مصر ترسل قوات خاصة لتأمين عودة مشجعيها من الخرطوم
لقي 14 مشجعا جزائريا حتفهم وأصيب 245 بجراح متفاوتة في حوادث سير في عدد من الولايات الجزائرية خلال الاحتفالات العارمة التي تشهدها الجزائر منذ يومين عقب تأهل منتخبها الكروي لكأس العالم في جنوب إفريقيا 2010 بعد فوزه على نظيره المصري 1/صفر أول من أمس بأم درمان في السودان.
وأكد البيان إصابة 154 شخصا بنوبات قلبية جراء الحماسة ولكنها لم تفض إلى الوفاة.
ولم يحل انتهاء مباراة مصر والجزائر المؤهلة لنهائيات كأس العالم دون استمرار التراشق الإعلامي فيما يشبه المعركة. وكانت الخارجية المصرية قد استدعت أمس سفير الجزائر بالقاهرة "لإبلاغه باستياء مصر البالغ إزاء ما قام به المواطنون الجزائريون من اعتداء على المواطنين المصريين عقب المباراة" قبل أن يتم استدعاء السفير المصري بالجزائر للتشاور.
ومع تواتر الأنباء التي تحدثت عن اعتداءات أخرى وقعت في الخرطوم طالب مشجعون مصريون عادوا من الخرطوم أمس بقطع العلاقات مع الجزائر. وأرسلت القاهرة قوات مصرية خاصة لتأمين عودة بقية الم
أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية, حسام زكي في بيان نشرته الوزارة أمس، أنه تم استدعاء سفير الجزائر بالقاهرة لإبلاغه باستياء مصر البالغ إزاء ما قام به المواطنون الجزائريون من اعتداءات على المواطنين المصريين عقب مباراة كرة القدم بين منتخبي البلدين التي أقيمت في أم درمان السودانية وانتهت بفوز الجزائر 1/صفر وتأهلها لنهائيات كأس العالم 2010.
وأضاف المتحدث الرسمي "سيتم كذلك إبلاغ السفير برسالة قوية حول التواجد المصري في الجزائر، سواء الجالية أو المصالح والممتلكات".
وأكد أن "طلب مصر بحماية وتأمين التواجد المصري بكافة مكوناته إنما هو مسؤولية الحكومة الجزائرية في المقام الأول والأخير".
فيما قالت وسائل إعلام رسمية إن مصر قررت أمس استدعاء سفيرها لدى الجزائر للتشاور بعد تقارير في صحف محلية عن اعتداءات تعرض لها مشجعون مصريون في الخرطوم بعد المباراة.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إنها "علمت أن مصر قررت استدعاء سفيرها لدى الجزائر للتشاور".
وفي تطور للأسوأ, طالب مصريون كثر حكومة بلادهم بقطع العلاقات مع الجزائر على خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها المباراة الفاصلة التي جمعت بين منتخبي البلدين في السودان أول من أمس.
وكان اللافت أن الدعوى شملت عدداً من أعضاء البرلمان والفنانين والإعلاميين الذين اعتبروا أنفسهم شهود عيان على أحداث الشغب التي قامت بها الجماهير الجزائرية بالسودان طوال يوم المباراة الفاصلة التي أقيمت على ملعب نادي المريخ بأم درمان.
وأكد المصريون العائدون من السودان ومن بينهم قيادات سياسية ونخبة من الفنانين أنهم كادوا يفقدون حياتهم من جراء حرب الشوارع التي شهدتها أم درمان والخرطوم، وهي الحرب التي كان من شأنها إعلان الحكومة السودانية حالة الطوارئ القصوى، حتى إن الرئيس السوداني عمر البشير اضطر للتدخل وأمر بنزول الجيش السوداني للشوارع لاحتواء الأمر وتأمين البعثات المصرية بعدما تلقى اتصالات مصرية "قيل إنها من الرئيس المصري مبارك" على حد تأكيد مسؤولين مصريين كبار على رأسهم وزير الإعلام أنس الفقي، الذي أكد في تصريحات رسمية أدلى بها لتلفزيون بلاده أن الحكومة المصرية طالبت نظيرتها السودانية بالتدخل بشكل أكبر، مشيراً إلى أن مصر كانت على استعداد تام لإرسال قوات لتأمين جماهيرها والإشراف على عودتها للقاهرة".
ونقل التلفزيون المصري تحذيرات من الفقي على لسان الحكومة المصرية إلى الحكومة السودانية.
في الوقت الذي أعلن فيه الوزير المصري عن رقم تليفونه الشخصي على الهواء لتلقي أي رسائل استغاثة من أي مصري متواجد في السودان، أو مقيم في الجزائر.
بدوره أكد السفير المصري لدى الخرطوم عفيفي عبدالوهاب في وقت مبكر من صباح أمس أنه تم إرسال قوات مصرية خاصة إلى السودان لتأمين خروج الجماهير المصرية من العاصمة السودانية بعدما تعرضوا لاعتداءات من قبل الجماهير الجزائرية عقب انتهاء المباراة.
وقال السفير المصري، إن المشجعين المصريين تعرضوا لاعتداءات من جانب الجماهير الجزائرية بشارع "الجمهورية"، مضيفاً أن هناك بعض الإصابات بين الجماهير المصرية.
وأضاف أنه على اتصال دائم بكافة الجهات المعنية في الحكومة السودانية لحين وصول القوات الخاصة المصرية بعد اتصالات من الرئيس حسني مبارك لإبلاغ الرئاسة السودانية بسرعة التحرك للسيطرة على الموقف "المحتدم".
وأكد شهود العيان من أعضاء البرلمان المصري وفنانين أن السلطات الأمنية في السودان اضطرت لاحتجازهم داخل الفنادق والمطاعم لحمايتهم من عنف الجماهير الجزائرية، التي تعرضت بالاعتداء على حافلاتهم وهم في طريقهم لمطار الخرطوم للعودة للقاهرة. ونقل التلفزيون المصري على الهواء مباشرة فجر أمس صوراً للحافلات التي تهشمت نوافذها بفعل رشقها بالحجارة من قبل الجماهير الجزائرية التي أشاعت جواً من الفوضى في كل مكان، وهو ما دفع عدداً من الفنانين لإرسال رسائل استغاثة للرئيس مبارك وهم يتحدثون بكثير من الخوف والانفعال لعدد من القنوات الفضائية المصرية والعربية خاصة المطرب محمد فؤاد الذي أكد إصابته من جراء اعتداء الجماهير الجزائرية على الحافلة التي أقلت وفد الفنانين.
وشهد مطار الخرطوم حالة من الفوضى العارمة بعدما تكدس بجماهير البلدين، وقامت مصر بإرسال أسطول من الطائرات لنقل جماهيرها بعيداًَ عن الرحلات المقررة.