أرشيف

امرأة تقفز من الطابق الثالث لتنجو من الاغتصاب

 البيوت أسرار وعدم التعدي على خصوصيتها أمر هام، ولهذا دائماً نغفل عن الاسم الحقيقي للضحية ومكان الحادث ونستلهم العبرة ونحذر غيرنا من خلال عرض تفاصيل للوقائع تكون فيها عبرته هامة في حياة القراء..

عفة هناء ومكر عجوزة

هناء امرأة متزوجة ولديها قدر كبير من الثقافة الأسرية والتربية الحسنة والجمال الهادئ والبسمة التي تجذب الأنظار، زوجها شاب طيب المعاملة والعشرة ، يجمعهما حب متبادل ولهذا كان منزلهما يضج بالسعادة والإخلاص ولكن ضرورات غربته ذات العام الواحد كان لها وقعها عند هناء ولكن إخلاصها وحبها له جعلت من ذاكرته تملأ كيانها، تستحضره دائما في ذاكرتها، تهاتفه كل يوم وأحياناً في اليوم مرتين، وكان ذلك أفضل البدائل لحالة الاشتياق إليه واللوعة عليه، كانت متفهمة لظروف زوجها إلى درجة لا غبار عليها، تمضي الشهور وهي ملازمة لمنزلها ومتابعة طفليها وتربيتهما ولذلك وجدت في جارتها العجوز التي تعيش وحيدة في المنزل المجاور لها مصدر تسلية للحديث الشيق والطريف والمضحك عندما تزورها وتجلس معها تدخل السعادة على قلبها وعلى مشاعر الانزواء التي تتسلل إليها بعض الأوقات تحت تأثير الفراق الطويل للزوج الذي تحبه.

 أصبحت تلك العجوز مصدراً للتسلية وتمضية الوقت حتى أصبحت شيئاً مهماً في حياتها تصارحها بكل شيء ووضعتها موضع الأم حتى أنها تركت لتلك العجوز حرية التعدي على الخصوصيات والتنقيب عن الثغرة التي كانت ستهدم ما بني من تماسك وإخلاص على مر السنين.

الفاجعة

وفي ذلك اليوم المشئوم حيث ذهبت عند العجوز كعادتها وبدأتا بتجاذب أطراف الحديث ، نظرت العجوز نحوها نظرة غريبة لم تلحظها قبل أن تسألها عن زوجها الذي لا يمكث معها غير شهرين في العام ومشاعرها إزاء هذا الغياب قبل أن تفاجئها بالقول "امرأة بمواصفاتك صعب أن تحتمل ذلك الفراق والذي يثير الظمأ ولهيب الشوق، وأضافت لابد من أن نبحث عن حل يخفف ذلك الشوق واللهيب ، وردت هناء بطيبة وسذاجة ظانة أن العجوزة تمازحها كعادتها فكان ردها بالضحك والقول لا ..: لا يا خالة بي ما يكفيني ، قانعة والحمد لله ، وبشكل شيطاني ممزوج بالمكر دون أن تدرك هناء بما يعتمل في صدر العجوزة من خبث ولؤم ، توقفتا عن الحديث لحظات ثم تقترح العجوزة على هناء الصعود معها إلى الطابق العلوي في الدور الثالث حيث تقع غرفة على السطح مستنكرة عليها كيف مضت أيام الصداقة والود بينهما دون أن تريها تلك الغرفة ، وما لبثت أن أدخلتها تلك الغرفة حتى تفاجأت برجل لا تعرفه يتواجد في تلك الغرفة، استدارت فزعة نحو الباب الذي كان مقفلاً ، أغلقته العجوز واختفت فجأة .     

حاول الرجل أن يقنعها بقضاء ساعات ، فزاد إصرارها على المغادرة فهجم عليها ولجأ إلى العنف معها، حاولت أن تقاوم ولكن وجدت المقاومة صعبة أمام رجل قوي وهائج جنسياً ولم يكن أمامها من خيار غير أن تلقي بنفسها من نافذة الغرفة، وقد تكفلتها عناية الله والرحمة بطفليها اللذين سيعودان من المدرسة بعد ساعات حيث تكسرت أضلاعها فقط وغير كسور كانت صحتها جيدة رغم أن الارتفاع كان شاهقاً والأرض التي وقعت عليها صلبة.

نجت هناء بشرفها جريحة الفؤاد وتكشف قناع العجوزة الماكرة على مستوى الحي الذي تسكن فيه.

زر الذهاب إلى الأعلى