أهلاً بكم في الموقع الإخباري الأول في اليمن ، موقع يمنات _ yemenat.net

فضاء حر

شاب قلبه متعافي ووجوده متضرر..

يمنات

محمود ياسين

لو أنه كان حديثا بالصوت لأخبرتكم كيف تشقق وجه محمد الملاليني، لكن الحروف تجعلني بدلا من ان اخبركم كيف تشقق وجه محمد الملاليني ولماذا لقبه ملاليني نسبة للتهكم وليس لقريته، تحول بيني وبين نقل صورة شاب قلبه متعافي ووجوده متضرر واصبعه تخرج من الحذاء، لكن التصحيح والحرص على همزات القطع تجعلني اهتم لدقة اللغة بدلا من شرح كيف وقع محمد ضحية عالم مغلوط.

سجنوه ايام كان صالح اسمه الرئيس علي عبد الله صالح وذلك بسبب انه سرق كيس بر من حصص المؤسسة الاقتصاديه وتم نسيانه في السجن خمس سنوات وخرج محطما وأنفه لم تعد رمزا للوسامة بقدر ما تحولت لملمح معطوف من الاذلال.

هو كان فقط عاشقا ، احب فتاة من عائلة جائعة لكنها فاتنة مثل بنات الجوع والليالي المذلة ، اراد التودد لفتاته فالقوا به في الزنازن خمس سنوات ، هو يشبه بدرجة ما مواطنا روسيا لكن الروسي سرق نصف كيس ذرة وامضى نصف قرن في ارخبيل الغولاغ الستاليني اذ نسيه الحزب ونسيه السجان فخرج بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وقد شاخ وفقد صحته وكرامته وتحول لشحاذ تحت جسور موسكو وماتت حبيبته متسائلا : لا ادري لماذا اصابتني كل هذا المهالك.

الملاليني ليس من قرية اسمها ملالين، انه من الضاحية في اب، شد على كفي يسأل ما ان كنت الكاتب الذي بوسعه انصاف المظلومين، يروي مذلاته ويتمخط ويعتذر عن رشح عمره من انفه بردا وقسوة دنيا تعاقب عليها رئيسين، تم القاؤه في السجن اربع سنوات في زمن هادي بسبب اشتباه في الاسم المقارب لعنصر في تنظيم القاعدة ، اروى تزوجت برجل غني طلقها بعد اشهر فالتهمها سعودي وصل إب مدججا بشهوته وفوارق اسعار الصرف بينما كان محمد يتم دعسه في سجن لا يعرف في اي مكان من اليمن وقال : كسروا ظهري بالدعس من غير سبب.

انا اعرفك يا بن ياسين من ايام مدرسة الفاروق ، تذكر المدير توفيق المهدي ؟ المدير اللي كان ينقيني من بين ثلاثمية طالب يضربني لني باين عليا فقير وما حد يحميني ؟

في العام الخامس من عمره ضربه ابوه ببيادة اخوه العسكري حتى فقد البصر في عينه اليسرى وبقية عمره ضربه الحظ والمارة بسبب انه يبدو كائنا بلا دفاع ولا أم تصرخ في الجدران : دعوا ولدي

ماتت وهو في الرابعة من عمره وقذفه القدر لعالم قاس اذل انفه وكسر في قلبه حس المغرم العاشق الوفي بسبب كيس قمح .

نعم تذكرت يا محمد ، كان خطك جميلا وكنت تحرس مرمى مدرستنا بكل ما اوتي ابن الاقدار القاسية من استماتة ، لم تتمكن الكرة من هز شباكك يوما رغم ان المرمى كان بلا شباك ، اذكر كيف كنت تنقض على التسديدات وتعطفها لتحت رجلك وتقف داعسا على ركلات دنيا تلاشت تحت قدمك للحظة فقط ، ركن المرمىى المكان الوحيد الذي لم تهزمك فيه الحياة. 

اذكر سندوتشاتك العطنة في درج الطاولة الخلفية وكيف اقتسمناك ذات فترة راحة نسخر منك ومن جوعك وخوفك من الجوع باجراءات السندوتش العطن وقد خبأته لكننا كشفناك.

اقتسمناك نحن ابناء القرى وابناء مدراء عموم محافظة اب وابن الشيخ البكيلي والحاشدي وابن المغترب في امريكا ، ماجد الذي كان يصرفك في كل حصة ببضعة بنسات مرددا : ذت إز فني.

ما الذي يسعني فعله ياظلالا موجوعة وقفت امامي من الماضي ؟ من أيام أبلان ومن لكنة الطبيبة الروسية في مستشفى الثورة المجاور لمدرسة الفاروق وهي تدعنا كلنا جانبا وتشتمك باللغة الروسية مع اننا جميعا غازلنا ساقها القوقازية المصقولة في ظهيرة شبق الطلبة وغلمة الضواحي ؟

قال محمد : سمعت انك ضاربت على مظلوم في الحديدة وانك انسان مثقف وتمام ، باقي أنا .

مسامح على الخمس والاربع والعمر كله الذي ما كان غير سنوات ذل وقلة قيمة ، فقط اكتب نداء ، قالوا انك صحفي مشهور ، مانش داري اين راحوا بأروى

اكتب ان محمد الملاليني يدور بعد اروى ، قالوا انها خدامة .

الجاكت بذراع واحدة والفاقة قضمت قامة محمد وفي قلبه غفران لكل شيئ ، وهو فقط قد أحب بقلب فارس يفتش عن حبيبته ويذرع الشوارع بعكاز ورجاء .

حدقت في مغادرته ، تعرف المخذولين من تلك الوجعة في ما بين مؤخرة الراس وظهر انهكته السياط ، انسان مغلوب غادرك وعلى ظهره تتدلى بقية غترة مزقتها الوجعات

لا اعرف يا محمد ، فقط اعدك بما تبقى من شرفي ان اجد لك اروى واعيدها ولو كانت في الجحيم.

يا الله كم ان حذاءك مقطع يا محمد وكم ان مرماك مشرع لقذائف القدر .

فقط وهو يتحرك بين باب البوفية واخر طاولة على الرصيف يبحث عن شاي للفطيرة التي في جيبه المتهدل همست. : سامحنا يا حارس المرمى.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى