العرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد غير مشفرة (170) .. عندما نلبس الأحمر يوما واحدا في العام تقودوننا إلى غرف التحقيق

يمنات

أحمد سيف حاشد

 (1)

عيد الحب يعود إلى شاب حب أبنة الامبراطور

و عندما علم الإمبراطور بهذا الحب

قام بإعدام هذا الشاب

فخلّد الناس اسم هذا الشاب و جعلوا لون دمه المسفوك رمزا للحب

الحب الذي ليس له حدود، حتى حدود الإمبراطور

حالة إنسانية ليست خاصة أو محصورة على الرومان..

ذكرى خالدة يحتفل فيها الشباب من كل العالم و يعبرون فيها عن حبهم الإنساني العميق للحياة و العابر للحدود و القوميات و الشعوب..

ليست إسرائيلية أو أمريكية..

حالة إنسانية تعني تخطي الحدود و تحدي الاستبداد و الطغيان و الباطل..

ما ضركم ان لبس شخصا قميصا أحمرا..؟

لماذا تخوضون المعارك الصغيرة التي لم و لن تكن يوما في صالحكم..؟

و تتركون المعارك الكبيرة مثل المعركة مع الفقر و المعركة مع الفساد و المعركة في مواجهة استباحة الحقوق و الحريات الشخصية، و المساس بالوطن و الإنسان و السيادة..

(2)

عندنا تشير لهم عن الفساد يقولون لك: مش وقته نحن في عدوان..

أما لبس القميص الأحمر يوما في العام فهو فساد و عدوان و تشبه بالغرب الكافر..

ثم يقولوا أنهم ليسوا تكفيريون..

بل يزعمون أنهم حراس الشرف و الفضيلة و التقاليد الأصيلة..

هل ذبح الأثوار و ذبح القانون و استباحة الحقوق و الحريات الشخصية و الفساد طولا و عرضا عادات غير دخيلة على المجتمع اليمني..؟!

يا للعجب..!!

و العجب الأشد عندما يحدثونك عن بناء الدولة و أشياء كبيرة..

الشرف و الفضيلة يا هؤلاء هو مكافحة الفساد و الفقر و حماية الحقوق و الحريات الشخصية و الذود عن السيادة و اليمن الكبير و تحت عناوين كبيرة تمتد من المهرة إلى سقطرى إلى ميون إلى بكلان إلى شمال الشمال، و ليس في متر من القماش و لون لا تعرفون معناه..

(3)

أن تفسد بقوت الشعب فذلك مرحبا به، و أمور فسادك ستكون محاطة بالرعاية، و الحماية ستلازمك ذهابا و إيابا..

أما أن تلبس اللون الأحمر فأنت فاسد و مفسد، تستحق اللعنات، و استنفار الأمن، و تغدو ملاحقتك فرض عين، و التحقيق معك واجبا و لازم..

(4)

ترفعون راية الحسين الحمراء في مناسباتكم..

لا اعتراض لدينا طالما تفعلوا ذلك من حر مالكم..

و لكن لماذا لا تسمحون لنا أن نلبس قميصا أحمرا مرة واحدة في العام من حر مالنا..

(5)

أربع سنوات تلونون جدراننا باللون الأخضر و لا نقول شيئا..

و عندما نلبس الأحمر يوما واحدا في العام تقودوننا إلى غرف التحقيق..

أليس الفاسدون أولى بالحكمة و الملاحقة و التحقيق..؟!

(6)

يتركون عتاة الفاسدين يعيثون في الأرض فسادا

و يلاحقون لابسين القمصان الحمراء

أي عماء هذا..؟!

(7)

عندما يخاطبك من يفترض أن يكون موظف عام و من موقع مسؤوليته ويقول : “أنتم أصحاب تعز” لمجرد أنك تدافع عن لون ما ترتديه .. تشعر أن هناك وعي بغيض يمارس عقده و مناطقيته و طائفيته على السكان الذي لا ينتمي إليهم مناطقيا و جهويا و طائفيا .. سلوك خطير يجلب تبعات أخطر، و عصبيات تفتت ما بقي من وحدة شعب و مجتمع و كيان اسمه اليمن..

و ينطبق هذا أيضا على من يمارسها في تعز أو عدن أو غيرها ضد غيره من أبناء المناطق الأخرى من اليمن..

إنها نتاج وعي مشوه، و تخلف ثقيل، و انحيازات عصبية مدمرة لليمن شعبا و إنسان و مستقبل..

السلطة التي تتكئ على العصبيات، أو تتغاضى عن تلك الممارسات، لا تستحق أن تحكم اليمن بل حتى جزءا صغيرا فيه..

(7)

عندما تريد السلطة القائمة أن تفرض علينا لون القميص الذي نلبسه من الطبيعي أن يتملكنا شعور بالرعب من هذه السلطة التي تريد أن تفرض تفاصيل تفاصيلها على المجتمع..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى