فضاء حر

الصراع الديني .. وسيلة الرأسمالية القذرة

يمنات

نبيل الحسام

الجريمة التي حدثت اليوم في نيوزلاندا والتصوير والنشر هو في حقيقته ليس صدفة وليس عملا فرديا بل هو وفق مخطط تبنته الرأسمالية منذ بعد الحرب العالمية الثانية وهو مخطط صناعة الصراعات الدينية لحرف الصراع من صراع طبقي سياسي الى صراعات جانبية.

فبعد الحرب العالمية الثانية حيث اندلعت الثورات التحررية من الظلم والإستغلال والإستعمار ووجدت الرأسمالية نفسها ومعها ادواتها المحلية في مواجهة مع الشعوب طردتها من كل مستعمراتها واسقطت ادواتها المحلية المتحالفة معها من الملكيات والسلطنات وادركت تمام الإدراك بأنها لن نقوى على مواجهة الشعوب . وكان رأيها بأن الحل الوحيد هو في جعل هذه الشعوب تتصارع مع نفسها وخلصت الى ان ذلك يكون بالبحث عن الإختلافات وتغذيتها وايصالها الى حد الصراع الدامي ولما كان الاديان هو المختلف لدى شعوب الارض بالإضافة الى الخلافات داخل كل ديانة والتي تمثلها المذاهب مستفيدة في ذلك من التاريخ الذي يسجل في صفحاته حدوث هذا النوع من الصراعات فقررت اعادتها. بالإضافة الى ان الحالة الدينية مثلت الطريق لها لإحتلال البلدان وان هزيمتها واخراجها كان في الفترة التي ظهرت فيها افكار ومشاريع غير الدينية.ومن ثم قامت الرأسمالية بتبني الجماعات الدينية المتطرفة في كل الاديان وبطريقة تضمن بقاء ادارة الصراع بيدها.

ومن ذلك قيامها بخلق هذه الجماعات الدينية الإسلامية في المنطقة العرببة بالتزامن مع زرع الكيان الصهيوني كدولة دينية نص عليها وعد بلفور بالقول ” دولة قومية لليهود” ثم خلق دول طائفية في المنطقة وذلك للقضاء على المشروع الوطني والقومي الذي كان سببا في طرد الاستعمار الرأسمالي.

واستغلت جرائمها لتخويف الشعوب في معقلها وهي اوروبا من ما سمته بالإرهاب الإسلامي وذلك كلما رأت اي بوادر تفكير لشعوبها تجاه استغلالها لهم.

ويمكن لأي باحث في الشؤون الغربية سيجد:
-ان اليمين المتطرف في كل الاديان بات يتلقى الدعم ويزداد شعبية يوما بعد يوم.وانه في حين يمونوا المهاجرين في المحيطات نجد ان الجماعات الإسلامية المنظمة يقدم لها كل تسهيلات القدوم وانشاء المراكز.

-سيجد ان الحوادث الإرهابية في الغرب دائما تحدث عندما يكون هناك بوادر حراك شعبي معارض لسلطة الرأسمالية او قبيل اتخاذ قرار سيؤدي الى غضب شعبي وذلك لإثارة مخاوف الجماهير من عدو آخر وتوجيه الانظار نحوه كتحذير من ان اي تحرك سيخلق فوضى تتيح لهذا العدو.وسيظهر بوصوح كثرة حوادث الإرهاب تمهيدا لإتخاذ قرار رفع الدعم وخروج الإحتجاجات وكذلك احداث سبتمبر 2011 في امريكا او ما ساد بريطانيا من خوف صدرته الحكومه في الفترة الماضية قبيل احتجاجات حريق لندن.

-وان جريمة اليوم هي لإثارة الصراع الديني المسيحي الإسلامي ومن اجل تقوية الجماعات الإسلامية لمنح صراعاتها مصداقية بتأكييد صحة ادعائها بوجود خطر على الإسلام وبالمقابل خلق نفس الشعور لدى المسيحيين بوجود خطر اسلامي.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى