أرشيف

إنتقام انصار ويكيليكس وجوليان اسانج

ابتدا الامر يوم امس الاربعاء بعد سجن جوليان اسانج في لندن بانتظار تسليمه الى السويد على ذمة قضية اغتصاب مزعومة، عندما عطلت مجموعات عدة من القراصنة (الهاكرز) الذين يخترقون المواقع الالكترنية موقع شركة البطاقات الائتمانية ماستر كارد ثم لم تلبث ان الحقت بها شركة بطاقات فيزا وكلتاهما امريكيتان.

وقد طالت الهجمة مصارف ومزودي خدمات انترنت اخلت باتفاقاتها مع موقع اسانج “ويكيليكس” او اوقفت واغلقت حسابات اسانج. وقال متحدث باسم احدى المجموعات المهاجمة للمواقع لوكالة الانباء الفرنسية “ان حملتنا ستطال اي شخص اوجهة ضد اسانج وويكليكس.

وقال عضو في مجموعة انونيموس للبي بي سي قبل ظهور الهجوم على ماستر كارد “ان جميع المواقع الالكترونية التي تنحني لضغوط الحكومات قد جرى استهدافها، وأضاف قائلا : لقد كانت لنا دائما مواقف قوية مؤيدة لحرية التعبير ورافضة للرقابة على الانترنت. ،وقدنهضنا جميعا لمقاومة منيستهدفها. واضاف قائلا: لقد اصبح الانترنت ساحة حرب بين الجماهير والحكومات.

وقال موقع الاذاعة البريطانية ان قراصنة ينتمون الى مجموعة “انونيموس” التي تعتبر نفسها مدافعا عن حرية التعبير على شبكة الانترنت عطلوا موقع بطاقات ماستركارد التي كانت جمدت كل التعاملات مع مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج.

وقد تعذر دخول موقع “ماستركارد.كوم” معظم يوم الاربعاء، قبل ان يعود الى العمل في المساء.

وبعد ساعات من توقيف اسانج بموجب مذكرة اعتقال بتهمة الاغتصاب والاعتداء الجنسي في السويد، تعرض موقع جهز النيابة السويدي لهجوم مماثل.

كما طال هجوم الكتروني موقع محامي السويديتين اللتين ادعتا على اسانج بتهمة “الاغتصاب والاعتداء الجنسي”، ورسائله الالكترونية.

كما تتعرض شركة “بوستفايننس” للخدمات المالية للبريد السويسري لهجمات معلوماتية متواصلة منذ ان جمدت حساب جوليان اسانج.

وخرج دانيال اسانج نجل جوليان مساء الثلاثاء عن صمته ليطلب عبر تويتر من ملبورن محاكمة عادلة “وغير مسيسة” لوالده الذي لم يره منذ عشرين عاما.

وقد امضى مؤسس ويكيليكس الذي يدفع ببراءته ليلته الاولى في سجن لندني بعدما رفض القضاء البريطاني طلب الافراج المشروط عنه.

واعلن محاموه انهم سيقدمون طلبا جديدا لاطلاق سراحه في 14 ديسمبر كانون الاول بمناسبة مثول موكلهم امام محكمة وستمنستر التي ستحدد الرد على طلب تسليمه.

لكن يمكن ان تمضي اشهر قبل تسليمه فعليا بسبب امكانيات ان يطعن في القرار مرات عدة.

ويقوم انصار اسانج بتعبئة لا سابق لها منددين بما يعتبرونه “تسييسا” للقضية.

ويرون ان اسانج يدفع ثمن كشف موقعه لآلاف البرقيات السرية الامريكية الذي احدث زلزالا دبلوماسيا.

واكد وزير الخارجية السويدي كارل بيلت الاربعاء انه لم تجر اتصالات بين ستوكهولم والولايات المتحدة بشأن تسليمه.

وعلى الرغم من سجن اسانج يقول فريقه الصغير الذي يؤكد انه يضم حوالي “800 متطوع” انه مصمم على المضي قدما، واعدا بان “يستمر الوضع كما كان من قبل”.

سوريا والسعودية:

وكان موقع ويكيليكس قد واصل الاربعاء نشر المذكرات التي سربت اليه من الخارجية الامريكية، حيث كشفت برقيات دبلوماسية اميركية سرية ان سياسة الانفتاح على سوريا التي انتهجها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي منذ العام 2008 لم تقنع ادارتي الرئيسين جورج بوش وباراك اوباما.

كما تحدثت برقيات عن سهرات صاخبة يقدم خلالها الكحول في جدة، بالسعودية.

ويعتمد اسانج ايضا على دعم عدد كبير من مستخدمي الانترنت. وقال محاميه مارك ستيفنز الثلاثاء ان الهجوم المضاد سيجري على الانترنت “وسيتحول الى هجوم فيروسي”، اي معمم.

وفي نفس السياق، اعلنت شركة “دايتاسل” الايسلندية التي تسهل ارسال هبات مالية الى موقع ويكيليكس الاربعاء انها رفعت شكوى على مجموعة “فيزا” لبطاقات الاعتماد لانها اوقفت ارسال هذه الهبات الى الموقع.

وقالت الشركة التي تتخذ من ريكيافيك مقرا لها في بيان ان “دايتاسل التي تسهل ايصال الهبات الى ويكيليكس قررت اتخاذ تدابير قانونية فورية بحق فيزا للسماح مجددا باستقبال الهبات”.

خمور ومخدرات وجنس في حفلات بجدة:

وقد تناولت التسريبات الاخيرة ما قاله ديبلوماسي امريكي فيها إنه مشاهدات لدبلوماسيين حضروا حفلات المجون الخاصة باماء اسة آل سعود في جدة.

جاء في برقيات دبلوماسية أمريكية مسربة نشرها موقع ويكيليكس أن منازل الأمراء السعوديين في مدينة جدة تقام فيها حفلات صاخبة يمارس فيها الجنس ويتم تعاطي المخدرات والخمور.

وجاء في إحدى البرقيات التي أرسلت من القنصلية الأمريكية بجدة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 : “خلف الواجهة الوهابية المحافظة، تزدهر وتنبض حياة ليلية سرية لنخبة شباب جدة”.

وتضيف: “مجموعة كاملة من مغريات الدنيا والرذائل متاحة: كحول ومخدرات وجنس، فقط خلف أبواب مغلقة”.

واعتبر كاتب هذه المراسلة أن السبب الرئيسي لهذه الحرية التامة هو بقاء عناصر “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” بعيدا “عن حفلات يحضرها أو يرعاها أفراد من العائلة المالكة السعودية ودائرتها ممن يدينون لها بالولاء”.

وقال سعودي للقنصلية إن السكان الأثرياء يسعون الى تنظيم حفلاتهم في منازل الأمراء أو في حضورهم حتى يفلتوا من عناصر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ووصفت برقية للقنصلية الامريكية في جدة احتفالا بـ”الهالوين” حضره 150 شخصاً كان من بينهم موظفون في القنصلية.

وجاء فيها: “يشبه المشهد ملهى ليلياً في أي مكان خارج المملكة: الخمور متوافرة و أزواج يرقصون، ومنسق موسيقى يقوم بعمله في اختيار الأغنيات، والجميع في أزياء تنكرية”.

وتحدثت القنصلية عن حضور بائعات هوى لبعض الحفلات في جدة.

وتشير البرقية ايضاً الى ارتفاع أسعار الخمور المهربة، إذ يصل ثمن قارورة الفودكا من نوع سميرنوف 1500 ريال سعودي، اي ما يعادل 400 دولار في بعض الأحيان، مما يرغم منظمي الحفلات أحياناً إلى إعادة ملء الزجاجات الأصلية بخمر محلي باسم “صديقي”.

يشار إلى أن تهمة انتاج أو بيع الخمور في السعودية تصل عقوبتها إلى السجن والجلد، بينما يحكم على من يقبض عليه بتهمة تهريب المخدرات بالإعدام، بموجب التطبيق الصارم للشريعة الاسلامية في المملكة.

مسلسلات أمريكية:

الى ذلك، تشير احدى البرقيات التي تسلمها المسؤولون في واشنطن من القنصلية الامريكية في جدة الى أن المسلسلات التلفزيونية الأمريكية التي تلعب فيها دور البطولة ممثلات كجنيفر آنيستون او إيفا لانجوريا، تلقى رواجاً كبيراً هناك، مما يقلل من “تأثير الأفكار الجهادية” على الشباب في السعودية.

هذه المسلسلات مثل “الأصدقاء” أو “زوجات يائسات” تبث عبر الفضائيات العربية مصحوبة بترجمة عربية، ساهمت في دفع عجلة الانفتاح السعودي والتصدي للتطرف، وفقاً للبرقية.

ولفتت البرقية الى ان هذه البرامج نجحت حيث فشلت محطة الحرة الناطقة بالعربية والتي تمولها الولايات المتحدة.

كما أفادت البرقية بأن الاعلامي الأمريكي ديفيد ليترمان وبرنامجه الحواري يشكل “عامل تأثير” على الجمهور السعودي.

وتورد البرقية تأكيداً على ذلك آراء مديرين تنفيذيين لمطبوعتين سعوديتين، ادليا بها في جلسة بمقهى ستارباكس الأمريكي في جدة.

احمد صالح الفقيه

زر الذهاب إلى الأعلى