فضاء حر

الخدمات المعيشية في زمن الحوثيين

يمنات

ماجد زايد

لطالما كانت الخدمات المعيشية للناس ضرورة حتمية وأحقية يومية لا تنقطع ولا تتوقف ولا يتم المتاجرة بها ، لكنها في زمن “جماعة الحوثيين” ، زمن الفقر والجوع والمرض أصبحت تجارة ومناقصات وإيرادات أكثر منها خدمات وضرورات حياتية..

ترى كيف صارت مؤخراً خدمات المياة والكهرباء والتعليم والصحة في عهد سلطة “جماعة الحوثي”.

دعوني أخبركم..

في جانب المياه ، فالأبيار التي كانت تضخ الماء لمنازل الناس أصبحت تجارية خالصة ، تبيع المياه للوايتات بأسعار عالية بحيث يصل للمواطن بسعر ثمانية الف ريال ، والأكثر جدوى من ذلك يأتي من خلال بيع الماء للمنظمات وهي بدورها تقوم بتوزع المياء للحارات عبر ما يسمى خزانات السبيل الذي يتزاحم الناس عندها ويتقاتلون للحصول على دبتين ماء أو أربع ، ومع الأيام صارت العملية تجارة وإيرادات مليونية وبمبررات الحرب والجبهات لا يفكرون في أي شيء عن أحوال الناس ، بل ويتساءلون في أنفسهم ، أيعقل أن نضخ الماء للناس وهم لا يقاتلون في الجبهات ، ثم هل يمكن أن تتوقف الملايين لأجل شعب لا يحاسب الفواتير..!! وبالمناسبة من ببيع خدمات الناس للمنظمات وللتجار هو من يضطرهم لممارسة الشحاتة ، هو أذا من يصنع من شعبه شحاتاً ، أو كما يقولون في معرض كلامهم عن سيادة الوطن والكرامة.

أما في جانب الكهرباء .. فأنقسمت خدمات الحوثيين الى نوعين ، نوع يبيع الكهرباء التجارية وأخر يبيع الطاقة الشمسية وجميعهما ذوي أصول حوثية مباركة خلقوا ليقدموا الخدمات الكهربائية ، القليل من الناس يشتركون في الكهرباء التجارية التي تبيع الكيلو الكهرباء الواحد بما يقارب ثلاث مائة ريال والدفع أسبوعياً ، هذا النوع الخدماتي التسلطي اللعين يذكر الناس دوما بكهرباء الماضي حينما كانوا يعترضون على سعر التسعة ريال للكيلو الواحد رافضين بذلك سداد فواتير الكهرباء المتكدسة لشهور ولسنوات ولا أحد يهددهم أو يتحفظ على مبالغ التأمين حيال ذلك.
بقية الشعب بل السواد الأعظم منه إشتروا ويشترون يوميا الطاقة الشمسية من التجار الكبار المحسوبين إجباريا على خدمة الحوثي طاقة شمسية ، هذا النوع من الطاقة المستهلكة بحاجة لتجديد المواد المستخدمة والتغيير بين كل فترة وأخرى ، وهذا بالفعل يعني الملايين والملايين والملايين. وفي كل مرة ، لا بل وعند كل مرة تأتي مقترحات إنتهاء الحرب يتساءلون في أنفسهم ، هل يعقل أن تتوقف التجارة والملايين وخدمة الحوثي كهرباء وطاقة شمسية !! كلا هذا لن يحدث ..!!

وفي جانب التعليم .. فقد صارت المدارس خاوية على حالها ، ليس فيها أي شيء أكثر من مدرسين بائسين وأخرين ينتحلون دور المعلمين وطلاباً يصلون في الثامنة ويغادرون في التاسعة. بقيت الكثير من المدارس بل وتحولت الى أماكن تحشيد للقتال ، لم يعد يدرس فيها سوى الفقراء وهم في حقيقتهم لا ينبغي التعليم في حقهم. هذه نظرة الجماعة لما بقي من الناس في الدرك الأسفل من الجوع.

إنتهى العام الدراسي السابق ولم يتعلم أخي الصغير في مدرسة حكومية أي حرف ولم يكتب أي كلمة ، لذا صار إلزاميا علينا البحث عن مدرسة خاصة بمبلغ مرتفع ، خصوصا وقد تم إفتتاح الكثير من المدارس الخاصة في ذات الحي الذي نسكنه ، لم يعد هناك أي ضرورة للتعليم الحكومي في زمن “جماعة الحوثي!” لأنهم وببساطة لن يعلموا أحدا مجانا ، من أراد أن يتعلم أبنائه فهناك الكثير من المدارس البديلة والتي بدورها تتبع الجماعة وأذا لم تكن كذلك فهي تدفع الملايين للجماعة بغرض السماح لها بالمزاولة ، أنه زمن الجهل والحوثي ، زمن بائس من اليأس والتجهيل.

أما في جانب الصحة ، فزيارة أو إسعاف مريض لطوارئ أكبر المستشفيات في العاصمة ، سيعطيك أجابة كاملة عن حقيقة ومغزى نظرة الحوثيين لحياة الناس وما تبقى في جانب الصحة ، ستصل مثلا لطوارئ مستشفى الثورة العام وهو أكبر مستشفى حكومي على صعيد البلد وستجد الجميع فيه يشتكون من عدم إمتلاكهم أدنى مستويات المواد ، عليك أن تشتري قائمة الشاش والأبر والأدوية وكل شيء بنفسك ، ثم بعدها عليك أن تشتري ضمير أيّا من الأطباء لكي يلتفت الى مريضك ، ستذهب الى الصيدلية داخل مبنى الطوارئ لتشتري قائمة المتطلبات والأدوية غالية الثمن ، ثم تستفسر من الصيدلي .. لماذا تبيعون الأدوية داخل طوارئ مستشفى حكومي !! سيضحك على حاله وحالك ويجيبك.. لقد أجروا لنا هذه الزاوية من المستشفى بالملايين .. نحن نبيع للناس الأدوية والمتطلبات بأسعار أغلى لكي نتمكن من سداد فاتورة الإيجار المليونية ، أنه بالطبع زمن “جماعة الحوثي” وبالمناسبة ذهب زمن الأدوية الحكومية والطوارئ الحكومية والأطباء الحكوميون وجاء زمن التجار والمستثمرين.
من أراد من هذا الشعب أن يتعالج فعليه بالمستشفيات الخاصة ، هناك الكثير منها ، والكثير أيضا أفتتح في عهدهم لأنها ببساطة تتبعهم ، ومن لا يتبعهم فعليه أن يدفع الملايين لقاء البقاء.
أنه زمن عظيم من الفقر والجوع والمرض والعماير والتجار المستثمرين.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى