العرض في الرئيسةفضاء حر

مبادرة الانتقالي.. مبادرة منطقية في وقت غير منطقي

يمنات

صلاح السقلدي

وردَ في المبادرة السياسية التي أطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي على لسان رئيس الدائرة السياسية للمجلس د. ناصر الخُبّجي لوكالة سبوتنيك الروسية قبل يومين،لحل القضية الجنوبية والأزمة اليمنية برمتها، ما يلي:

-1- تشكيل حكومة مركزية انتقالية مناصفة بين الشمال و الجنوب و حكومتين في صنعاء و عدن لإدارة البلاد.

-2 – تكون خلال هذه الفترة إدارة انتقالية مركزية بالمناصفة بين الشمال و الجنوب و مزمنة لفترة محددة، و حكومة في الشمال و أخرى في الجنوب، حكومة في الشمال لإدارة الحرب و تبعاته و حكومة في الجنوب تدير إعادة الأعمار و الخدمات و الأمن”.

– 3 – الحكومة الانتقالية المركزية ستكون لإدارة القضايا المشتركة بين الشمال و الجنوب و تهيئة الأمور للانتخابات و الاستفتاء و الدستور و شكل الدولة.). أنتهى كلام الخبجي.

فهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها المجلس الانتقالي الجنوبي عن هذا النوع من الحلول والمبادرات للقضية الجنوبية منذ إعلانه في 4مايو2017م وهو الذي حرص على التمسك بفكرة استعادة الدولة الجنوبية بشكل كامل دون تقسيط. ..فهذه المبادرة متشابهة الى حد التطابق مع المبادرة التي أطلقها مؤتمر القاهرة الجنوبي وبالذات لقاءه الثاني بقيادة الرئيسين علي ناصر محمد والعطاس وآخرون, وهي المبادرة التي رفضتها القوى الشمالية برغم ما حوته من مرونة واتزان.

فمبادرة الانتقالي هذه كانت مفاجئة للكثيرين من المراقبين، لم نكن نود أن تصدر من الانتقالي الجنوبي.. ونفضّــل أن يترك مثل هذا النوع من المبادرات أن تأتي من جهات وشخصيات جنوبية أقل سقفاً من سقف الانتقالي ومجالس الحراك الثورية الجنوبية – على الأقل وفق منطق عدم وضع البيض كله في سلة واحدة-.

فالتمسك بفكرة استعادة الدولية الجنوبية ورفض أي مبادرة أو مشروع يأتي بخلاف هذا أو أقل من هذا السقف هو الضمان وصمام أمان للظفر بالحد الأدنى من التطلعات الجنوبية، والتخلي عن هذه الفكرة ستودي بكل المبادرات التي ما دونها الى الفشل والخيبة, وبالتالي لن يحصد الجنوب في أحسن حال أكثر من مشروع الحكم المحلي واسع الصلاحيات، وستمرر فوق جثة قضيته مشاريع خطيرة ستقضي بالمحصلة النهائية على الجنوب القضية الجنوبية الى الأبد مثل مشروع الستة الأقاليم.

فبرغم منطقية هذه المبادرة التي طرحها الانتقالي على لسان مدير دائرته السياسية د. الخبجي إلّا أنها تأتي من الانتقالي وليس من غيره وقُـبيل المفاوضات التي من المنتظر أن تنطلق قريبا فسيتم فهمها” المبادرة” من كل القوى اليمنية والمجتمع الإقليمي والدولي على أنها نكوص وتراجع -ولو غير مباشر – من جنوبيين عن الهدف المعلن” استعادة الدولة الجنوبية”.

أمّـا أن كانت هذه المبادرة قد تم اطلاقها بالتشاور مع أطراف اقليمية ودولية وداخلية وفي ظل ضمانات على التقيد بها، فهنا سيكون الأمر مختلفاً- مع أننا نستبعد أن شيء من التنسيق والاتفاق هذا قد حصل-.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى