العرض في الرئيسةفضاء حر

بؤس النخب السياسية والحزبية ورموز المؤسسة العسكرية

يمنات

د. فؤاد الصلاحي

في مرحلة سابقة (منتصف الثمانينات الى منتصف التسعينات) شهدت مصر حملات عنف من بعض التيارات الاسىلامية على الدولة كان عمر عبد الرحمن زعيم لاحدى الجماعات هاربا في امريكا وهو ضرير في الاصل وعبود الزمر زعيم لجماعة اخرى مسجونا داخل مصر اتفقت عدد من الجماعات هذه على توحيد صفها ومنها جماعتي عبدالرحمن والزمر وكان الخلاف من يرأس الجماعة الجديدة بعد توحيدها ..

هنا رفض عمر عبد الرحمن رئاسة الزمر لانه سجين وهذا الاخير رفض رئاسة الاول لانه ضرير ووفقا لبعض النظريات الاسلامية في الحكم من بين شروط الرئاسة (الامامة-الخلافة-الولاية) ان يكون المتقدم لها متصفا بكونه عالما مجتهدا شجاعا سليم الحواس اضافة الى صفة الذكورة كحصر جنساني للرئاسة ونفي حضور المرأة بل وانكار حقها في ذلك ..

واليوم تشهد بعض الدول العربية الامر ذاته بين ولاية خامسة لرئيس جزائري لم يعد في مقدوره مزاولة مهامه ومرشحون اخرون لايتصفون بالعلم أوالنزاهة ولا بالاجماع الشعبي ، والامر ذاته في السودان وسوريا واليمن وليبيا .. وهناك مناورات ضعيفة في العراق والصومال وبلاد الافغان …

هذا الامر يكشف بؤس النخب السياسية والحزبية ورموز المؤسسة العسكرية ايضا التي انكشفت تماما فلا احد فيها محل اجماع وطني ولا اجماع حزبي ولا يتصف بالنزاهة مع ضعف الحركات الاحتجاجية الشعبية التي لاتشكل تيارا عاصفا .. وان حدث ذلك كما في مصر خلال اسبوعين من ذلك التاريخ في العام 2011 التفت النخبة الحزبية ومعهم العسكرتاريا حول تلك الجموع الشعبية وانتهى الامر الى لا تغيير ..

واليوم نشهد “اللاتغيير” واضح المعالم والقسمات في كل بلدان الربيع خاصة اليمن وسوريا وليبيا وقبلهما العراق وان بدأ التغير واضحا في الشكل والمظهر كما في تجربتي تونس ومصر الا ان مضمون تلك السلط ونظمها لاتعكس سياسيا واجتماعيا واقتصاديا اي تغيير او تجديد حقيقي و..والمسار يدفع بالجزائر والسودان الى ازمات تكرر تجارب سابقة في الحشود الشعبية ثم اللاتغيير ..

وهكذا يكون الموقف في بلاد العرب التي تحولت الى فضاءات للخارج الاقليمي والدولي يجعل منها ميدان معارك تجريبية عسكريا ووضع خططه االكولونيالية التي تستهدف اعادة هندسة الاقليم كله وفق صفقة القرن او ادنى منها مع الانتقاص من السيادة الوطنية او تغييبها بالكامل ..؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى