فضاء حر

حامل الدكتوراة المتفوق ارتضى لنفسه بصيانة البطاريات ولكن القدر لم يرض ؟

يمنات

عباس القاضي

حالة إنسانية ( 1 )

الدكتور / عثمان القباطي أكاديمي يحمل شهادة الدكتورة في مجال التدريب والتأهيل التربوي ، وهو تخصص نادر، لو كان في بلد متقدم لافسحوا له الطريق لكي يعبر ، وفي وطن يئن من الجهل ويعتلي الجهل مناصبه العليا ، لم يجد الدكتور عثمان مكانه بينهم فجهلهم لا يسع علمه .

تعب حامل الدكتوراة المتفوق علميا من المراجعات وكتابة السيرة الذاتية كل ما انمحت سطورها ، اصابه الشد العضلي من الصعود والنزول من سلالم الإدارات في الجامعات اليمنية ، أصابته المهانة وهو يشحت الوظيفة من أميين .

استدان ليعيش هو واسرته ويتواصل بالحافلات ، ذاق المر أصابه الرعب وهو يرى أعين أطفاله وهم متعلقون بنظراته وهم من عاشوا معه في الخارج أثناء الدراسة في مستوى جيد ، وزوجته توقد تحت القدر ، تعلل بها اطفالها ليناموا، فما شيعوا وما ناموا .

يقول لها : كرامتي يا جميلة مجروحة ! فتقول له الصابرة المحتسبة : بكرة يصير خير يا عثمان ، لن يضيعك الله وأنت المجتهد .

وفي ذات صباح خرج وهو يخفي وجهه من صاحب البقالة الذي قال له في المساء: الصباح أريد حسابي والا اشتكيك إلى عاقل الحارة، كان يجري وقد أدار قبعته على وجهه حتى لا يعرفه البقال، لكن الذي يعرفه الدكتور الاكاديمي صاحب التخصص النادر المتفوق في دراسته العامة والجامعية والعليا، أنه خرج وأولاده ليس لديهم ما يصطبحون عليه .

تجاوز صاحب البقالة وراى في طريقه ” شوالة : فارغة وبجانبها علبتين واحدة بلاستيكية وأخرى معدنية، أخذ بيمنه الشوالة الفارغة وبيساره التقط العلبتين، وضعهما في الشوالة، تم مشى وهو يحدث ينفسه : لن أترك أولادي يموتون جوعا، سوف أعمل وأكد، الأغنياء يشربون ويأكلون وأنا ألتقط العلب وأبيعها، وأعود إلى البيت وأنا أحمل روتي وعلبة فاصوليا لأولادي ،،، لو ضمئت سأشرب من بقية العلب ،،، سأشرب من بقية العلب .

البحث عن مخرج ( 2 )

الأكاديمي المتفوق نادر التخصص لم ينتظر العطف من الحكومة ولم تستسغ نفسه المساعدات الشخصية وإنما بحث عن مخرج ليأكل منها عيش حاف هو وأفراد أسرته ، خاصة وأن لديه من الأولاد مشهود لهم بالفوق والأنفة وعزة النفس .

فاتجه نحو عمل ليس له علاقة بتخصصه ولكنه المثابر صاحب العقلية الفذة وجد أين تقع أوجاع الناس في انتاج الطاقة الكهربائية عن طريق ألواح وبطاريات .

حدث نفسه قائلا : البطاريات ميداني الذي فيه أنفع الناس وأنفع نفسي ، قرأ واطلع ووجد طريقة في إعادة البطاريات للعمل وبكفاءة عالية أخذ بموجبه على براءة اختراع من الجهات المختصة .

جمع ما لديه في صدور وأعناق زوجته وبناته مثله ليشتري معداته واستأجر محلا في الحصبة .

كان يعمل وهو يحدث نفسه لن أمد يدي لأحد سوف أعيل نفسي وأولادي من هذه المهنة ، وقد وضع شهادة الدكتوراة وشهادتي الماجستير على الجدار وأخذ منها اللقب أكاديمي في صيانة البطاريات .

كان يعمل طوال النهار وجزءا من الليل حتى يرهقه العمل فينام في المحل ، وتمر الأعياد وهو في المحل ، يتصل لأسرته ليلة العيد وهو يلبس الأزرق حتى يلبسوا الابيض من الملابس .

الكارثة ( 3 )

كان الدكتور عثمان القباطي، يشكو من ألم نتيجة المعاناة ، والفرقة والوحدة ، جاءت إليه ابنته النجيبة نسيم وأخذته إلى بيت عمتها ( اخته ) في نقم .

مضى بقية يومه الخميس والجمعة ورغم أنه لم يتشاف تماما إلا أن عزيمته كانت أقوى من وجعه فذهب للعمل في محله بالحصبة حيث يرى البطاريات بعض أهله ، ولما وصل وجد المحل مفتوح ، فهرع إليه فوجده مسروقا لم يجد شيء من بطاريات وأجهزة ومعدات .

تصوروا الكارثة والفجيعة والوقيعة !!!.

أرتمى أرضا ظنا منه أنه على فراش له كان ينام عليه وقع على أرضية صلبه فقد سرقوا حتى الفراش والبطانية !!!

يا إلهي ! ما هذا الحظ ؟ وأي جرم أرتكبه هؤلاء الحرامية ؟ ألم يعلموا أن مشكلته معقدة ، ومعاناته مركبة ؟؟

عاد إلى بيت اخته مكلوما ضائعا تائها ، يبكي حظه ويندب نصيبه .

أصدقائي : ما هو الحل في نظركم ؟ دعونا من سب السارق ، كيف نجبر كسر الأكاديمي الذي ارتضى لنفسه بصيانة البطاريات ، ولكن القدر لم يرض ؟

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏منظر داخلي‏‏‏

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏منظر داخلي‏‏‏

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى