فضاء حر

من وراء الشبك

يمنات

ابرار الارياني

“من وراء الشبك” زيارتنا كانت اليوم ..
لم أتمكن من رؤية والدي ، يؤلمني جداً أن أراه بين كل أولئك المساجين تحول الشباك الحديديه والمسافة بيننا الأمر الذي دفعني إلى الانسحاب إلى إحدى الممرات الخارجية القريبة حيث كنت اسمع أصوات الجميع هناك صوت والدي يهتف لوالدتي ” لا تقلقوش أنا تمام والله بيفرجها ” وأمي ترد عليه ” الله كريم الله كريم هانت ” ومنار تبلغ بابا ” فلان يسلم عليك وفلانه تدعي لك وأم فلان قالت الصبر” ونبراس تصغي فقط وحين تفر دموعها من عينيها تفر هي إلى الممر ذاته الذي فررت إليه من دموعي وشعوري بالعجز والهوان..

في اللحظات الأخيرة من الزيارة دعينا إلى “المربع” تلك المساحة الصغيرة التي تتمكن فيها من عناق والدك وإستعادة طاقتك وكينونتك يعانق أبي أمي ويسألها الصبر ودموعه في عينيه وتسأله والدتي التماسك ودموعها في عينيه يعانقني والدي أيضاً وأشعر أنها المرة الأولى التي يعانقني بها قائلاً لي ” تواصلي مع عمو معن استفيدي منه أيش الكتب اللي ممكن تفيدك في تخصصك تجلدي ذاكري أنا راجع راجع يا بنتي ” فاضت بي دموعي وقتها لم لا يستطيع والدي التوقف عن كونه أباً جيداً حتى في وضع موجع وصعب كهذا .. 

لكن الأمر الذي أبهجني وأبهج من في المربع جميعاً هي تلك (الربطة) التي كانت على يد والدي والتي كتب عليها اسم والدتي (عبير) فاجئنا بابا بخلعها من يده وربطها في يد والدتي أمام الجميع هناك هامساً لنا “حقكن الزيارة الجايه” ، يالله يا بابا يالله لربما حديثي عنك قد يراه الآخرين مجرد حديث فتاة فخورة بوالدها لكن موقف اليوم واللحظة التي رأيت فيها تلك (الربطة) على يد والدي ، واللحظة التي ألبسها لماما كذلك برهان واثبات للعالم بأسره أن والدي مجرد (إنسان ) محب يلوذ الآخرين للطفه وحنانه فأخرجوا بابا يا عالم ، أعيدوه لنا ، تعبنا والله تعبناا..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى