أرشيف

الاجنحة العسكرية للمؤتمر الشعبي العام..

 وكغيرة من الفصائل والأحزاب لاسيما الفلسطينية التي تملك جناحها العسكري الخاص للدفاع عن ارض فلسطين جراء العدوان المتكرر من قبل الاحتلال الصهيوني.. هنا في اليمن الأمر مختلف تماماً.. فالحزب الحاكم يملك أكثر من جناح عسكري تابع له ليدر له المال وهذا الأهم وثانياً للحفاظ على بقائه حاكماً وثالثا وهو الأبشع ما تقوم به تلك الكتائب من ترويع وإرهاب وتنكيل وخطف إلى ان تصل تلك الأعمال حد القتل وذلك لمن يعارض أو بالأحرى لمن يكشف المستور عن بعض الأمور التي يقوم بها النظام والتي تكون منافية للشرع والقانون لا يستوعب حدوثها العقل البشري.. هنا سنسرد بعضها رغم خبرتي القصيرة في هذا الشأن كون نظام صالح يكبرني بـ 12 عاماً.
 مروان كامل


“حركة تنظيم القاعدة”


إنها الفزاعة الكبرى.. ميليشيا هي الأكثر تنظيماً من بقية الفصائل التي يمتلكها النظام.. تتمركز في المناطق الجنوبية لليمن وان عوز النظام لخدمتها فتتواجد في الشمال ايضاً.. قصة هذه الفصيلة قصة.. غريبة عجائبية تماماً كحال النظام اليمني.. يقول بعض المراقبين: ان بداية تحالفها مع النظام او بداية إنشائها ان صحت التسمية.. تعود الى صيف 94م. إبان الحرب بين النظامين المؤتمري والاشتراكي، فحينها تمت تعبئة هذه الميليشيا بالكفر والزندقة لأولئك الملحدين الشيوعيين في جنوب البلاد.. وكان حينها طارق الفضلي القيادي الأبرز لذلك الجناح كونه احد المشاركين في أفغانستان، ما يسمى بتنظيم القاعدة، تلك الورقة الرابحة “الشيك” التي يستخدمها صالح باستمرار حين يحيط بحكمه الطفر.. وهي الفزاعة التي يكسب بواسطتها ود الغرب المعلقين عليه الآمال الكبرى لتخليصهم من هذا الكابوس “تنظيم القاعدة”.. هذه وقائع لا يستطيع احد إنكارها او التشكيك بصحتها.. ليش؟!


حين تبلغ هذه الجماعة ذروتها في العمل وبل وبداية مزاولتها له- بعد توقفها لفترة- إبان الحراك السلمي السلمي في جنوب اليمن تحديداً العام 2007م. والتي قامت بتلك العمليات الواسعة التي راح ضحيتها العشرات بل المئات من أبناء تلك المحافظات.. وحين تم قطع الطرق التي تصل العاصمة صنعاء ببقية المحافظات وشغل الحرابة التي قامت بها هذه الميليشيا ضد الوافدين من أبناء الشمال لترهيبهم وإفزاعهم بل وبث الكراهية العمياء ضد أبناء الجنوب من اجل تحريف مسار مطالبهم السلمية وحراكهم الذي حاول النظام جاهداً تحويله من اسم الحراك إلى اسم الانفصال ليخول لأجهزة قمعه الضرب بيد من حديد لكل من يطالب بحل القضية الجنوبية وحينها يكون النظام قد كسب تأييد أبناء الشمال حين قام ببث تلك الدعايات والافتراءات بحق مطالب أبناء الجنوب السلمية التي اطلق عليها- أي النظام- اسم المطالب الانفصالية..


ما يسمى بتنظيم القاعدة، وخلال بطولة خليجي عشرين المقامة في عدن وأبين والأخيرة يعتبرها النظام معقل التنظيم وطوال فترة البطولة لم يسمع عن أي تفجير او محاولة اغتيال او تقطع بتاتاً.. توقفت هذه الجماعة عن العمل قبل بداية البطولة بحوالي الأسبوعين وكأنها أخذت فترة إجازة للاستمتاع بالبطولة.. وغيرها الكثير من الوقائع.. وحدها الثورة هي من ستكشف حقيقة هذا التنظيم وهي وحدها ستقر بالحقيقة الوهمية لوجودها الفعلي على الأرض.. هي من ستثبت للعالم اجمع بأنها احد ميليشيا النظام المعتمدة رسمياً بقرار رئاسي يعمل به من تاريخ صدوره ولا ينشر في الجريدة الرسمية.


علي العبدلي.. الثابت اما وجه العدالة.


كيف نبدأ السرد لهذه الجريمة البشعة وهذا القاتل الطليق.. والضحايا الثلاثة الذين لقوا حتفهم فيها.. أب واثنان من أولاده كانوا يبيعون الحلوى في مدينة القبيطة على الطريق الرئيسي المؤدي لمدينة لحج.. جريمة اهتز لها وجدان اليمن اجمع.. والقاتل/ علي سيف العبدلي الذي يقطن حالياً في منزله القريب من مديرية حبيل جبر.. سنعود لسيرته.. ولكن لنأتي لتداول السلطة إعلاميا للحادثة.. جميع وسائل الإعلام الرسمية وقت الحادثة.. الانفصاليون في جنوب الوطن “أصحاب الحراك السلمي” يرتكبون جريمتهم البشعة في حق مواطنين عزل من أبناء محافظة تعز.. ويبدأ التوظيف الرسمي القذر لهذه الحادثة التي هي نفسها من قامت بارتكابها.. لتصب تلك الاتهامات التخوينية الانفصالية التي لم تستثن أحدا من أبناء الجنوب.. لتصعد السلطة قمعها.. وحين نأتي إلى القاتل..


علي سيف العبدلي ضابط في الجيش ما زال يستلم راتبه إلى حين كتابة التقرير.. المتهم الرئيسي بل والوحيد المرتكب لهذه الجريمة.. فر إلى جهة مجهولة بعد الحادثة ولكنه سرعان ما عاد.. وأجهزة الأمن توفر الحماية التامة للعبدلي.. مجلس النواب ممثلاً بحاشد “يشعل شعيل” .. والعبدلي يقطن ذلك المفرج القريب من الحادثة غير آبه بما يحدث.. ليختفي فيما بعد.. وبعد فترة غياب ومطالبات برلمانية بمعرفة مصيره لتقديمه إلى العدالة.. تأتي وزارة الداخلية مختالة ومفعمة بالنصر المزيف وتقول ” لقد تم القبض على القاتل العبدلي وقد مات والصورة هذه هي صورته” الصورة بالأعلى.. وحينها لم يصدق الناس ما تراه أعينهم من صورة تدعي وزارة الأمن أنها للقاتل العبدلي.. وما هي إلا فترة الشهر حتى يظهر العبدلي ويدلي بذاك الخطاب المطول مع صحيفة المصدر وجريدة الأمناء في آن.. ولسان حاله يقول ” أنا لست القاتل.. أنا ضد يمننة الجنوب وضد الوحدة أنا ضد الحزب الاشتراكي وضد المؤتمر، كيف اسلم نفسي للأمن وأنا لا اعترف بالدولة اليمنية، السلطة عرضت علي مبالغ مالية وترحيلي إلى الخارج لأقول بان القاتل الجهة الفلانية، وحان الآن للكفاح المسلح والعمل السياسي”..


يا هؤلاء على من تضحكون.. على الأقل اذا بليتم فاستتروا.. القاتل يصرح للصحافة وكأن براءته حق.. ووزارة الداخلية من جهتها تضحك على نفسها بالقول: تم القبض على القاتل العبدلي فقد عذبه الله اشد العذاب والصورة تشهد على هذا العذاب.. والمجرم إلى حين كتابة هذه السطور ما يزال طليقاً ينعم برغد العيش والضحايا يعيشون برزخهم والناجي الوحيد من هذه المجزرة يرى القاتل ولا حيلة لديه.. لكن إن شاء الله الثورة ستقتص من هذا السفاح وستكشف المستور عن تورط هذا النظام في هذه المجزرة.. حين يعترف العبدلي إلى أية جهة ينتمي.


طارق الفضلي.. النسب الوافي الانفصالي.


ربما طوال فترة الحراك لاسيما تلك التي صاحبتها حوادث التقطع والنهب وسفك الدماء في مختلف المحافظات الجنوبية والتي كانت تنسبها السلطة إلى أصحاب الحراك السلمي المشروع، كان الشيخ المجاهد/ طارق الفضلي- حينها- يرفع أعلام الانفصال وأمريكا وإسرائيل.. وكان يحشد الناس إلى أمام منزله لإلقاء تلك الخطب الرنانة اليومية التي يتحدث فيها عن تواصله المستمر مع الرئيس علي سالم البيض والعطاس وبعض من قيادات حركة تاج.. ومبشراً في نفس الوقت قرب موعد النصر بانفصال جنوب اليمن.. ليغيب من بعدها لفترة.. ومن ثم يعود.. يحرق العلم الأمريكي والإسرائيلي والعلم الجنوبي ويتوعد الحزب الاشتراكي بالانتقام لما لحق بمملكته السلطانية.. من ثم يغيب لفترة طويلة قبل أن يخرج يوم 11 فبراير فيما يسمى بيوم الغضب الجنوبي مرتدياً كفنه وحاملاً للمصحف لاستعداده حسب قوله الاستشهاد..


الشيخ طارق الفضلي هو احد القيادات اليمنية التي راحت للجهاد في دولة افغانستان مع بن لادن.. وعاد الى ارض الوطن ليشكل مجموعته الجهادية تنظيم القاعدة اليمني في ارض الجنوب.. الفضلي هو نسب دار الرئاسة عن طريق اللواء علي محسن الأحمر زوج شقيقة الشيخ المجاهد.. الفضلي تم بعثه إلى الجنوب من قبل القيادة السياسية إبان الحراك السلمي العام 2007م ويعلن البيان الأول من على قصره تبرؤه من المؤتمر الشعبي العام ولدولة اليمن!! بل ويزيد في ذلك توعده بدحر الحزب الاشتراكي اليمني انتقاماً لأجداده.. يا للهول.. من كان يرى الفضلي في تصريحاته وخطبه يخال له بأنه سيخلص الجنوب اليمني من الوحدة لا محالة وفي اسرع وقت..


الفضلي بعد ان انتهت مهمته لم يعد يسمع له “صوت”.. وكان يوم الـ 11 من فبراير هو اخر خروج له ليعلن استعداده للموت من اجل القضية الجنوبية التي لا يمت لمطالب أبنائها بصلة، والى الآن ومنذ قيام الثورة السلمية في اليمن والفضلي لا يعرف مكانه احد.. الثورة اليمنية باتت على مشارف النصر والفضلي وبعض أقرانه كطماح ومن شابههم ينتظرون الأوامر الرئاسية للقيام بأعمال قد تتطلب منهم خلال هذه الفترة.. لكن هيهات بات النصر قريباً وسيكشف المستور.. ولن يستطيع الفضلي وغيره تنفيذ اي مهمة قادمة كون الراجل راحل راحل..


تنظيم القاعدة في صعدة.. الخديعة المرعبة


لنعود قليلاً إلى الوراء تحديداً إلى الحرب السادسة في محافظة صعدة سبتمبر 2009م، وحينها كانت ليالي رمضان تعيش تلك الحرب التي شنتها سلطة صالح على الحوثيين.


مبرر السلطة للحرب.. حين تم اختطاف 11 مواطناً ألمانيا وكوريا من قبل مجموعة مسلحة لم يتم التعرف عليهم حينها.. لتصب السلطة جل اتهامها على الحوثيين الذين نفوا تلك التهمة بشدة.. وصالح حينها أعطى مهلة محددة للجماعة ما لم سيتم بدء الحرب.. وبالفعل بدأت الحرب واستمرت لفترة الشهر والنصف وراح ضحيتها المئات من أبناء المحافظة مع تدمير البنية التحتية بشكل مروع.


انتهت الحرب.. ما يسمى بتنظيم القاعدة يتبنى عملية الاختطاف التي قتل جميع المخطوفين عدا الطفلين الألمانيين اللذين تم تسليمها فيما بعد إلى السلطات السعودية..


تنظيم القاعدة في صعدة!! لم يستوعب هذا المسمى احد.. لتنكشف اللعبة فيما بعد.. بعد الحرب العليمي وبعض القيادات الأمنية تلتقي بهذه المليشيا المسلحة سراً.. على الحدود السعودية في محافظة الجوف.. والذي على إثره- اللقاء- تم تسليم الطفلين إلى السلطات السعودية التي بدورها قامت بترحيلهما إلى موطنهم الأصلي.. فما الذي حدث.. السلطة شنت حرب إبادة بحق أبناء صعدة بينما المجرم معروف لديها بل انه احد المليشيات الرسمية.


ومؤخراً حين لاذ الشيخ/ عثمان مجلي حليف السلطة بالفرار من محافظة صعدة جراء قيام الحوثي بشن حرب استمرت لأسبوع أيام الثورة الشعبية.. وحينها المصدر اون لاين يذكر في خبر عاجل له يقول “السيارة التي قامت بخطفهم.. موجودة بمنزل الشيخ/ عثمان مجلي”..


اين تنظيم القاعدة هذه الأيام الذي إن صح وجوده، يستطيع عمل الكثير نظراً للازمة الراهنة التي يعيشها اليمن.. لم يتبق إلا القليل.. الثورة ستكشف المستور وستعرف حقيقة ما يسمى “بتنظيم القاعدة”.


نقلا عن صحيفة حديث المدينة

زر الذهاب إلى الأعلى