أرشيف

القصة الكاملة لسبع ساعات قضتها ” شهد ” ابنة الثلاثة أعوام على عمق 23 متراً في بئر بدمشق

أثمرت جهود رجال الاطفاء و الانقاذ من انتشال الطفلة شهد الكيال و البالغة من العمر 3 سنوات حية من أسفل بئر بعمق 23 مترا بعد 7 ساعات من سقوطها .

بداية القصة .

وبدأت القصة حوالي الساعة االحادية عشر من صباح اليوم ( الثلاثاء ) عندما سقطت ابنة الأعوام الثلاث في بئر قديم مكشوف و غير محمي بمنطقة الزاهرة في دمشق، أثناء هروبها من إحدى السيارات عندما كانت تلعب .

وفور انتشار نبأ سقوط الطفلة ، حضرت إلى المكان آليات وفرق الانقاذ من فوج إطفاء دمشق ، حيث بدأت محاولات إنقاذها . حيث قام رجال الانقاذ بانزال كاميرا متطورة داخل البئر لتحديد مكان الطفلة ، كما تم تزويدها بالماء و الهواء عن طريق جهاز آلي .

كما حضر عدد من الخبراء المحليين والأجانب ، واستنفر فوج إطفاء دمشق ، حتى أن أحد الإطفائيين ( يدعى حسين ياسين ) حضر إلى المكان على الرغم من انتهاء دوامه ، وساهم بتعاونه مع زملائه وتحت اشراف قائد فوج إطفاء دمشق العقيد فوزي مفلح في انجاح عملية الانقاذ .

أجهزة متطورة ساهمت في تهدئتها ..

وأثناء محاولات انقاذها ، سعت فرق الانقاذ إلى تهدئة " شهد " والتأكد من جاهزيتها ، حيث تحدث إليها عبر أجهزة خاصة عدد من اقاربها ، قبل أن تعتمد طريقة إخراج الطفلة ، بعد فشل عدة طرق من ضمنها حفر بئر مواز للبئر الذي سقطت فيه .

وكانت الفكرة أن يتم سحبها عن طريق حبل معدني دقيق الصنع مربوط في نهايته قطعة معدنية تم التأكد من انها عالقة في ثيابها ، حيث تم سحبها بحذر ، والتقاطها بواسطة قضيب معدني في النهاية .

سيارة الاسعاف " مفقودة " .. وسيارة الشرطة " تتعطل في الطريق "

وفور إخراج " شهد " من البئر ، بحث الموجودون عن سيارة الاسعاف التي كانت موجودة ، إلا أنهم فوجئوا بعدم وجودها في المكان ، حيث تم الاستعانة بسيارة " شرطة " لنقل الطفلة ، إلا ان سيارة الشرطة تعطلت في الطريق ، فتم نقل الطفلة عبر إحدى السيارات الخاصة .

وبرر نائب محافظ دمشق عادل العلبي الذي تواجد في المكان سبب عدم وجود سيارة الاسعاف بأنها " ذهبت لتحضر شفاطاً من مشفى الأطفال

وفور وصلها إلى مشفى " دمشق " الوطني تم إجراء الكشف السريع ، حيث تبين أن وضعها النفسي والصحي الظاهري مستقر ، إلا ان الأطباء فضلوا الابقاء عليها للتأكد من سلامتها على كافة الأصعدة .

الكسم : ماحصل مع سيارة الاسعاف " مهزلة " و على وزير الصحة أن يتصرف

ومن جهته ، أشاد خبير السلامة العامة والوقاية من الحوادث محمد الكسم بالدور " البطولي " الذي قام به عناصر الانقاذ ، وقال لقد تصرف عناصر الانقاذ بحكمة بالغة ، فعلى الرغم من طول المدة إلا انهم حافظوا على هدوئهم ، وتمكنوا في النهاية من إخراج الطفلة وهي سليمة ".

و أوضح " في البداية عمد رجال الانقاذ لضخ الهواء المضغوط بالبئر كما قاموا بتزويد الطفلة بالماء والحليب ، وتم التواصل معها ومخاطبتها بواسطة جهاز كاميرا مراقبة تنقل الصوت والصورة ، كما تم الامساك بها بواسطة خطافات معدنية وربط يدها بجتل ، وتم انتشالها أخيراً بنجاح بعد عدة محاولات ".

وانتقد " الكسم " ما أسماه " ترهل وعشوائية " منظومة الإسعاف السريع ، الذي حضرت منه سيارة إلى المكان وبقيت حوالي أربع ساعات في المكان ، إلا أنها غادرت قبل إخراج الطفلة بساعين ، ولم تكن موجودة لحظة الحاجة إليها !! .

وقال الكسم " إن منظومة الاسعاف السريع في سوريا تعمل بطريقة عشوائية ، وغير منظمة أو منضبطة ، وما حصل اليوم هو مثال واضح وصريح على مهزلة الاسعاف السريع ".

وتابع " يجب أن يتدخل وزير الصحة بشكل فوري وسريع لضبط وإعادة تأهيل هذه المنظومة عن طريق وشع ضوابط الجودة الخدمية بما يسمى منظومة الاسعاف السريع ، والتي تتعرض لانتقادات دائمة ، برغم تلقيها مئات سيارات الاسعاف الحديثة ، مايدعو للبحث بتطويرها إداريا وفنيا وعلميا بشكل جذري ".

كما أشار الكسم إلى " إهمال البلدية وأهمية قيام وزارة الادارة المحلية بتخصيص هاتف للطوارئ ذو رقم مختصر وموحد وطنياً مرتبط بمهندسين مناوبين بكل محافظة لتقديم وتسجيل الشكاوي والملاحظات المتعلقة بالسلامة العامة مثل وجود حفريات أو آبار مكشوفة أو تحويلات طرقية بلا تحذير وسواها ، لتتم معالجتها بشكل عاجل وفوري ، حيث تمتلك كل محافظة عشرات الآليات والمعدات والتجهيزات في مرائبها ومستودعاتها ، في حين يؤدي الاهمال لسقوط كثير من المواطنين في شباك الموت ".

زر الذهاب إلى الأعلى