أو ذاك، أو أولئك الذين لا أحبهم، وقس على ذلك..

وفي مرة من المرات، سمعتُ رجلًا مغرورًا يشتم أباه البعيد، قائلًا بغضب وفخر: هو لا يستحق مني حتى نصف ريال، ولا يستحق احترامي، ولكنني أفعل ذلك خوفًا من الله…!

ما أتعس هؤلاء المرضى! إنهم يخافون من الله فحسب، ولا يخافون من أي شيء آخر، ولولا خوفهم من الله، كانوا سيفعلون كل ما يحلو لهم من جرائم وبشاعات..

كانوا، مثلًا، سيجعلون من الضعفاء عبيدًا لهم، ومن العجزة حطبًا.. وقد يطردون من الدنيا كل من هو طيب أو بريء.. أو سيأكلون حقوق غيرهم أو سيشربون من دمهم إذا لزم الأمر. 

ضمائرهم ميّتة! 
إنهم يخافون من الله فقط، أقصد يخافون عذابه، ولكنهم لا يحبونه ولا يحترمونه؛ لأن الذي يحب الله حقًا هو من يحب جميع مخلوقاته ويقدّس حقوق هذه المخلوقات. 
وهذا يعني أنهم ليسوا بشرًا، بل إنهم ليسوا من هذه الأرض الطيبة الحبيبة. إنهم بؤساء بلا حدود!

شخصيًا.. أحب جميع الناس وأقدّس حقوقهم.
حتى الحيوانات والنباتات أحبها وأقدس حقوقها. أفعل ذلك احترامًا لضميري، وكُرمى للحياة.

كونوا إنسانيين وحسب.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل”، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى