أرشيف

المقطري : قتل واجتياح مرعب للساحة وضحكات هستيرية للمعتدين وسط ركام الخيام المحترقة

قالت الناشطة في ساحة الحرية بتعز بشرى المقطري في حديثها عن يوم اقتحام الساحة بالمحافظة إن الناس كانوا يموتون في كل مكان ولم يكن هناك أي شيء يمكن للشباب القيام به.

ونقلت مجلة نيويورك تايمز الأمريكية عن المقطري روايتها عن اليوم المشؤوم في تعز..

أن في عصر ذلك اليوم كانت واقفة في حشد تجمع أمام مبنى الأمن العام بالمدينة وسمعت أصوات عالية جداً، لقد رأت ضباطاً على سطح المبنى لم يكونوا يلقون بالحجارة كما كان الحال عليه سابقاً بل كانوا يطلقون الرصاص على الحشد بشكل متواصل في غضون دقائق قتل ما لا يقل عن أربعة متظاهرين وجرح نحو (60) آخرين.

وأشارت المقطري إلى أنه وعند الساعة 11 مساء كانت النيران تجتاح الساحة بأكملها وظلت مستعرة لعدة ساعات إذ اقتحم الضباط مستشفى محلي وعدة عيادات ميدانية حيث كان المتظاهرون يتلقون العلاج فأطلقوا عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي واعتقلوا الأطباء والممرضين.. البعض كان يغرز فوهات البنادق في جروح المتظاهرين وآخرون كانوا يضحكون بهستيريا، كما لو كانوا يتعاطون مخدرات هذا هو الوصف الذي سردته بشرى وغيرها من المحتجين للمجلة الأمريكية الذين أضافوا أنه وفي صباح اليوم التالي وسط بقايا الخيام المتفحمة، شخص خربش على هتافات المتظاهرين المكتوبة في الجدار، كاتباً بسخرية “النظام يريد إسقاط الشعب”.

وأضافت : ” إنهم يهاجموننا يومياً مستهدفين منازل الناشطين ويعتقلون الناس ولو أنهم يضغطون علينا ويدفعوننا لممارسة العنف، لكننا لن نكون مثلهم إنهم يريدون تحويل الثورة إلى حرب قبلية وهذا سوف يمزق البلاد.

وتتهم بشرى النظام بالقيام على مدى ثلاثة عقود بتجريد المدينة من رأس المال وتركيزه على رعاية شبكته للمحسوبية في صنعاء، وتقول” إن الأمر أشبه بنوع من العنصرية إنه يريد من تعز أن تعاني. لافتة إلى أن الشباب أرادوا أن يظهروا أن حب الوطن ليس مرتبطاً بالنظام.

وتابعت بشرى – حسب المجلة الأمريكية- إن الاحتجاجات في تعز بدأت في يناير الماضي عندما كانت مجموعة من اليساريين الشباب ملهمين مثل نظرائهم في مصر بالثورة التونسية والذين معظمهم كانوا محبطين من أحزاب المعارضة السياسية في اليمن، التي دخلت في صفقات مع صالح من أجل الحفاظ على حصتها التافهة من السلطة.

وقالت : ” لم نكن نتوقع انضمام الكثير من الناس إلينا” يبدو أن تعز هي بذرة الروح لكل اليمن، لقد أصبح التعزيون في صلب الحركات الاحتجاجية المحلية في عدة مدن أخرى، بما فيها العاصمة صنعاء.

زر الذهاب إلى الأعلى