فضاء حر

الوحدة اليمنية في كتاب “الرحلة اليمنية” للثعالبي (1-3)

يمنات

قادري حيدر

من 12 أغسطس – 17 أكتوبر 1924م.

الإهداء: إلى صديقي الجميل والنبيل والوفي الاستاذ/محمد عبدالله صالح (ابو مشعل)، واحد من رموز شباب اليسار التقدمي (الاتحاد الشعبي الديمقراطي)، منذ النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي .

اسم عزيز على قلبي كصديق ومناضل شجاع، جمعتني به رحلة عمر وصداقة اكدت معدنه الصافي..كان من الرموز السياسية الناشطة في الحركة الطلابية والسياسية اليمنية، في عدن، حتى سفره إلى الاتحاد السوفيتي للدراسة، إلى اواخر ثمانينيات القرن الماضي.

إنسان صادق يكره النفاق الاجتماعي، وعدو للنفاق السياسي، ما في قلبه على لسانه، وهذه قد تكون واحدة من مشاكله مع من حوله..اسم وطني يمني لاتنقصه الشجاعة في الدفاع عن قناعاته .

اليه صديقا عزيزا، مع تمنياتي له بالصحة والقوة في مواجهة تداعيات تعب عملية القلب المفتوح .
مع خالص مودتي ومحبتي له ولاسرته الكريمة .

الأستاذ عبدالعزيز بن إبراهيم بن عبدالرحمن الثعالبي 1874- 1945م، هو أحد أهم القادة السياسيين والمفكرين التونسيين الأحرار، الذين اشتغلوا بالقضية الوطنية التونسية في مواجهة الاستعمار الفرنسي، ومن الأسماء العروبية البارزة التي جمعت في نشاطها وكفاحها السياسي بين القومية العربية والإسلام في بعده التحرري المقاوم. ومن الداعين في البداية للجامعة الإسلامية، وكان من رموز الكفاح الوطني المؤسسين في “الحزب الدستوري التونسي”، نفاه الاستعمار الفرنسي عن بلاده تونس بسبب نشاطه المضاد للاستعمار، وكان داعماً وناشطاً بارزاً في الكفاح ضد الاستعمار في جميع أقطار المنطقة العربية، حمل هم مكافحة الاستعمار، وتحرك في هذا السبيل إلى العديد من أقطار الوطن العربي، والأفريقي، والغربي، ولم يتوقف عن مقاومة الاستعمار حتى اللحظات الأخيرة من حياته. وما يهمنا هنا هو إبراز واستنطاق رحلته اليمنية التي ارتبطت بقضية الوحدة اليمنية، والدعوة لها بين قيادات اليمن شمالاً وجنوباً، (الإمامة، والسلاطين) حيث سعى جاهداً وبدون كلل إلى جمع شمل اليمنيين على قواسم سياسية جامعة مشتركة توحدهم في إطار دولة يمنية واحدة، يتفقون عليها بالسلم، والحوار، ومن خلال نصيحته بفكرة الدعوة إلى عقد مؤتمر قومي يمني عام، يجمع أصحاب الحل والعقد من القادة اليمنيين على أسس سياسية وطنية تشكل أساساً لوحدتهم.

وفي تقديرنا أن دعوة الثعالبي لوحدة اليمنيين في أواخر الربع الأول من القرن العشرين 1924م، هي من أولى الدعوات القومية العربية التي حملت راية وفكرة توحيد اليمن في القرن العشرين بعد سبات طويل من تأريخ الانقسام والتجزئة والتشطير في دويلات ملوك الطوائف، أو في ظل الاستبداد والاستعمار، علماً أن دعوة الثعالبي لوحدة اليمنيين جاءت وقسمٌ من الوطن اليمني محتل وفي قبضة الهيمنة الاستعمارية البريطانية. من هنا تبرز أهمية الدعوة، باعتبارها تحدياً للشرط الاستعماري. والشيء الجميل في دعوة الثعالبي للوحدة اليمنية أنها كانت في حقيقة الأمر تجاوزاً موضوعياً وسياسياً وتأريخياً لخطاب الإمامة حول وحدة اليمنيين، أي وحدة “الضم والإلحاق”، والقهر، التي كان يرفضها أبناء الجنوب بعد تجربة التوحيد في ظل دولة المتوكل على الله إسماعيل 1644- 1676م ، نموذج التوحيد بالحرب والدم، والضم والإلحاق، التي حولت عملياً سكان جنوب الشمال، وجنوب اليمن إلى “كفار تأويل”، ومناطق جباية وفيد، “وخراج، ما زال طعمها ومذاقها مُرّاً في الحلوق. ومن هنا تتجلى قيمة وأهمية دعوة الثعالبي لوحدة اليمن، فهي دعوة تقوم على الحوار والتفاهم والتوافق السياسي الوطني، تمر عبر عقد مؤتمر يمني عام وفق ما جاء في النص النهائي (لمشروع الوحدة)، بعد التعديلات التي أدخلها عليها الإمام يحيى.

وإلى جانب إسهامات الثعالبي المباشرة بوحدة اليمن، فإن الفضل الأول في تأسيس نوادي الإصلاح العربي يعود إلى دوره البارز في الدعوة إلى تأسيس هذه النوادي وتحت نفس المسمى، وهو ما أشارت إليه جميع الكلمات التي ألقيت في حفل تكريمه في دار “نادي الإصلاح الإسلامي” في عدن. والإشارة إلى دور الأستاذ عبدالعزيز الثعالبي في الدعوة والمساهمة في بلورة أهمية النوادي الثقافية والأدبية والفكرية والاجتماعية، هو ما تضمنته كلمات الأساتذة الكبار، من رموز الثقافة والفكر والأدب، في عدن ممثلين في الأسماء التالية: كلمة السيد أحمد محمد سعيد الأصنج، ص190-191، كلمة السيد صالح علي إبراهيم لقمان في ص192 إلى ص195، انظر في الكتاب، قصيدة الشاعر عبدالمجيد محمد سعيد الأصنج، ص196-197. وكتاب الثعالبي “الرحلة اليمنية” ، له إسهامه في بلورة وإنضاج فكرة، وأهمية “الجريدة”، والتي حفزت المثقفين والكتّاب والصحفيين اليمنيين في عدن، إلى تحويلها حقيقة واقعة بعد ذلك في صحيفة “فتاة الجزيرة” وغيرها من الصحف وكان الدافع المحفز لها هو الأستاذ الثعالبي، وهو ما أشار إليه الأستاذ عبدالله علوي الجفري وزير سلطنة لحج، في رسالته إلى الثعالبي المؤرخة بتاريخ 11 يوليو 1927م، التي قال له فيها “,إني وجميع الأعضاء من عرفتموهم ومن لم تعرفوهم نشكر فضيلتكم على كل حال. وقد فهمنا ما إليه أشرتم في خصوص “الجريدة” ولنعم ما ذكرتم فهي العضد الأكبر بما يسير بالأمة في طريق العلا، وهي عنوان التقدم والنهوض (1).

ومع أن رحلة الأستاذ الشيخ عبدالعزيز الثعالبي طويلة ولأقطار عديدة عربية وأجنبية، امتدت من 1923م، إلى سنة 1937م، فإننا سنورد بإيجاز رحلته اليمنية بين شطري اليمن جنوبه وشماله.

ففي 12 أغسطس 1924م، وصل الثعالبي إلى عدن قادماً من جدة، وهي بداية ما تسمى بـ “الرحلة اليمنية”، حيث أقام في عدن من 2 أوت إلى 3 أوت واتصل خلالها برجال الفكر العدنيين. ومن 31 أوت 1924م كان وصوله إلى صنعاء واجتماعه بالإمام يحيى والمسؤولين اليمنيين.

6 أكتوبر 1924م العودة إلى عدن.
7 أكتوبر مغادرة عدن في اتجاه الهند لحضور مؤتمر.
ديسمبر 1933م، توقف الثعالبي في عدن في طريقه إلى الهند واتصاله من جديد بالأوساط الثقافية العدنية، ومساهمته في إنشاء “نادي الأدب العربي”.

23 نوفمبر 1936م وصول الثعالبي إلى عدن في طريقه إلى الهند، وقبل سفره علم بأن حكومة “الجبهة الشعبية” بفرنسا قد قررت السماح له بالعودة إلى تونس.

كما أسلفت تطرق الحديث بين الثعالبي والإمام يحيى إلى قضية الوحدة اليمنية حيث جاء: “جوهر نص الدعوة في صيغته النهائية الداعي إلى عقد مؤتمر يمني عام حول وحدة اليمن الذي صاغه الأستاذ عبدالعزيز الثعالبي للإمام يحيى، بعد تعديلاته وإضافاته الجوهرية/ الإمامية على وإلى الصيغة في صورتها النهائية، وهي الدعوة التي وجهها الإمام يحيى إلى الأمراء والسلاطين في جنوب اليمن، حول الوحدة والتي احتوى نصها ومنطوقها على التالي:

بعد ديباجة الدعوة، فإن المسائل التي ينبغي أن تكون أصولية وضامنة لسلامة اليمن، هي:

أولاً: قبل كل شيء الاعتراف والتصديق بأن بلاد اليمن واحدة غير قابلة للتجزئة بحدودها الطبيعية التي كانت لها قبل الإسلام وبعده، وليس فيها مناطق نفوذ لأي دولة من الدول مهما كان جنسها، وشكلها، ونوعها.

ثانياً: الاعتراف بالسيادة الإمامية على كل جزء من أجزاء بلاد اليمن، ويجب أن تكون الإمامة الرمز الأعلى لقوات البلاد الدينية والسياسية والعسكرية، بيدها إعلان الحرب، وإبرام الصلح، وعقد الاتفاقات التجارية والاقتصادية، والبريدية، والمواصلات وغير ذلك، مما يدعو لإيجاد صلة بين اليمن وغيره.

ثالثاً: تعترف السيادة الإمامية باحترام الشكل الإداري الممتاز لكل قطعة من البلاد اليمنية، مثل: لحج، المكلا، والشحر، وحضرموت، وأن تكون الولاية موروثة في نصابها المقرر وأن تتكفل بحماية الأمراء من كل اعتداء بشرط أن يكون القضاء واحداً، وأن لا يقع تعيين القضاة إلاّ من طرف الإمامة.

رابعاً: تأسيس لجنة دائمة مؤلفة من أعضاء يختارهم أمراء البلاد الممتازة، وأعضاء يختارهم الإمام للنظر في حقوق ومطالب ومصالح الجهات الممتازة، وإذا حصل خلاف تنظر فيه” (2).

واضح من نصوص الإمام الواردة في الصياغة النهائية للدعوة إلى عقد المؤتمر اليمني العام، بعد تعديلها على ما صاغه الثعالبي ووفق هوى الإمام، إنها نصوص أيديولوجية سياسية (عقيدية) تريد الإمامة إطار سياسياً جامعاً، يحدد مضمون جوهر النظام السياسي لدولة الوحدة المنشودة ، وأن تكون الولاية موروثة في نصابها المقرر، كما جاء في نص المادة الثالثة من دعوة الإمام، حيث –الإمام- هو كل شيء له مطلق الصلاحيات (الحاكم بأمره) في إطار دولة اندماجية تستوعب السلطنات، والإمارات الجنوبية في حدود ما قرره الإمام من مضمون للنظام السياسي الذي يجب أن لا يخرج عن جوهر النظام السياسي القائم، مع اعتراف بالسيادة الإمامية وباحترام الشكل الإداري الممتاز لكل قطعة من البلاد اليمنية، بعد أن جرد السلاطين والأمراء ومشايخ الجنوب من كل سلطة فعلية وتنفيذية، إجرائية، بما فيه تعيين القضاة، الذين لا يحق تعيينهم إلا من طرف الإمامة. وهذا هو أعلى سقف سياسي عند الإمامة لمفهوم الوحدة بين الشمال والجنوب. وهي عملياً لا تغدو إلاَّ وحدة “ضم وإلحاق”،لا تكون قطعا إلاَّ بالحرب، وحدة تبعية تسحب الكثير من المميزات المدنية والسياسية الحضارية التي يتمتع بها الناس في الجنوب، حاكمين، ومحكومين، (سلاطين وأمراء، وشعب).

وفي تقديرنا أنها شروط مسبقة قاسية وغير قابلة للحوار، ولا يمكن مع هذه الشروط/ النصوص الإمامية، استمرار أي حوار حول الوحدة. كما أننا لا نستطيع أن نسمي هذه النصوص/ الشروط، مقدمات لإمكانية عقد مؤتمر يمني عام تكون أهدافه الحوار حول مستقبل وحدة اليمن (الشمال “المستقل” والجنوب الواقع تحت الاحتلال)، بل هي نصوص تجعل الشرط الاستعماري أرحم، في نظر البعض على الأقل ممن يعتبرون أنفسهم حكاماً في جنوب البلاد.

برنامج إصلاح نظام الحكم في اليمن:

هو برنامج أعده الأستاذ عبدالعزيز الثعالبي، ليتقدم به الأمراء القحطانيون –حسب تعبير الثعالبي- إلى المؤتمر اليمني العام، وهو حصيلة حوار ومناقشات طويلة مع السلاطين والأمراء، والأعيان في الجنوب، صيغ وكأنه جاء رداً مباشراً على صيغة الدعوة الإمامية، ومضمونها، الذي وصل للقادة الحكام في جنوب اليمن.

وتحت عنوان: الصفة التي يتحقق بها وجود الدولة. جاء الحديث التالي: 
“إن الصكوك والمعاهدات، والالتزامات السياسية من أي نوع، سواء كانت من قبيل الاتفاقات الداخلية التي تلحم العناصر المتجانسة ببعضها، أو التي توجب حقاً من الحقوق العامة المعروفة اليوم بين الأمم والدول ولا يمكن عقدها مع الأفراد الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، مهما كانت ألقابهم ونعوتهم وصفاتهم ومراكزهم، (وكأنهم ضمنا هنا يشيرون للإمامة)، بل إنها لا تعقد ولا تبرم إلا مع أفراد يمثلون في أشخاصهم هيئة رسمية معترف بها ينوبون عنها، وهي المعبر عنها بالدولة، وصفة الدولة لا تتحقق إلا بوجود شعب له مميزات تخصه، ومملكة ذات حدود ونظام تتعين به صفة الدولة وشكلها. وهذا النظام هو الذي يكون قوة الدولة وقدرتها على تنفيذ أحكامها والتزاماتها بدون إخلال بها على مر الدهور والعصور.

أما مملكة اليمن في عهد حكومتها الإمامية الحاضرة فإنها ليست من النوع الذي تبرم معه العهود والاتفاقات، فكل اتفاق أو التزام نبرمه مع الحضرة الإمامية والحكومة على ما هي عليه في شكلها المطلق المستند إلى محض إرادة المتولي لأمرها (أي سلطة فردية مطلقة) لا إلى نظام أساسي يرجع إليه، ولا إلى رغبة الشعب، يكون بمثابة الرقم على الماء ، خصوصاً من الجانب الضعيف وفي هذه الصورة يكون الحق والفوائد التي تنجم من عقد هذا الصك للجانب الأقوى. وبناءً عليه، فالثمرة الطبيعية التي نجنيها من وراء عقد هذا المؤتمر، هي فتح بلادنا للحملات والغارات عليها من قبل الأئمة الذين سيتعاقبون على الحكومة” (3).

وهنا تقرأ حديثاً سياسياً قانونياً لمعنى الدولة ومكانة الفرد الحاكم فيها، باعتباره شاغل وظيفة وليس مالكاً لها، تقرأ صورة نظام حكم يقوم على المأسسة والنظام والقانون وإرادة الشعب لا صورة إمام حاكم مطلق بــــِ”إرادة” علوية دينية مذهبية لا تخضع للمساءلة والمحاسبة، وهو ما تضمنته نص دعوة الإمام لعقد المؤتمر اليمني العام. كما لم نقرأ أي حديث عن جنوب عربي ولا حديث يتخذ صيغة سياسية جهوية جغرافية في شكل دعوة الجنوب منفصلاً عن الشمال، بل دعوة لتحديد أسس الوحدة المطلوبة وحدة وتوحيد يقومان على أسس سياسية مصالحية قانونية دستورية – وهو ما سيأتي بصورة أوضح في فقرة “مجلس الأمة” – وحدة تحقق المصالح العليا لجميع أطراف المعادلة السياسية.

