فضاء حر

سحقا لتجار المقابر ونخاسيّ الأوطان

يمنات

صلاح السقلدي

(1)

رأي:
تذكرتُ مقولة الأديب العالمي” كافكا”: ( إن كان الكتاب الذي تقرأهُ لم يوقظك بخبطة على مؤخرة جمجمة رأسك فلا يستحق الاهتمام ولا القراءة )، وأنا اقرأ في كتاب الرئيس علي ناصر محمد: (( ذاكرة وطن..عدن من الاحتلال الى الاستقلال)) ,وأزعم هنا أنه لم يوقظني فحسب بل وأحدثَ فيَّ خبطة على كل جهات رأسي لما تضمنه من سرد لأحداث ومواقف نضالية رائعة – برغم ما شابها من تباينات – مواقف تشعرنا بالزهو والاعتزاز بتلك المرحلة النضالية ورجالها التي سجّلــها شعبنا في صفحات سفر كفاحه الطويل ضد الاحتلال البريطاني منذ أربعينات القرن الماضي وما قبلها الى قُبيل قيام الدولة عام 1967م…وحاولتُ عبثا إسقاط نقاء تلك المرحلة وصفاء سريرة رجالها على أوضاع اليوم وعلى واقع نضالنا ولكنني لم أفلح تماماً .فبرغم تشابه المرحلتين والهدفين بين الأمس واليوم إلّا أن ثمة فرق بين صفاء سرائر رجال الأمس و تميز وسائل وأدوات نضال ثورتهم، وبين أنانية رجال اليوم – أو بالأحرى بعضهم- وتلوث أدواتهم ووسائلهم- أو لنقل بعضها أيضاً حتى نكون أكثر إنصافا .!

(2)

قبل 2011م كانوا يقولوا الأولوية لإسقاط نظام صالح ورجاله،وبعدين نحل القضية الجنوبية. واليوم أعادوا نظام صالح ورجاله، يقولوا الأولوية لإسقاط الحوثي ورجاله، وبعدين نحل القضية الجنوبية.!
.. لا يلدغ المؤمن منكم مرتين.

(3)

أصبح الأمر أبشع من مهزلة وأقبح من مسخرة أن تظل السعودية تأخذ الجنوبيين للدفاع عن جنوبها وتدفع بالشماليين عسكريين وأحزاب وساسة باتجاه الجنوب…ولذا بقاء الوضع يمضي بهذا الشكل دون تصحيح يمثّــل ليس فقط استهزاءً بالقضية الجنوبية ولا استمرارا لاستخدامها مجرد بندقية أجيرة وجسر عبور للآخرين الى ضفاف مصالحهم – بل هو استرخاص الدم الجنوبي وإهانة له إلى أبعد الحدود .. سُـــحقا لتجار المقابر ونخاسيّ الأوطان.!

(4)

رأي:
العميد طارق صالح الذي تقاتل قواته بالساحل الغربي بدعم عسكري وسياسي وإعلامي إماراتي، يفاجئ الجميع – بمن فيهم الإمارات- ويعلن تأييده المطلق لبرلمان سيئون. فلم يتهيب الرجُــل من غضب الإمارات أو يخشى موقفاً منها برغم مسيس حاجته لها داخل الشمال، مع معرفته أن الإمارات لا تؤيد هذا المجلس الذي ترى فيه تمكينا سياسيا لحزب الإصلاح من مؤسسات سياسية وتشريعية مهمة بسبب توجسها من توجهات الحزب الإخوانية وعلاقته اللصيقة بخصمهما الخليجي”قطر”، ولكنه أي طارق يعلم ان الإمارات مثلما هو بحاجته لها هي أيضا بحاجتها له، يمدُّ رجله ولا يبالي… على كل حال المواقف التي تحتفظ بشيء من الاستقلالية بالمواقف ولو بحدودها الدنيا ولا تذعن بالمطلق لأية شراكة أو تحالفات – أو حتى ضغوطات- فهي تستحق التقدير حتى وأن صُدرت من خصم. قيل خذ الحكمة ولو من أهل النفاق ..فهل نستفيد من الآخرين ولو من خصومنا؟.
” اللبيبُ من الاشارةِ يفهمُ ×والحبيب في حُسنه لا يعدمُ”.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى