أرشيف

بائعة اللحوح : أحب العسكرة وأكره السياسة .. والكوتا كوت تلبسه النساء 

كان لديها طموح يناطح السحاب وأماني خُضر يورق منها الفكر في مشوار إكمال تعليمها وصناعة مستقبلها وخدمة وطنها، لكن الرياح أتت بما لم يشته حلمها وأخرجتها من المدرسة في الصف التاسع مبكراً إلى أكاديمية التعب والبحث عن لقمة العيش في بلد المتاعب والمواجع.

بطبق من «اللحوح» .. (أقراص الذرة) وكفاح يومي أشرف من عمل السياسيين وأصحاب الكراسي المتخمة تقف ذات النقابين و" الشرشف الأسود» يومياً على رصيف الوطن تصارع الفقر والجوع وقساوة الحياة وظروف الشارع بتفوق لا نملك إلاّ أن تنحني له اكباراً وإجلالاً.

في محاورتها ثمة امرأة عظيمة نجدها.. وفي الحوار التالي حصادو أوفر.

حاورها/ عبد العزيز الويز

> أنا صحفي وأحب أن أجري معك حوار لصحيفة (المستقلة) هل توافقين؟

< موافقة ولكن بشرط صورتي ما تطلعش بالجريدة.

> ليش؟

< أخزي وأبي عايشارعني.

> وليش ما يشارع من سب البيع في الشارع؟

< قدها ضرورة والظروف تحكم  على الرقاب.

> على العموم تخافي ولن أصورك إلاّ برضاك.. قولي لي من أنت؟

< ( نوال. م. ع) أصلنا من حجة بس لنا خيرات ساكنين في صنعاء.

> ماهو هذا الذي تبيعيه؟

< مثل ما أنت تبصر أبيع لحوح والشقاء مش عيب.

> أكيد بس ماهي الضرورة والظروف التي جعلتك تعملين؟

< أبي يشقى ويعوز في مصاريفنا فقلنا نساعده.

> ولماذا أخترت هذه الحرفة بالذات؟

< قدها مهرتنا من زمان، وما فيش معانا حاجة ثانية، ولا وظيفة ولا حاجة مابه إلاّ قده شيء مكتوب لنا.

> كم لك بهذا العمل؟

< من يوم عمري 15 سنة وأنا في صف تاسع.

> كم عمرك الآن؟

< (تضحك) 20 سنة.

> يعني الآن ما تدرسيش؟

< لا .

> ليش؟

< إخواتي الثانيات زغيرات واللي أكبر مني مزوجة، ما بش  غيري بي أشقى.

> مع من تعيشين؟

< مع أبي وأمي وخمس بنات وخمسة عيال.

> ليش اخوانك العيال ما يشتغلوش بدلك؟

< ما ينفعوش لحاجة والبقية زغار.

> كم دخلك باليوم؟

< ألف .. ألفين بهذا الحدود.

> كم تحتاجين فلوس مصاريف وتجلسين في البيت؟

< صدّق مش هو محدد لأنه اللي يقع لنا نصرفه للبيت كل يوم بيومه.

> هل أنت زعلانة على خروجك من المدرسة؟

< نعم لكن عندما كبرت شعرت أني تحملت مسؤولية وكنت أحلم أكون حاجة في الحياة وأدرس جامعة.

> ماهي أتعس لحظات عمرك؟

< يوم عرفت أني ما عاد أدرسش وكان يوم عرس أختي.

> ما الذي يزعجك؟

< يوم ألي طالبة من زميلاتي اللي كانين يدرسين في فصلي تمر من قدامي وأنا أبيع لحوح ، يعني خلاص أخزي جوي وأزعل.

> كيف تقضين يومك؟

< كل حياتي كد وعمل مابش راحة.

> كيف تجدين حالك في رمضان؟

< استغفر الله مش كذب ما قد تمنيت أنه ليلة العيد أول رمضان إلاّ أنا ،الناس يفرحوا برمضان واحنا نتعب بشكل فظيع.

> أيش طبيعة هذا التعب أوصفيه لنا؟

<  من بعد صلاة الفجر ما استرش أرجد إلى الساعة 2 بعد الظهر ألح ، بعدين أسير أبيع إلى ما قبل المغرب نموت عطش جوي.. هذا هو التعب أما العمل ما يموت والله العظيم يخليني اشتغل عمارة كاملة إلاّ اللحوح تعب، هذي نار مش هو أي كلام.

> هل تتعرضين لمضايقات من الشارع؟

< بعضهم ، بس  إحنا نستحمل.

> مزوجة ؟

< لا .

> هل تفكرين بالزواج؟

< ماشي بالصدق لأنه مابش من يشقى على البيت وحاسه أنه ما حد شمسك مكاني، واخواتي الزغيرات أخاف عليهن لا يخرجين من المدرسة سع ما أختي الأولى حنبتني من الدراسة قسماً بالله.

> لو توفرت لك فرصة للعودة إلى المدرسة هل باترجعين؟

< يعني ممكن لكن مش زي ما كان لأن البنات اللي في سني قد خلصين، وعاد أجي مع بنات أصغر مني بشكل فظيع (مايسبرش).. وبعدين لما خرجت من المدرسة درست تحفيظ قرآن وكان مالي شي، كنت بلبل وذلحين تكاسلت.

> ما الذي يفرحك ويحزنك؟

< أفرح لما نكون في البيت مجتمعين مافيش مشاكل وازعل لما أجد أبي في صياح مع أمي.

> ما الذي يعجبك في المرأة؟

< تعجبني المرأة لما تكون ملتزمة متواضعة تراعي حق الله في لبسها وتصرفاتها كلها، وفي هذا الزمان لابد أن تكون المرأة مثابرة ماشي يرحمها الله.

> من هي صديقتك التي تفضلين أن تكونين معها دوماً؟

< الصديقة اللي توقف معك في وقت الشدائد، مش وقت الشدة تفلتش.

> ما البرامج التي تشاهدينها؟

< أخبار الحوادث والسعيدة والعفاسي وإقرأ هذه باستمرار.

> ماهي نظرتك للصحافة؟

< الصحافة مهنة حالية تشتي نشاط وقلب وواحد يشد حاله وفي نفس الوقت ضمير وذمة وأمانة.

> ماهي الكوتا النسائية؟

< كوت للنسوان بعض المحلات تبيعهن للنسوان.

> ماهي نظرتك للعسكرة النسائية؟

< حاسة أنها مناسبة لي أو حاجة تشجع المرأة وتجعلها قويه.

> ليش ما تدخليش الشرطة النسائية؟

< أني نفسي عاد أرضي، لكن أهلي مافيش فايدة مابش، يا بُعدش (تضحك) بامتعاص.

>  ما رأيك في زواج البنات المبكر؟ وتحديد النسل؟

< الزواج المبكر غلط، وتحديد النسل ثلاثة فيهم البركة.

> هل لك انتماء سياسي لحزب معين؟

< أكره السياسة والأحزاب.

> معك بطاقة انتخابية؟

< لا انتخابية ولا شخصية ما خلونيش أقطع بطاقة.

> معك موبايل (تلفون سيار)؟

< مابش له داعي وخسارة عالفاضي.

> هل لك رسالة تحبين نوصلها عبر الصحيفة؟

< أيوه تخفيض الأسعار، هذه السنة غلاء زيادة على اللزوم والرجاء من الرئيس علي عبد الله صالح بالذات أن يراعونا في هذا الغلاء.

زر الذهاب إلى الأعلى