والنقد هنا في خطاب برنامج إصلاح نظام الحكم في اليمن: -كما جاء في خطاب الثعالبي المقدم باسم حكام جنوب اليمن – السلاطين والأمراء – هو نقد موجه لجوهر وطبيعة الدولة الإمامية الاستبدادية الدينية (الثيوقراطية) القائمة على الاستبداد الفردي وعلى “الحق” الديني السلالي في احتكار السلطة والدولة ضمناً. ولا نشتم فيما ورد في خطاب الأمراء والسلاطين الجنوبيين اليمنيين، كما احتواه برنامج الثعالبي المقدم باسمهم والمعبر عن إرادتهم ورؤاهم حول مشروع دولة الوحدة، أي رفض لفكرة وقضية الوحدة، بل تأكيداً على قضية الدولة اليمنية الواحدة ولكن على أسس دستورية وقانونية حديثة تضمن مصالح الجميع، وما يؤكد ذلك هو الفقرة الآتية مباشرة وتحت عنوان

ماذا يجب علينا قبل النظر في مسائل الاتفاق؟

“يجب أولاً: أن يبنى نظام للإمامة وحقوقها بشرط إخلاء جانبها من المسؤولية عن أعمال الحكومة وإناطتها بمجلس الوزراء الذي يقوم مقام الإمام في تسيير دفَّة السياسة اليمنية في الداخل والخارج – وهو في تقديرنا ما يزال مطلباً مُلِحَّاً حتى اللحظة بعد أكثر من تسعة عقود/قادري – ويتولى السهر على مصلحة الأمن العام وتقوية الجيش وصيانة البلاد من الداخل والخارج، وإيجاد الوسائط الكافية للنقل والمواصلات وترقية المدن وتحضيرها، وتعمير الأرض الزراعية وحفظ الأحراش والغابات، وحفظ الصحة، وتعميم مصلحة الإسعافات، وتنشيط الأمة وإخراجها من الأمية إلى باحات العلوم، والسعي في إيجاد المرافق الاقتصادية التي تدفع الأمة إلى العمل والتوفير، وترتيب المحاكم وإصلاح نظام القضاء وتأليف مجلات للأحكام، وتعميم النظم الفنية في كافة المصالح والإدارات، وتقليد الوظائف لأصحاب الكفاءات ، مع مراعاة حقوق الجهات في أنصبتهم، وإيجاد الهيئات التشريعية والهيئات البلدية، ومجالس المتصرفيات والأعمال ومنع الولاة من الاستبداد في التصرفات والإجراءات العامة التي لها مساس بحياة الأمة، وجعل الخدمة العسكرية إجبارية وتحديد مدتها” صـ161.

وهو تصور برنامجي سياسي إداري اقتصادي تنفيذي متقدم حتى على شروط إقامة الوحدة الاندماجية الفورية في 22 مايو 1990م، التي لا تتعدى صفحة ونصف، وبدون رؤية سياسية، ولا إجراءات تنفيذية لمشروع قيام دولة الوحدة المزمع قيامها.

الهوامش:-

* كتاب ” الرحلة اليمنية” هو عبارة عن ملف مخطوط باليد تركه الأستاذ عبدالعزيز الثعالبي بعد موته، موسوماً بعنوان “الرحلة اليمنية”، وكان هذا الملف لدى الأستاذ الدكتور أحمد بن ميلاد الذي احتفظ به طوال نصف قرن. والملف عبارة عن مجموعة رسائل وجهها الثعالبي إلى مجموعة من أصدقائه منهم صديقه محمد المنصف المنستيري. والمجموعة الثانية من الرسائل تتركز على جهوده السياسية والفكرية، والبرنامجية حول وحدة اليمن واليمنيين، (الإمام يحيى بن محمد، وسلاطين وأمراء الجنوب اليمني المحتل). ووثائق أخرى تتعلق بمهمته للمصالحة بين الإمام يحيى إمام اليمن، وسلطان نجد والحجاز عبدالعزيز بن سعود عام 1926م. والمجموعة الأخيرة هي عبارة عن رسائل متبادلة بين الأستاذ الثعالبي وبين القادة اليمنيين ، والأدباء والكتّاب من قادة نوادي الإصلاح العربي في عدن. وجميع هذه الرسائل المخطوطة سلمتها السيدة نبيهة بنت ميلاد أرمله د. أحمد بن ميلاد إلى الحاج الحبيب اللمسي صاحب دار الغرب ليتولى نشرها.
– الثعالبي “الرحلة اليمنية” دار الغرب الإسلامي ط أولى، 1997م،ص218 .
2- الثعالبي (الرحلة) ص159.
3 -الثعالبي،نفس المصدر، ص161

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416. 

زر الذهاب إلى الأعلى