أرشيف

خفوت التأييد الدولي لثورة اليمن

 يعتقد مراقبون أن ثورة اليمن السلمية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالحلم تحظ بالدعم والتأييد الكافيين على المستوى الإقليمي والدولي، كما حدث في ثورات تونس ومصر وليبيا. وكان الثوار اليمنيون قد دعوا الإدارة الأميركية إلى “مغادرة الغموض” واتخاذ موقف مساند للثورة اليمنية السلمية، والمطالبة الفورية للرئيس صالح “بالرحيل بما يتناغم مع حقوق الشعوب ومبادئ حقوق الإنسان ورفض الاستبداد والدكتاتوريات”.
 ويبدو أن الموقف الأميركي أصبح مقتنعا بضرورة رحيل الرئيس صالح، وهو ما كشفت عنه يوم الاثنين صحيفة نيويورك تايمز، التي ذكرت على لسان مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس أوباما غيرت مواقفها وتوصلت إلى أنه من غير المحتمل أن يقوم صالح بإحداث الإصلاحات المطلوبة في اليمن، وأنه يجب تسهيل خروجه من السلطة
.
غلابا لا استجداءً
من جانبه أكد القيادي بأحزاب اللقاء المشترك المعارضة محمد الصبري في حديث للجزيرة نت أن “الشعوب لا تستجدي الدعم من أحد، بل تنتزع الاعتراف بثوراتها انتزاعا”. وأشار إلى وجود “مؤشرات طيبة” من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تدعم خيار الشعب اليمني في التغيير، وهو الموقف الذي أعلنت عنه دول الخليج خصوصا قطر.
وقال الصبري إن السفير الأميركي بصنعاء يبحث بنفسه داخل القصر الرئاسي مع صالح عملية الانتقال السلمي للسلطة باليمن ويسعى لاتفاق على خارطة طريق لرحيل الرئيس، كما حدث الأسبوع الماضي، و”لكن علي صالح يكابر ويعاند ويريد إثارة الفوضى في البلاد”.
من ناحيته دعا المسؤول باللجنة الإعلامية بساحة التغيير الدكتور محمد العديل باسم شباب الثورة السفراء والدبلوماسيين الذين أعلنوا انضمامهم وتأييدهم للثورة السلمية إلى القيام بدورهم في حشد الدعم الدولي لثورة الشعب.
 وأهاب العديل في حديث للجزيرة نت بأحزاب اللقاء المشترك أن يؤدوا دورهم، من خلال علاقاتهم السياسية بالسفارات الأجنبية والعربية في صنعاء، وحثهم على دعم واضح لثورة الشعب اليمني وعدم البقاء في المنطقة الرمادية. كما أشاد بدور اليمنيين المقيمين بأميركا ودول أوروبا وفي الصين ودول شرق آسيا في تضامنهم وتفاعلهم مع ما يجري داخل اليمن ولمساندتهم لثورة التغيير المطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح.
وطالب جميع المغتربين اليمنيين بإيصال صوتهم المؤيد والمناصر لشباب الثورة السلمية من خلال المظاهرات والوقفات الاحتجاجية، والاستمرار والتصعيد في تحركهم للفت أنظار العالم تجاه ثورة اليمن.
ودعا العديل السفارات الأجنبية والعربية بصنعاء لنقل حقيقة الواقع باليمن لدولهم، وإدانة “أعمال القتل والعنف التي ترتكبها قوات الأمن بحق المتظاهرين والمعتصمين سلميا”. وفي السياق ذاته قال الباحث اليمني الدكتور سعيد عبد المؤمن إن قيادات أحزاب المشترك ومنظمات المجتمع المدني تعمل منذ فترة طويلة، وليس فقط منذ قيام ثورة الثالث من فبراير، على إيصال الحقيقة للعالم ومحاولة إيجاد الدعم للتغيير السلمي وتحقيق الإصلاح الشامل
.
صورة نمطية
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن “الاستجابة لدعوات تأييد ثورة اليمن السلمية كانت وما زالت ضعيفة بسبب الصورة السيئة التي انطبعت لدى الخارج عن اليمن وعن وجود القاعدة والحوثيين والمخاوف من الانفصال”. كما أشار إلى أن “بعض حكومات العالم تتخوف مما سيترتب على التغيير باليمن من عدم الاستقرار، وبالتالي تهديد مصالح دول العالم إذا ما ذهب النظام باعتبار أنه لا يوجد البديل المناسب، ولذا يحجم كثير من دول العالم عن دعم الثورة أو الإدانة الحقيقية للجرائم التي ترتكبها السلطة القائمة”.
واعتبر عبد المؤمن أن الدول الكبرى كالولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لن تغامر باتخاذ بعض الإجراءات التي تغضب الرئيس علي صالح ما دامت مقتنعة بأنه الطرف الأقوى في اليمن، حرصا على مصالحها، ولكن عندما يتأكد لها أن التغيير سوف يفيدها فستغير موقفها وستتخلى عنه. واستبعد الباحث اليمني أن تؤثر الاتصالات الدبلوماسية وجهود قيادة أحزاب المشترك المعارضة في إحداث تأثير كبير على المجتمع الدولي حتى تستطيع الثورة الشبابية إحداث انتصارات كبيرة على السلطة.



المصدر:الجزيرة – عبده عايش 

زر الذهاب إلى الأعلى