العرض في الرئيسةفضاء حر

الحرب المتغيرة في اليمن..

يمنات

وضاح اليمن الحريري

لم يستمع احد ونحن نقول إن الحرب في اليمن حرب غبية، وعلى اليمنيين وحلفاؤهم ايقافها قبل ان تتفاقم تداعياتها وتقود الى نتائج عكسية عن الأهداف التي من اجلها اندلعت، اهداف بعض اطرافها وليس جميعهم.

إن تكاثر جبهاتها المندلعة خلال الأيام المنصرمة، لا تحمل اي تباشير طيبة، بل تعكس الاخفاقات المتوالية لدول تحالف دعم الشرعية، بعدم قدرتهم على حسمها مع احتمالات قوية بأن خسائرها تتضاعف بمتوالية هندسية، تسبق تنامي انتصاراتها البطيئة الزاحفة بالنسبة للتحالف والشرعية، على نحو محبط ومشكك، بقدرتهم او بجديتهم على الانتهاء منها مبكرا وكأن هذه الحرب أصبحت تحت السيطرة والتحكم تماما، ليتم توظيفها بحسب الحاجة والتكتيك السياسي المتفاوت للأطراف المتحالفة ذاتها، مع بعضها البعض، او من قبل الحوثيين أنفسهم الذين تطورت امكاناتهم لفتح الجبهات واغلاقها متى ارادوا وهم على يقظة وانتباه لما يحدث من تفاقم للأزمات في ضفة خصومهم، ولنقل مجازا انهم على ادراك بكيف تكون معاركهم، إنهم يقاتلون مؤخرا من أجل لهو الحديث، ويديرون الحرب على إنها ورقة مغرية، يتجاوب الكثيرون ويتفاعلون معها، كرقصة رعب مجانية مفزعة، هم بحاجة اليها أكثر من الحوثيين أنفسهم.

اليوم تتدخل قوات دول التحالف مباشرة في الساحة، لمواجهة امور لا تمت الى الحرب بصلة او ليس لها علاقة مباشرة بها، اليوم نسمع عن ألوية مؤللة وألاف مؤلفة تذهب الى جبهة الضالع لتصد هجمات كاسحة ستؤدي الى اسقاط المناطق لصالح الخصم، بعد حركة تمرد في احد الألوية الموالية، اليوم نسمع ونقرأ عن غياب مواقف منسجمة في ادارة الحرب، والهجوم قد طال التحالف والشرعية، بمعنى إنهم يخونون جهة ما قد يفصح البعض عنها، الحرب اذن لم تعد لاستعادة الدولة والتمكين للشرعية، لأن هذا الحديث صار حديثا باليا.

الجنوبيون هاجسهم الوحيد هو الا يعود الحوثي ليشغل اراض ضمن الحدود السابقة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وكما يحلو للبعض بتسميته الجنوب العربي، ومن ذلك المنطلق يقيسون كل علاقات الحرب ومضامينها، اما التحالف فيبدو أن صبره يكاد ينفذ امام ركة الأوضاع فيتدخل بلواء سعودي الى عمق حضرموت، والامارات مازالت تسترسل بمشاريعها الأسطورية كانشاء كاسر للأمواج في جزيرة سقطرى بمئة وعشرين مليون دولار كما نشر في الخبر، في صورة مبالغ فيها لشراء ولاءات يمنية فقدت خط سيرها نحوهم، إن لم يكن لأغراض لا تقل خطورة عن الأوبئة المنتشرة في المناطق المحررة أو قيد التحرير، وبقية الأخوة يتلاكدون في تعز.

الحرب في اليمن تتغير، وأصبحت تندفع في سياقاتها في اكثر من اتجاه بحسب الطلب وما الضرب الذي تناله قوات الحوثي الا ذرا للرماد على العيون، هناك صراعات لم يعلن عنها بعد، لكن مساحتها تزداد وتتسع يوما بعد يوم فالحوثي لم يعد المنقلب الوحيد، اعتقد أن الكل ينقلب ويتقلب بالمرة لينال نصيبا وافرا من مكاسب استمرار الحرب، سواء باضعاف الاخرين او باستغلال نقاط ضعفهم المتضخمة، الناتجة عن مشكلة الحرب التي يدفع ثمنها من ليس لهم علاقة بها بعد ان صارت طبعتها الخامسة مجموعة من قصص الهواة وحروبهم الذاتية، لقد تجزأت الحرب في اليمن وتغيرت علاقاتها كما يبدو، وبالتأكيد ستتمكن أطرافها من ادارتها كحرب وفق الحاجة ولذلك قد يتغير المتفاوضون غدا على الطاولة بتغير حلفاؤهم المحليين والإقليمين ايضا، ولا أظن ان الدور السعودي والإماراتي سيبقى فيها دور البطولة الوحيد لمدة اطول مما مضى..وللحديث بقية.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى