العرض في الرئيسةفضاء حر

عن انتصار ( سلطان ) وهزيمة ( السلاطين)..!!

يمنات

طه العامري

حين تفكر بالكتابة عن رجل بحجم ومكانة الاستاذ والنائب والشيخ ( سلطان السامعي ) فعليك أن تكون مؤمنا بانك ستكتب عن شخصية وطنية مثيرة للجدل وعن هامة وقامة وطنية ونضالية تتميز بكارزمية قيادية استثناية ..كارزمية لا تؤمن بالمغامرة ولكنها تركب سفينة المخاطر وتعيش في كنف الاخطار لا تحركها الا قناعات ايمانية وتحكمها وتتحكم بها اهداف واضحة المعالم رسمتها وانطلقت نحو تحقيقها لا تكترث بكل العوائق والمعوقات مهما كانت مخاطرها ..

سلطان السامعي
يتحلى بكل هذه الصفات وقد تتفق معه كثيرا فيما هو عليه وقد تختلف معه في بعض مواقفه ولكن في المحصلة انت امام شخصية وطنية استثناية لا تجد الا أن تحترمها ..شخصية تحلت بكل الصفات القيادية وبكارزمية اعطته حظورا واسعا في ذاكرة الوطن ووعي المواطن ..

قد اكون انا ( شخصيا ) اكثر من اختلف مع النائب ( سلطان السامعي ) وكثيرا ما هاجمته ونقلت خلافي هذا الى صفحات الصحف لكني ايظا وقفت ضد محاولات استهداف هذا الرمز الوطني ودافعت عنه حين تكالبت عليه المؤامرات وسعى البعض من صناع القرار الى تكميم صوت سلطان النائب والناشط السياسي والمعارض الذي أن تقربت منه وجدته مجبول بكل قيم المحبة والولاء لليمن الارض والانسان ولكل مواطنيه دون استثناء فهو لايفرق بين ابن ( صعده ) وابن ( المهرة ) ولايرى ابن ( الحديدة ) اقرب له من ابن ( سقطرى ) ..

بل يرى المناظل سلطان السامعي لكل ابناء اليمن بنظرة واحدة ..وان كان يرى مظلومية تعز اكثر تهميشا رغم الحظور الطاغي لتعز في الخطاب السياسي العام والعابر ..

ربما يكون لهذا الشهر ( ديسمبر ) وقع خاص في الذاكرة ويتصل الامر بنشاط ونضال اخينا ( سلطان السامعي ) ففي هذا الشهر من العام ١٩٩٢ م بدت معاناة الرجل ومعها انطلقت الروايات المثيرة للجدل تحمل حكايات وقصص رجل لم يكن له من ذنب الا انه حب وطنه وابناء وطنه ورفض الظلم وتصدى لكل صور القهر مهما كانت ومن اين كانت ..

في ديسمبر ٩٢م شهدت محافظة تعز اول مؤتمر جماهيري كان النائب سلطان السامعي هو قلب هجومه والمحرك الابرز له ، ويؤمها اختلفت معه حول هذا المؤتمر الذي كان هناك من يتربص به ريب المنون حيث كانت علاقة شركاء الحكم والوحدة في اوجه توترها وكان كل طرف يبحث عن ( كباش فداء ) لتمرير مخرجاته والانتصار لرغباته وكنت أخشى أن يكون مؤتمر تعز محطة لاستهداف تعز ورموزها وفي المقدمة نشطاء تعز وابرزهم سلطان السامعي ولم يخيب ضني في هذا ففي ٥ ديسمبر ٩٢ م انطلقت مسيرة جماهيرية غير مسبوقة في محافظة تعز تايدا للمؤتمر الجماهيري وترحيبا بمخرجاته ودعما لقراراته وتوصياته ..!!

وكانت تلك المسيرة بنظر البعض في مفاصل السلطة فرصة وارضية خصبة ومناسبة لاستهداف رموز ونشطاء لم تتمكن الاحزاب الحاكمة _ حينها – من تطويعهم او تحجيم نشاطهم كان هناك الكثير من هؤلاء النشطاء لكن كان ابرزهم سلطان السامعي وعبد الحبيب سالم وهناك اخرين كثر ايظا لكن كان سلطان هو الهدف الاول

..لذا بدت معاناة سلطان ليلة ١٠ ديسمبر ٩٢م حين طوقت الاطقم منزله وبدت في مهاجمته بإطلاق النيران ومطالبة النائب بتسليم نفسه عبر مكبرات الصوت في الساعة الواحدة والنصف ليلا ..؟!!

كانت الحملة العسكرية الاولى قد طوقت منزل النائب السامعي ومعلومات افراد الحملة كانت مهاجمة ( وكر لمهرب مخدرات ) ..؟!!!

وحسب المعلومات فان جنود الحملة العسكرية الذين تلقوا اوامر بمحاصرة واقتحام منزل النائب سلطان السامعي تفاجؤا حين علموا انهم يحاصرون منزل النائب البرلماني سلطان السامعي حينها تراجع بعض الجنود وتركوا ساحة المعركة التي انتهت بتدخل ريس مجلس النواب حينها الاستاذ ياسين سعيد نعمان وكذا تدخل نائب ريس الجمهوريه علي سالم البيض ..

لتنهي تلك المعركة دون أن ينتهي هدفها وهو ( راس النائب سلطان السامعي ) ..
لتبداء على اثرها رحلة معانة قاسية خاضها سلطان رحلة تمتد من ديسمبر ٩٢ وحتى ديسمبر ٢٠٠٠م ..رحلة يجب أن تكتب وتدون بماء الذهب ..رحلة نضال وجهاد ومعاناة ونضال ..رحلة قاسى فيها سلطان السامعي الامرين ومع ذلك لم يستسلم ولم يهادن ولم يستكين بل ظل ثابتا على مواقفه ذايدا عن مظلومية تعز وكل اليمن ولا يكترث لحسابات الحكام والسلاطين وكلابهم التي راحت تلاحقه حيث حل ..!!

سنوات سبع عجاف عاشها سلطان السامعي فاستوطن خلالها الجبال والكهوف مشى حافيا في الاودية والتلال ليلا كان او نهارا اضطر تحت وقع الملاحقات والحاجة الى بيع ما كسبه والده وما امتلكه هو من اراضي وعقارات ليصرف على نفسه وعلى قلة من اصحابه الذين رافقوه في مسيرته مقدمين روؤسهم فداء له قبل راسه واستمرت الرحلة وكانت حركات سلطان مرصودة لدرجة انه اتعب واثخن في انهاك ( المخبرين ) وعيون السلاطين .
.
ولم يقف وهو مطارد موقف الخائف ومن حقه أن يخاف ولكنه كان يتحرك ويتحدي خصومه ويدخل ويخرج لمدينة تعز غير ابه بنتائج هذا الفعل ..

وذات يوم دخل ومن المعابر الريسية للمحافظة وهو يعلم انه مستهدف ولم يبالي فانفرجت اسارير السلاطين حين علموا بان صيدهم الثمين الان في طريقه لمدينة تعز فسلطوا عليه رجالهم ولحقوا سلطان وهو يقود سيارته وحوله مجموعة من رفاقه واقربائه فكانت الفرصة لاستهدافه ولكنه نجاء واثناء تبادل اطلاق النار بين الاطقم المكلفة بتصفيته وبين رفاقه ومرافقيه قتل شخص من الجنود وجرح اخر كما جرح بعض اتباعه ..

فكانت القضية المركبة وتحول المعتدي عليه الى معتدي وتحول الحق الى باطل وصار الجاني مجني عليه والمجني عليه جاني وتعقدت المشكلة وازداد ( السلاطين ) غضبا من هذا النايب الذي كسر شوكتهم وتحدى قوانينهم ..!!

