أرشيف

إب:مهر حاملة الجواز الأمريكي يتجاوز مهر 30 فتاة من نظيرتها المحلية

تستقطب محافظة إب في اليمن (190 كيلومترا جنوب صنعاء) أضواء وسائل الإعلام بين فترة وأخرى، ولكن كل مرة بطريقة وبقضية مختلفة، وهي المحافظة التي تحوي ثاني أكبر تعداد سكاني في اليمن والأكثر جمالا، في مناخها وتضاريسها وبناتها.

واستطاعت محافظة إب هذه المرة أن تستقطب أضواء وسائل الإعلام بقضية جديدة وهي ما أطلق عليها تسمية (زواج سيتيزن)، أو (جواز الجنسية) وهي قضية زواج شاب يمني من شابة يمنية ولكنها تحمل (جوازا أمريكيا)، أي أنها مواطنة (سيتيزن) أمريكية من أصل يمني، وتتمتع بامتيازات البلدين.

هذه القضية انتشرت بشكل كبير لدرجة أصبحت ظاهرة في مناطق الشّعِر، العَود، النادرة، بَعدان، السدّة، والسبرة وجميعها في محافظة إب، وهي المناطق الأكثر تصديرا للمهاجرين اليمنيين إلى الولايات المتحدة.

وتصاعدت هذه القضية بشكل كبير في محافظة إب بحكم التعقيدات التي يواجهها الشباب اليمنيون هناك الراغبون بالهجرة إلى الولايات المتحدة، وبحكم أن محافظة إب تعتبر الأولى في اليمن التي يحمل أبناؤها الجنسية الأمريكية، حتى أن البعض يعتبرها إحدى ولايات أمريكا، وأن الزواج من يمنية تحمل الجنسية الأمريكية يظل الطريق الأقصر للراغبين في الحصول على الهجرة للولايات المتحدة.

ولعبت الأوضاع المتدهورة في اليمن دورا أيضا في مضاعفة الرغبة بالهجرة، وطلب الزواج ممن يحملن الجواز الأمريكي، وبالتالي ارتفاع مهورهن في ظل العرض المحدود لذلك، وفتحت هذه القضية بابا جديدا من ابواب التجارة بالفتيات، واللعب بمشاعرهن بهذا النوع من الزواج، بعيدا عن موافقتهن التي تعتبر شرطا أساسيا في صحة الزواج.

وقالت المصادر الصحافية اليمنية ان (زواج سيتيزن) انتشر في محافظة إب بسبب أنها تمتلك أكبرَ جاليةٍ يمنية في أمريكا، وأرجعت أسباب انتشار ذلك إلى 'كون مَن تحمل الجنسية الأمريكية يمنحها القانون إعطاء زوجها تأشيرة الهجرة إلى أمريكا'.

وذكرت أنه 'نظرا لقلة الفتيات الحاصلات على الجنسية الأمريكية، وزيادة الطلب عليهن، ارتفعت المهور بشكلٍ لافت، حتى أصبحت المرأة، بمعنى أو بآخر، سلعةً تجارية خاضعة لقوانين البيع والشراء، وعلى الطريقة الأمريكية؛ سياسة السوق المفتوح'.

وأكدت أن مهر الفتيات الحاملات للجواز الأمريكي وصل في بعض حالاته إلى 75 ألف دولار أمريكي، وهو ما يتجاوز متوسط مهر 30 فتاة يمنية، في الأحوال الاعتيادية.

ووفقا لهذا المعيار المستحدث، أضيف عامل جديد من عوامل الجذب للفتيات بغرض الزواج وهو (الجواز الأمريكي) وأصبحت المرأة في محافظة إب تنكح لـ(جوازها الأمريكي)، بغض النظر عن جمالها أو حسبها أو دينها أو خلقها، المتعارف عليه دينيا واجتماعيا في هذا الجانب.

وذكرت المصادر المحلية الكثير من حالات (زواج سيتيزن) في محافظة إب والمآسي التي رافقتها وانعكست سلبا على حياة الفتاة التي تم تزويجها قسرا من قبل أبيها أو أولياء أمورها الى شاب ليس له من همّ في الزواج منها سوى الحصول على الجواز الأمريكي، حتى أن القضية وصلت إلى درجة يمكن وصفها بـ(الصفقة التجارية) بين والد الفتاة وزوجها.

وكانت محافظة إب اشتهرت خلال السنوات القليلة الماضية بقضية مشابهة وهي قضية (الزواج السياحي) من السياح الخليجيين وفي مقدمتهم السعوديون، وفاقت هذه القضية كل التوقعات وذهب ضحيتها المئات من اليمنيات، اللواتي دفعهن الفقر والوضع الصعب لأسرهن إلى القبول بالزواج من غرباء، من خارج الحدود، هروبا من واقع الحال المرير الذي يعشن في كنفه.

وتعتبر محافظة إب من أكثر المحافظات اليمنية التي تحظى فتياتها بقدر كبير من الجمال، ولذا انتشرت فيها ظاهرة الزواج السياحي، كما أنها المحافظة الأكثر جمالا بطبيعتها الخلابة وخضرتها الدائمة وطقسها الرائع في كل فصول السنة.

ومحافظة إب هي التي استهوت مجموعة شركات بن لادن السعودية لتبني فيها أكبر منتجع سياحي وكانت قبل ذلك استهوت زعيم تنظيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن ليتزوج من فتياتها زوجته الرابعة، أمل السادة، من منطقة السياني المجاورة لمدينة (القاعدة) في محافظة إب.

ويضرب المثل دائما بجمال فتيات محافظة إب، حتى أن هناك مثلا شائعا يقول 'سبع مصائب ولا امرأة من إب'، أي أن الرجل يمكن أن يتحمل سبع مصائب في حياته، لكنه لن يقوى على تحمل مصائب زواجه من امرأة جميلة من محافظة إب، ربما لكثرة لفتها لأنظار الآخرين نحوها والتي تثير انزعاج الزوج أينما حل أو ارتحل.

زر الذهاب إلى الأعلى