أرشيف

محاولة انقلابية بالإكوادور والرئيس يتحصن بمستشفى

مازال الغموض يكتنف الأوضاع في الاكوادور ، حيث ندد الرئيس رافاييل كوريا في 30 سبتمبر بـ"المحاولة الانقلابية" التي قام بها عدد من عناصر الجيش والشرطة ، فيما فرضت حكومته حالة الطواريء لمواجهة أي جديد قد يطرأ خلال الساعات المقبلة .

وكان عدد من جنود الجيش قاموا صباح الخميس الموافق 30 سبتمبر بالسيطرة على مطار العاصمة كيتو ، فيما قامت عناصر من الشرطة بالسيطرة على مبنى الكونجرس .

وأمر قائد الجيش الاكوادوري الجنرال ارنستو جونزاليس الجنود الذين تمردوا على الحكومة بالاستسلام ، مؤكدا أنه سيتم احترام حقوقهم ، فيما أكد الرئيس الاكوادوري في اتصال مع تليفزيون محلي أن ما يحصل هو محاولة انقلابية تقوم بها المعارضة وبعض القطاعات في القوات المسلحة والشرطة.

وأضاف الرئيس كوريا عبر الهاتف أنه لجأ إلى غرفة في إحدى مستشفيات كيتو وأنه يخشى على حياته ، قائلا :" في حال حصل ما لا تحمد عقباه ، أريد أن أعبر عن حبي لعائلتي ووطني".

وتابع أنه لجأ إلى مستشفى في كيتو لأنه يخشى على حياته إثر ما تردد عن المحاولة الانقلابية ، مشيرا إلى أن أفراد من الشرطة يبحثون عنه في المستشفى وحملهم المسئولية إن تعرض لأي أذى.

واستطرد " يحاول رجال شرطة الدخول إلى غرفتي من السطح ، إذا حصل لي مكروه فسيكونون هم المسئولين عن ذلك".

وأضاف " سيطر نحو 150 عنصرا من القوات الجوية الاكوادورية أيضا على مدرج مطار ماريسكال سوكري" ، وفور إطلاق التصريحات السابقة ، توجه العشرات من أنصار الرئيس الاكوادوري إلى المستشفى الذي لجأ إليه كوريا ، فيما أعلن وزير الامن ميجيل كارفاخال ان الحكومة الاكوادورية أعلنت حالة الطواريء .

وكانت الاضطرابات بدأت بمظاهرة نظمها أفراد من الشرطة احتجاجا على إجراءات التقشف التي طبقت في البلاد والتي قد تنقص من حوافزهم .

وانضم للمظاهرة السابقة أفراد من الجيش ، حيث قاموا بالسيطرة على مواقع عسكرية ومبنى الكونجرس ومطار العاصمة كيتو ، مما أدى إلى تعليق الرحلات الجوية من وإلى العاصمة كيتو ، كما أكد شهود عيان أن أعمال سلب ونهب وفوضى اندلعت في العاصمة.

ورغم أن الرئيس كوريا "47 عاما" الموجود في السلطة منذ يناير/كانون الثاني 2007 زار أكبر منشأة للشرطة بالعاصمة يحتلها المحتجون وحاول تهدئتهم ، إلا أن قنبلة مسيلة للدموع سقطت إلى جانبه فأجبر على مغادرة المكان بعد أن ارتدى قناعا واقيا من الغازات وبعد أن ألقى خطابا حماسيا أكد فيه عدم تراجعه عن مواقفه.

وقال الرئيس كوريا في كلمته :"لن أتراجع قيد أنملة وإذا أردتم احتلال الثكنات وترك السكان من دون حماية وإذا أردتم الإخلال بواجباتكم كعناصر شرطة ، فافعلوا ذلك".

ويبدو أنه فقد فجأة أعصابه فانتزع ربطة عنقه بعنف وصاح موجها كلامه إلى عناصر الشرطة "إذا كنتم تريدون تدمير وطنكم فافعلوا لكن هذا الرئيس لن يتراجع" ، إلا أن عناصر الشرطة صاحوا في وجهه وهم يدعون العسكريين إلى الانضمام إلى تحركهم "إن القوات الأمنية مجتمعة لن تهزم أبدا".

ردود الأفعال

وتوالت ردود الأفعال الدولية حول الاحداث السابقة ، حيث أعلن رئيس بيرو ألان جارسيا أنه سيأمر بإغلاق حدود بلاده فورا مع الإكوادور بعد تفجر الاضطرابات في هذا البلد.

ومن جهتها ، أدانت الحكومة الإسبانية "محاولة الانقلاب" في الإكوادور وأكدت دعمها "للحكومة الشرعية" للرئيس رافائيل كوريا.

وقالت وزارة الخارجية الإسبانية في بيان لها :"مع الأنباء التي تشير إلى وقوع محاولة انقلابية في الإكوادور ، تدين الحكومة الإسبانية بشدة أي انتهاك للشرعية الدستورية وتجدد دعمها للحكومة الشرعية والمؤسسات الديمقراطية للإكوادور".

وفي واشنطن ، أعلنت منظمة الدول الامريكية أنها ستدعو الى عقد دورة طارئة لمجلسها الدائم لمناقشة تطورات الوضع في الاكوادور ، كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها "تتابع الوضع عن كثب".

ومن جانبها ، ذكرت قناة "الجزيرة" أن الأوضاع تتجه للتصعيد في بلد يشهد اضطرابات متواصلة وتحدث فيه انقلابات كثيرة .

ويبلغ عدد سكان الاكوادور نحو 14 مليون نسمة وتعاني تلك الدولة الاستوائية من عدم الاستقرار حيث ان ثلاثة رؤساء سابقين تعرضوا لانقلابات أطاحت بهم أو أقالهم البرلمان.

وكان الرئيس كوريا تسلم السلطة في يناير/كانون الثاني 2007 وأعيد انتخابه في إبريل/نيسان 2009 إثر انتخابات مبكرة بسبب اقرار دستور جديد وتنتهي ولايته الرئاسية عام 2013.

وأفاد استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "جالوب" ونشر في منتصف سبتمبر/ايلول الماضي أن 53% من الاكوادوريين يؤيدون سياسته ، إلا أن كوريا يواجه حركة اعتراضية واسعة في العديد من القطاعات المهنية خصوصا لدى المدرسين وسائقي سيارات الأجرة.

وفجر الاضطرابات الاخيرة القانون الخاص بـ"الخدمة العامة" والذي تسبب بأزمة بين الحكومة والبرلمان أيضا حيث رفضت الغالبية اعتماد بعض فقرات المشروع التي تحد من مكتسبات موظفي القطاع العام هذا بالاضافة إلى أنه ينتزع بعض علاوات الأقدمية لعناصر قوات الأمن.

ويبدو أن الرئيس كوريا يستند في تحديه لمعارضيه لدعم قائد القوات المسلحة الجنرال ارنستو جونزاليس الذي أكد أنه يدعم حكومة الرئيس رافاييل كوريا ، قائلا في مؤتمر صحفي نقلته وسائل الاعلام من مدينة كوينتشا في جنوب الاكوادور :"نحن نعيش في دولة قانون وخاضعون لأعلى سلطة ممثلة بالسيد رئيس الجمهورية".

زر الذهاب إلى الأعلى