أرشيف

حفلة ايهاب توفيق ألغيت وعروض الأزياء… للأطفال! التطرف وضعف التنظيم يهددان مهرجانات في اليمن

تنذر السطوة المتزايدة للجماعات المتطرفة وسوء التنظيم بإفشال مشاريع مهرجانات التسوق والسياحة التي شرعت اليمن منذ سنوات في تنظيمها سعياً منها إلى تلافي التدهور الذي أصاب قطاع السياحة، نتيجة العمليات الإرهابية التي يشهدها البلد منذ تسعينات القرن الماضي. وتردد أن تهديدات الجماعات المتشددة وراء إلغاء حفلة كانت مقررة للمطرب المصري إيهاب توفيق ضمن فعاليات مهرجان صيف صنعاء الذي يختتم الأسبوع المقبل.

وأكدت فاطمة الحريبي مديرة مكتب السياحة في أمانة العاصمة تلقيها اتصالات هاتفية من مجهول، تهددها بالتصفية الجسدية في حال أقيمت حفلة المطرب المصري. إلا إن الحريبي لم تستبعد وجود أسباب أخرى وراء إلغاء الحفلة، مشيرة إلى ما تردد حول عدم اتفاق الجهة المنظمة مع وزارة الشباب والرياضة في شأن إيجار الصالة.

وفي حين يرفض المسؤولون الحكوميون إعطاء موقف واضح عما بات يعرف بهيئة «حماية الفضيلة والنهي عن المنكر» غير الرسمية والذي تزامن عقد ملتقاها الأول مع مهرجان صيف صنعاء، يعتقد البعض إن تذبذب الموقف الحكومي ينطوي على تواطوء أكثر من أن يكون ضعفاً. وكانت السلطات الأمنية استبقت الإعلان عن تشكيل «هيئة» التي شنت هجوما عنيفاً على مقاهي الإنترنت، بإلزام مقاهي الإنترنت إغلاق محالهم عند الثانية عشرة ليلا .

ويقول مراد حسين (32 سنة) الذي اعتاد تصفح الصحف العربية على الشبكة قبل توزيع نسختها الورقية «هناك ما يشبه التناوب بين الحكومة والجماعات المتطرفة السنية والزيدية في ضرب الحريات العامة». ويلفت إلى شواهد، منها حملة شنتها جماعة زيدية متطرفة على مشروع إنشاء المسرح المكشوف في صنعاء عام 2004 وفيلم «يوم جديد في صنعاء القديمة».

وذكرت الحريبي إن الحملة التي شنها العام الماضي بعض خطباء المساجد على أول عرض أزياء تشهده اليمن، اضطرتها إلى قصر عروض الأزياء لهذا العام على صبايا لا تتجاوز أعمارهن العشر السنوات. وقالت: «حرصنا على استبعاد الفتيات الأكبر سناً تحاشياً لتكرار ما حدث خلال مهرجان العام الماضي».

وتسعى الحكومة اليمنية الى تنظيم مهرجانات، مثل «مهرجان صيف صنعاء» و«مهرجان البلدة السياحي» في حضرموت، في مسعى لتدارك التناقص الحاد في أعداد الأجانب الذين يقصدون اليمن للسياحة.

وزادت فرنسا الطين بلّة بمنع رعاياها من التوجه إلى اليمن. وقالت الحريبي إن الحظر الفرنسي جاء ليلة إقامة حفلة زفاف صنعاني نظمها بيت الحياة الصنعانية في المدينة القديمة لعروسين فرنسيين ضمن فعاليات مهرجان صيف صنعاء .

ولئن اعتبرت الحريبي المشكل الأمني أساس التدهور الذي تعانيه السياحة، إلا أنها اعترفت بوجود قصور في التنظيم. وقالت نخطط منذ الآن ليكون مهرجان صيف صنعاء العام المقبل أكثر نجاحاً.

وتابعت: «نحن بصدد توقيع اتفاق مع شركة سويدية – إماراتية تتولى تنظيم المهرجان». وأكدت أن اليمن رائدة في امتلاك المقومات السياحية وما تحتاجه هو حسن الترويج. ولا تتوافر إحصاءات بعدد الزوار وحجم المبيعات، غير أن الحريبي قدرت وجود ما بين 1000 إلى 1500 زائر للمهرجان في اليوم الواحد بينهم خليجيون.

 

 

 

 

 

 

 

 

نقلاً الحياة     – 14/08/08//

 

زر الذهاب إلى الأعلى