في ١٩٩٧م جرت مساومة النائب السامعي وطلب منه ما لم يقبل به وزاد الغضب عليه ..
واستمر الامر حتى العام ٢٠٠٠ م حين تواصل مع الريس ( صالح ) الذي طلب منه تحكيم وتفويض فعمل له ما طلب لكن الريس اصر على أن يتحول التحكيم الى ( اعتراف ) صريح من النائب السامعي اي أن يعترف النائب بجريمة لم يرتكبها وهذا ما حدث وتم تسوية القضية بالتحكيم ..ليعود النايب سلطان لممارسة نشاطه من جديد في رحلة النضال الوطني الشاق ..

كان الحزب الاشتراكي قد سعى لتجير ورقة النائب سلطان السامعي لخدمة مصالحه وكان المؤتمر يسعى لتطويع النائب وهو العضو القديم فيه ليعود لبيت الطاعة لكن سلطان السامعي كان مشروعه يتجاوز حسابات الحزبيين واهدافهما .فانطلق في مشروعه الخاص الذي راي فيه مصلحة للوطن والطريق نحو الاهداف الوطنية المحبوبة في ذاكرة ووجدان كل مواطن يمني يبحث .عن العدالة والحرية والكرامة والمساوة ..

باختصار انتصر المناضل الوطني والشيخ سلطان السامعي على مؤامرات ( السلاطين وسدنتهم وحاملي مباخرهم ) .

لكن هذا المناضل المنتصر ( سلطان ) اليوم اكثر عرضة للخطر من اي وقت مضى ..اليوم سلطان السامعي وصل لسدة الحكم وهناء الخطورة الكامنة عليه ..

اقولها وارجوا الله أن يكون حدسي خايب في هذا الجانب ، لكن وبحكم حقائق التاريخ واحداثه فان شخصية كارزمية بحجم ومكانة المناضل سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الاعلى الباحث بشغف عن حرية وطن ومواطن وكرامة شعب .. التواق لتكريس وترسيخ العدالة الاجتماعية و المواطنة المتساوية وهي قيم قد لا يؤمن بها البعض. ممن استاثروا وعشقوا السلطة والسيطرة والتحكم.

والشيخ سلطان السامعي قطعا ليس من هذه الشلة ولا يمكن أن يكون معها لانه صاحب مشروع وطني ومشروعه واضح يمكن بلورته واختزاله في توصيات وقرارات ( مؤتمر تعز الجماهيري ) ثم اهداف وغايات ( جبهة الانقاذ ) التي شكلها لاحقا.

يمكن استشراف اهداف وغايات الشيخ المناضل سلطان السامعي من خلال مسيرته النضالية الحافلة بالمحطات التي تشير مجتمعة أن لهذا المناضل هدف وطني عام وهو حياة امنة ومستقرة تخيم عليها السعادة والاستقرار والعدالة والمساوة لكل ابناء اليمن دون استثناء ..

ولهذا اجدد واقول أن خوفي وقلقي على المناضل سلطان السامعي يزداد بازدياد المهام الملقاة عليه ولهذا اهمس واقول لهذا المناضل كون حذرا واعلم ان ل ( السلاطين ) وسائل وحيل لاحصرا لها وهم يتلونوا بكل لون وبكل طيف فكن صقرا يقظا ولا نجد لك غير دعواتنا لك بالتوفيق والنجاح وربنا يحفظك من كل شر ومكروه ويجنبك مكائد الغدر وحراب الغدارين ..وعليك ايها المناضل والهامة الوطنية أن تعي جيدا ما ال اليه مصير رموز وطنية سبقوك في حمل راية النضال الوطني وتذكرا دوما المناضل الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب والشهيد محمد سيف الوحش والشهيد الشيخ محمد علي عثمان والشهيد المناضل عبد السلام الدميني وطابور طويل من الشهداء دفعوا حياتهم ثمنا لمواقفهم النضالية الوطنية في لحظة غفلة واستكانة ..تحياتي لك ايها المناضل وحفظك الله من كل شر ..
للموضوع صلة .

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى