العرض في الرئيسةفضاء حر

من أرشيف الذاكرة .. صحيفة المستقلة .. الدعم المالي للصحيفة والـ”70″ ألف نسخة

يمنات

أحمد سيف حاشد

(4)

الدعم المالي لصحيفة وصل ما يطبع منها 70 ألف نسخة في العدد الواحد

– كنت ابتدأ أدرك وأعي تماما أن اطلاق أو إصدار صحيفة في اليمن دون وجود داعم مالي على نحو أو آخر أمر في منتهى الصعوبة، غير أن المتعذر أو المستحيل أن يستمر ذلك الإصدار لفترة طويلة دون وجود مثل ذلك الدعم، أو وجود مصادر أخرى داعمة بطريقة أو بأخرى، تندرج غالبا في إطار سياسة الاحتواء أو التأثير على استقلال و توجهات و سياسة تلك الصحيفة.

– لتصدر صحيفة عليك باختيار داعمك، و في الغالب داعمك هو من يختارك .. بعضهم اختاروا السلطة لدعمهم .. و بعضهم اختارتهم السلطة لدعمهم، أو أجنحة فيها، أو حتى أحيانا أشخاص في قيادة السلطة أو مؤثرين فيها..

– أحيانا تكون الجهات الداعمة أحزاب أو قوى سياسية، أو جهات أو أشخاص يمتلكون المال و النفوذ، و كل هذا يلقي بضلاله على سياسات و توجهات تلك الصحف، حد ينال إلى حد بعيد من استقلاليتها و موضعيتها، و غالبا الداعم هو من يضع أو يشارك في وضع سياسات و محددات و توجهات تلك الصحف..

– أردت أن أخرج من إطار هذه الخيارات المُرّة .. أردت أن أختار داعمي من غير أولئك الذين اعتادت كثير من الصحف الاعتماد عليهم .. أردت أن أكون بقدر ما استثناء في واقع بائس معادي إلى حد بعيد للحريات و الاستقلالية .. فاخترت داعمي الأول من غير كل هؤلاء .. نعم .. أخترت القارئ أن يكون هو داعمي الأول .. وقد كان.

– كثير من الصحف كانت تتلقي إعلانات من الحكومة أو وزاراتها أو مؤسساتها أما بضوء أخضر من السلطة أو من خلال العلاقات الشخصية بين بعض أشخاص السلطة و القائمين على تلك الصحف .. أنا لم أمتلك ضوء أخضر من السلطة، و لم تكن لدي علاقات مع رجالها إلا في حدود نادرة لا تستحق الذكر، و كنت “المشاغب” دوما و أحيانا مع الجميع .. أحد الأصدقاء جس نبضي بعرض حصولي على الضوء الأخضر للدعم من السلطة، مقابل تغيير سياسة الصحيفة، فرفضت بشدة، و شعرت بالابتزاز، و اخترت معارضتها، و رفضت ممالأتها أو التواطئي معها..

– أخترت صديقي العزيز و المستقل محمد عبد الرب ناجي لدعمي بالإعلانات من خلال علاقته الجيدة مع بعض رجال المال و الأعمال، و لكن كان هذا المصدر الداعم يأتي في مرتبة ثانية، و لا يتقرر عليه الإصدار من دونه..

– و في المرتبة الثالثة كان الدعم و التبرعات غير المشروطة الآتية من أصدقاء و زملاء، و كانت محدودة .. أذكر أن زميلي الشيخ محمد ناجي الشائف تبرع بمائة ألف ريال، و بعد فترة قصيرة صرت أنتقده في الصحيفة، و أنتقد بشدة لجنة الحريات و حقوق الإنسان الذي يرأسها، فشبهني بـ”الحمار الذي أول ما يتعلم يركب أمه” .. و الحقيقة أنني لم أكن كذلك، و لم أكن لئيماً، بل كنت أنحاز إلى ما أراه حق، حتى و إن كان هذا على حساب صديق أو زميل أسدى لي يوما خدمة أو دعما أو مساندة..

– كانت مواقفي انحيازا مني كما أراها لقضايا الناس، و حقوقهم، و حرياتهم، و منحازة إلى القضايا العادلة التي اظنها واعتقد إنها الحق و الصواب .. و كنت أرى بذلك تصالحا مع نفسي، و مع رقابة ضميري، و مع البعد الأخلاقي الذي أظنه أو أراه..

– أستطيع أن أزعم أن المستقلة كانت الصحيفة الوحيدة التي اعتمدت و لعدة سنين على مبيعاتها، و أستطاع قراء و محبين الصحيفة قبل مضي العام أن يغطون لوحدهم نفقاتها، بشرائهم لها، و استمرارهم بالوفاء معها من خلال الاستمرار باقتنائها، و تحقيق بعض الوفر لها..

– عندما أثار بعض المغرضين الشبهات حول دعمها، و قولهم باستحالة اعتمادها على مبيعاتها، لذت إلى الشفافية و احتميت بها، و نشرت للجميع و عبر صفحاتها، مداخيلها من مبيعاتها و نفقاتها قبل أن تتم عامها الأول، و أزعم أن المستقلة هي الصحيفة الوحيدة في اليمن التي فعلت مثل هذا، و اعتمدت على مبيعاتها لعدة سنوات .. و نرفق هنا صورة عما تم نشره قبل انتهاء عامها الأول، و يتضمن مبيعاتها و نفقاتها .. عجزها و وفرها .. غير مدرجا فيه قيمة الإعلانات المنشورة فيها، و دعم التبرعات التي ساندتها.

– صدر العدد صفر من صحيفة المستقلة النصف شهرية في 15 إبريل 2005، و خلال هذا العام صدر من الصحيفة “16” عدد.

– الكمية المطبوعة 429 ألف و 504 نسخة.

– المبيعات 406 ألف و 701 نسخة.

– “علاقات، و تالف، و مرتجع، و غيرها 22 ألف 803.

– قيمة المبيعات خلال العام 2005 = 19 مليون و 344 ألف و 610 ريال.

– نسبة المبيعات 94% من اجمالي الكمية المطبوعة.

– متوسط الكمية المطبوعة في كل عدد 26 ألف 844 نسخة.

– متوسط الكمية المباعة 25 ألف و 419 نسخة من كل عدد.

– المصروفات خلال العام 19 مليون و 584 ألف.

– العجز 240 ألف و 10 ريال.

 

– الأعداد “16 – 18” من 1 يناير 2006 و حتى 15 فبراير 2006

– الكمية المطبوعة خلال هذه الفترة 100 ألف و 50 نسخة، بمعدل 33 ألف و 350 نسخة في العدد.

– المبيعات 96 ألف و 210 نسخة، بنسبة 96،2% و بمعدل 32 ألف و 70 نسخة في العدد الواحد.

– قيمة المبيعات 4 مليون و 810 ألف و 500 ريال.

– المصروفات 4 مليون و 583 ألف و 870 ريال.

– الفائض 25 ألف و 30 ريال.

– خصصت 240 ألف و 10 ريال، لمواجهة عجز العام 2005.

– الفائض بعد تسديد العجز 16 ألف و 620 ريال.

– و في السنوات اللاحقة واصلت “المستقلة” تقدمها و نجاحها، و وصلت في ذروة نجاحها، إلى طباعة 70 ألف نسخة، و اشتريت من فائض مداخيلها، مطبعة بمبلغ 33 ألف دولار، و مقص بمليون و نصف المليون ريال، بالإضافة إلى تجهيزات أخرى. و صارت الصحيفة تصدر كل عشر أيام بدلا من كل نصف شهر..

– أما اليوم و في هذه الحرب الغشوم تبددت أحلامنا، و توقفت صحفنا، و خنقت حناجرنا، و تم مصادرة هامش الحريات، و تآكل النجاح و تلاشى بقاياه، و صرنا غارقين بالديون .. لم يبق أمامنا غير حصاد الخيبات، و الحصاد المُر..

– في هذه الحرب اغتناء أمراء الحرب و تجارها .. أثرا النهابون و الفاسدون و اللصوص حد الفحش، و طالت المحترمين كل الخسائر، و لم يبق معنا إلا الحفاظ على ما استطعنا من اخلاقنا و قيمنا و مبادئنا في هذه الجائحة العريضة و الثقيلة التي حلّت علينا طيلة أربع سنوات عجاف، و لا زالت تداهمنا كل يوم و ترفض الرحيل عنّا..

– هذه الحرب صنعت بنا و باليمن ما لم يكن يخطر على بال .. تذكرت مقولة نيكوس كازانتزاكيس: “أنت تفهم كثيراً و هذا سر شقاءك, لو كنت حماراً لأصبحت سعيداً الآن”.

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=253198585635075&id=100028348056925

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى