“الأماكن” كتبت لي.. ومحمد عبده خطفها مني
فتاة في عمر الزهور، وفنانة شابة في ربيعها الثاني.. تعدك بالحضور فلا تحضر، لأنها لابد أن تحضر.. وأنت لست مهيأً لمشاعر الاستقبال.. وجو الحوار. تفاجئك بإطلالتها وابتسامتها، المرح مثل الفن والغناء جزء لا يتجزأ من شخصيتها الطفولية. تراوغ هرباً من أي حوار صحفي.. لذلك يجب أن تتعامل معها وفق شخصيتها.. لتضعها في الأخير أمام الأمر الواقع، وتبدأ معها نقاشاً وحواراً لا بأس من تفخيخه بين الحين والآخر ببعض الطرائف.
هذه الفنانة الواعدة كان لـ (أدب وفن- المستقلة) هذا الحوار معها .
- في البداية وكما جرت العادة في الحوارات مع المواهب الصاعدة والواعدة.. ماهي بيانات أحلام الشخصية..
– اسمي أحلام فنياً وأصلياً، من مواليد محافظة عدن عام 94م، أنا آخر العنقود من مجموع ستة أشقاء ثلاثة أولاد وثلاث بنات. والدي من حبيش محافظة إب.. ووالدتي من محافظة البيضاء، والقسمة والنصيب جمعتهما في محافظة عدن.
طالبة في الإعدادية.. وهذا العام توقفت بسبب ظروف الانتقال من عدن إلى صنعاء، لكني أتمنى العودة إلى مقاعد الدراسة حال توفر الاستقرار المعيشي والهادئ.
- وأكيد عازبة ؟
"تضحك" أي خدمة..
- حدثينا عن سنة أولى غناء، وأين غنيت أول مرة؟ ومتى أقتنعت وأقنعت الآخرين بصوتك وموهبتك ومن هو الذي اكتشف أحلام فعلياً؟ ومن هم الداعمون والمشجعون الذين كانوا ولازالوا يساندونك للخوض والاستمرار في هذا المجال؟
- واحدة.. واحدة علي على شان أفهم وأجاوب.. في البداية أنا لا يوجد في أشقائي ولا في أسرتي كلها فنان واحد، لكنهم جميعاً متذوقون للفن والغناء.. أنا الوحيدة التي عشقت الفن وأحببت الغناء وبدأت أغني أغاني الأطفال ومقدمات مسلسلات الكارتون مدبلجة وأنا صغيرة وقبل أن التحق بالمدرسة الابتدائية كنت أشارك باستمرار في الأنشطة والحفلات التي تقيمها، وهو ما جعل مديرة المدرسة الأستاذة الفاضلة مشيرة محمد غالب وأستاذي في مرحلة الابتدائية محمد علي وطني يشجعاني ويطلبان مني الاستمرار وحتى أستفيد وأتعلم أصول الغناء فقد عهد بي الأستاذ محمد وطني إلى صديقه الفنان الموسيقي المعروف أنور مصلح.. وأنا هنا ومن صحيفتكم أجدها فرصة لأقدم للجميع شكري وتقديري.
- ماذا عن المرحلة التي تلت سنوات الدراسة الابتدائية ؟
– كانت مرحلة أفضل وأجمل.. ومرحلة انطلاق أوسع.. ومشاركات أقوى واستفادة أعمق وشهرة أكثر، فقد شاركت في العديد من الفعاليات والحفلات الرسمية التي تقام احتفاءً بأعياد الثورة والوحدة واحتفالات ومهرجانات أخرى من ضمنها مهرجانات صيرة، وفي عام 2006 وبدعم وترشيح من قبل محافظ محافظة عدن آنذاك العميد أحمد الكحلاني كنت من ضمن الوفد الفني اليمني المشارك في مهرجان مسقط في سلطنة عُمان وتكللت مشاركتي بفضل الله بالنجاح.. أجدها فرصة لأقدم الشكر للعميد أحمد الكحلاني والأستاذ عبد الكريم شائف .
- بالتأكيد أنك بدأت بتقديم أغاني الآخرين وعلى الأخص الفنانين الكبار.. فمن هم الفنانون الذين تأثرت بهم وقدمت أغانيهم؟ ومن هو الفنان الذي تميزت بغناء أعماله؟ وما هو اللون الغنائي الذي تميلين إليه وتجيدين أداءه؟
- أنا تأثرت ومازلت بأغاني عمالقة الفن اليمني والعربي وغنيت لكثير منهم لكني لا أستطيع أن أقول أني تميزت بغناء أعمالهم أو حتى أغاني أحدهم لأنهم جميعاً قامات كبيرة في عالم الغناء، أنا قدمت أغانيهم بطريقتي وأسلوبي الخاص، فعلى سبيل المثال أغنية "الأماكن" من شدة حبي وعشقي لكلماتها ولحنها لدرجة أني شعرت بأنها كتبت ولحنت لي أنا ولكنها ظلت طريقها إلى فنان العرب محمد عبده، وهذه الأغنية هي التي اشتهرت بها وعرفني جمهور محافظة عدن والمحافظات المجاورة من خلالها ولأني أؤديها بتمكن وإحساس صادق كما سمعت ممن سمعوا أدائي لها فقد أصبحت تطلب مني في كل مناسبة أتواجد فيها وفي كل حفل أشارك فيه..
- وأنا كفنانة يمنية أحب وأتمنى أن أجيد غناء كل الألوان الغنائية اليمنية الأصيلة ولكن الأغنية الطربية تستهويني أكثر.
- ما هي أبرز مشاركاتك؟ وما هي خطتك لتثقيف نفسك موسيقياً في الفترة القادمة ؟
أرغب في إكمال تعليمي لاحقاً إن شاء الله فإن لدي الرغبة لذلك في تحسين وتطوير ثقافتي الشمولية في مختلف المجالات من خلال القراءة والمطالعة والاستماع والمشاهدة، أما بالنسبة للتثقيف في الجانب الموسيقي فقد تم الاتفاق بيني وبين الأستاذ الموسيقي الكبير حسن الزبيري مالك ومدير ستوديوهات الزبيري الرائدة والمعروفة أن أقوم بالانتساب إلى أكاديميته الموسيقية والتعرف على المقامات وتعلم أصول العزف على الآلات الموسيقية، وهذا الاتفاق سيبدأ تنفيذه قريباً جداً.
- كيف وقع الاختيار عليك لغناء المقدمة والختام لمسلسل "أشواق وأشواك" والذي شاهدناك فيه ممثلة وكذلك غناء المقدمة والختام لمسلسل "مننا فينا" ؟
– في البداية وهذا للعلم أنني منذ الطفولة وأنا أهوى وأحب وأعشق الغناء والتمثيل وكما كان لي مشاركات في الغناء في طفولتي كذلك كانت لي أيضاً مشاركات في التمثيل ورغم أن الغناء هو الأقرب إلى قلبي إلا أنني أنوي الاستمرار في المجالين مستقبلاً إن شاء الله.
أما ما يخص اختياري لغناء المقدمتين لمسلسل "أشواق وأشواك" كان عبر الأستاذ الفنان عبد الكريم المتوكل ولمؤسسته الإنتاجية الفنية الخاصة، فقد شاهدني وأستمع إلي في مهرجانات صيرة والتي يحرص على حضورها، وشاركني غناء المقدمة والختام للمسلسل الفنان معاذ خان كما أديت في المسلسل شخصية فتاة اسمها حنان تحب وتدرس الغناء، وغنت أغنية "ما علينا" للفنان أبو بكر سالم ضمن أحداث المسلسل وكان الدور قريباً من شخصيتي الحقيقية.. أما مسلسل "مننا فينا" فقد رشحني المخرج الأستاذ حسن الزبيري وطاقم العمل .
- في رأيك ما أسباب اختفاء الفنانات في بلادنا بعد فترات متفاوتة من ظهورهن؟ وهل الزواج يقيد الفنان؟
- الفن في بلادنا لازال جميع الفنانين يعتبرونه هواية لعدم وجود أو توفر المقومات التي تجعل الفن احترافاً والفنان متفرغاً لفنه فقط، فلا وجود لمؤسسات فنية ضخمة تتبنى الفنان وتقوم بصناعة النجم وتشرف على ألبوماته وتنظم حفلاته وتسهل تعاملاته وتوفر له الدعم المادي والاستقرار المعيشي والمناخ الهادئ والراحة النفسية، والفنان في بلادنا يغني وهو يفكر في عمله الأساسي وفي تدبر شئون حياته وأسرته والأعباء المعيشية والمادية وغيرها والتي تثقل كاهله في حين لو توفرت له المقومات التي ذكرناها آنفاً فلن يفكر سوى بفنه وإبداعه.
– وطبيعي في ظل هذه المعاناة للفنان أن تختفي الفنانة حينما تتوفر لها مهنة أخرى تدر عليها دخلاً يكطفيها ويرحمها من الفن ووجع القلب أو تتوفق في زيجة وزوج ميسور يؤمن لها حياة آمنة كريمة ومستقرة.
فالزواج في رأيي يقيد الفنان فبدلاً من حرية الدخول والخروج والسفر والسهر وصرف الفلوس هنا أو هناك يصبح ملزماً بمواعيد ومصاريف وبيت وزوجة أو زوج وأولاد.. و.. حتى وأن كان الزوجان متفاهمان تخف القيود قليلاً لكنها تبقى موجودة.
- أحلام هل ستسير على نفس المنوال وتختفي بعد فترة من ظهورها كما فعلت الفنانات اللواتي سبقنها؟
– من لا يستفيد من تجارب الآخرين الذين سبقوه يلقى المصير نفسه وربما أسوأ منه، وأحلام خلقت للفن وليس لشيء آخر، لذا ستستمر ولن تختفي وستسخر حياتها للفن فقط.
- والحب والزواج؟
– لازلت صغيرة عليهما وهما أصلاً ملغيان من حياتي على الأقل لسنوات عديدة قادمة.. يعني الحب والزواج عندي مرفوعان من الخدمة.
- لازالت هناك فئات من المجتمع تنظر للفن والفنان نظرة قاصرة وهناك في الوسط الفني نفسه من يتعامل مع الفنانة كجسد وأنثى وليس كزميلة فنانة ومبدعة، فما هو ردك بهذا الخصوص؟ وكيف ستتعاملين مع هذا الوسط؟
– أولاً نظرة المجتمع للفن والفنان لم تعد حالياً كما كانت في السابق فقد بدأت تخف شيئاً فشيئاً.
وقد اخترت هذا المجال وقررت الاستمرار فيه لأني واثقة من نفسي جداً ولدي القدرة على حماية نفسي في حال تطلب واستدعى الأمر ذلك بمساعدة ومساندة كل من هم حولي أسرتي والمقربين مني وكل من يرى فيني الأخت والبنت..
أما الوسط الفني فهو كغيره من الأوساط الأخرى فيه الصالح والطالح والحلو والمر، ومع هذا فأنا اختلاطي نادر جداً وفي حدود العمل، وفي الأول والأخير الإنسان حيث يضع نفسه.. وعن نفسي فأنا اعتبر جميع من هم في الوسط الفني زملائي أكن لهم كل الاحترام والتقدير.
• ما هي طموحات أحلام؟ وبماذا تحلمين؟ وإلى أين تريدين الوصول؟
– الطموحات لا حدود لها.. أحلم بالنجاح، بالسعادة، بالاستقرار، بالرخاء، أحلم بكل شيء جميل وربيع دائم لا ينتهي.
– أريد الوصول إلى رضاء الله والوالدين وحب الناس وإلى القمة والحفاظ عليها، أريد أن أكون فنانة اليمن وسفيرة الفن اليمني وأن أصل بصوتي إلى كل مستمع يمني وعربي، ومثل ما هناك نوال الكويتية ونوال اللبنانية ورويدا السورية ورويدا البحرينية أتمنى أن يصبح هناك أحلام الإماراتية، أحلام اليمنية، وهذا ليس صعباً ولا على الله ببعيد طالما هناك عزيمة وإصرار ورغبة وطموح.. وأعلم كذلك أنه لابد من التعب والاجتهاد والسهر والإرهاق "ومن يشتي الدادح لا يقلش آح".
- هل هناك ألبوم غنائي سيطرح قريباً كأول إصداراتك الغنائية؟
– أثناء تسجيلي لمقدمة أحد المسلسلين تعاقدت مع إحدى مؤسسات الإنتاج وسجلت أول ألبوماتي والذي يحتوي على (16) أغنية هي كوكتيل من مختلف اللهجات اليمنية ومن كلمات الأستاذ علي القحطاني والشعراء: عبد الباسط البشيري، محمد الشبيبي، علي الذرحاني، صبري الظفاري وآخرين، وفيه ألحان جديدة ومن التراث، وسيحمل الألبوم عنوان "وزعت قلبي" وكان يفترض أن يطرح في عيد الفطر لكن ربما أن المنتج رأى أن طرحه في عيد الأضحى القادم سيكون أفضل.
كلمات ومعاني
الوطن : الأم والأب الكبيران.
عدن : فيها الهوى ملون
صنعاء : حوت كل فن
الأمل : ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
شخصيات
أيوب طارش : فنان الشعب ربنا يعطيه الصحة
محمد سعد عبد الله : ما له شبيه
فؤاد الكبسي : سفير الأغنية الصنعانية
حسن الزبيري : مثلي الأعلى
- باقة ورد لمن تهديها؟ وحزمة شوك على من ترميها؟
– أهدي باقة الورد لأنصار السلام في العالم ولكل من يحب ثرى اليمن ومن يقف ويساند أحلام..
حزمة الشوك أرميها على كل من يريد ببلادنا السوء وزعزعة الأمن فيه.
- كلمة أخيرة؟
– أتمنى من وزارة الثقافة والإعلام والجهات المعنية أن تمد لي ولغيري يد العون والمساندة وأن يعطوا الفرصة لجيل الفنانين الشباب ليقدموا ما لديهم من مواهب وإبداعات.. يكفينا.. "سكتت ولم تكمل".