العرض في الرئيسةفضاء حر

لم يعد هناك رغبة في الصراخ بوجه هادي

يمنات

محمود ياسين

كنت قد أخبرت أنه لم يعد هناك رغبة في الصراخ بوجه عبد ربه .

هكذا خطر لي أكثر من مرة في لحظة نضج ، إذ يبدو أي تحفيز لهادي عملا مفتقرا للمنطق ، لكنه يتواجد في وعيي أنا قليل الحيلة حد التأرمل ، هذا الرجل يؤرمل إحساسي ويدفعني للبكاء الصامت والتحديق في الأرجاء بحثا عن قوة إلهية وأشياء لها علاقة برثاء الذات الوطنية . 

أنا لا أعرف لماذا يتصرف هكذا وبإصرار ومزاج يخلو من احترام العرف والعادات ، لم يعد بيننا وبينه ماهو سياسي ، ولقد أحالنا أسلوبه لتلك الرجاءات العاجزة أن يكتفي شخص ما من خيانتك ، أن يتشبع ويقول لنفسه : يكفي . 

أنت قد أثبت كل وجهات نظرك ذات الصلة بالخيانة انتقاما وشفاء لضغائنك ، ولقد أدركنا جميعا أن بوسعك أن تذيقنا ثمن استخفافنا بك من أول يوم ، ولقد تعلمنا الدرس وكيف أنه للتهكم الصامت من رجل وضعت مصيرك بين يديه ثمن بالغ الفداحة ولا سيما مع شخص قروي يعتمد اللؤم في حالة من أوسع عمليات العقاب الجماعي خسة وضراوة . 

ولقد حدث هذا في التاريخ وقرأنا عن هكذا زعماء قاموا بمعاقبة شعوبهم ، على طريقة نيرون وبعض قياصرة روسيا أو حتى قراقوش الذي كان للقبه دور فاعل في رد الإهانة تاركا شعبه لقطاع الطرق والأوباش .

أقسم أن تفسيري هذا يقيني كلية ، التفسير النفسي لمزاج رجل يتحلى بقدر هائل من اللؤم القروي المعذب بالتهكم واستصغار الشأن ، وما أن تصل أقدار الناس ليديه إلا ويضعها بتصرف وعيه الباطن وهو يؤكد بكل شراسة أن استخفافكم بي قد تحول لواقع وعليكم تلقي قوة وفداحة إثبات صحة وجهة نظركم بشأني ، وليس العكس كما يفعل بعض الأشخاص والقادة وهم يستميتون في إثبات عكس توقعات الآخرين بشأنهم وتقديم صورة لائقة مدهشة ومفاجئة ونقيض كلي لتصورات الظلم الإجتماعي ،تجربة امرؤ القيس مثلا وهو يحتسي آخر ماتبقى في دنان الخمر وينهض لثأر أبيه وهو الذي كان صورة للعبث والتلف ، وفي طريق الثأر : بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه، وأيقن أنا لاحقان بقيصرا ، فقلت له لا تبك عينك إنما ، نحاول ملكا أو نموت فنعذرا .

حتى وهو يستنجد بالغريب احتفظ بكبريائه ومات بسم الذي استنجد به ، لأنه لم يتخلى له عن مصير بلاده ، مات بكبرياء غريبا ووحيدا على جبل عسيب . 

الآن لا تهكمات ولا رجاءات يقظة ، لا ضغائن حتى يا هادي ، مت فقط ، الفظ أنفاسك الأخيرة أيها العجوز الهلامي ، مت فقد اكتفينا منك واكتفيت.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى