أرشيف

مخاوف أمنية باليمن خلال رمضان

حذر ناشطون من مخاوف أمنية تحيط بالثورة اليمنية خلال شهر رمضان المبارك في وقت تواصل فيه الأزمة السياسية حالة من الجمود في غياب حل واضح بسبب تمسك جميع الأطراف بمواقفها المعلنة.

  فقد نقل مراسل الجزيرة نت في صنعاء عبده عايش عن ناشطين في ساحة التغيير مخاوفهم من احتمال تأثر الثورة بأجواء رمضان المبارك باعتباره شهرا روحانيا عادة ما يكرس للعبادات وتتعاظم فيه موجة التفاؤل بقرب تحقيق الانتصار وإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح.

   وأوضح الناشط اليمني وليد العماري أن شباب الثورة لن يتأثروا بشهر رمضان ولا بتغير فصول السنة، مؤكدا أن شباب الثورة ثابتون على موقفهم “في ساحات الحرية والتغيير في العاصمة صنعاء وباقي المحافظات اليمنية”.

  تهديدات أمنية

 وحول ما يتصل بالتهديدات الأمنية، قال العماري إن شباب الثورة لن يتخلوا عن نهجهم السلمي لكنه لم يستبعد أن يدفع النظام بقواته الأمنية ومناصريه لمحاولة اقتحام ساحة التغيير وجر شباب الثورة إلى مربع العنف.

   وفي هذا السياق، تحدث الناشط بساحة التغيير المحامي عبد الرحمن برمان عن محاولة الأجهزة الأمنية حشد مسلحين قبليين وعناصر الشرطة السرية ومسلحين بزي مدني حول عدد من المداخل والشوارع المؤدية لساحة التغيير.   وقال برمان في حديث للجزيرة نت إن “بقايا النظام الأمنية والعسكرية تسعى لإخلاء ساحة التغيير قبل حلول شهر رمضان” وتقوم بحملة تحريض إعلامية ضد المعتصمين.  

 تحذيرات متبادلة

 ولفت مراسل الجزيرة نت في صنعاء إلى أن وسائل إعلام حكومية كانت نشرت تحذيرات بإخلاء ساحة التغيير بصنعاء، وزعمت أن أهالي الأحياء المحيطة بساحة التغيير أمهلوا المعتصمين أسبوعا لإخلاء الساحة، محذرين من عواقب تجاهل هذا التحذير، وترافق ذلك مع تردد معلومات عن مخطط أمني باقتحام ساحة التغيير بالقوة.  

 كما أشار المراسل إلى أن زعيم قبائل حاشد الشيخ صادق الأحمر هدد من جانبه بأن القبائل اليمنية لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي هجوم تتعرض له ساحة التغيير.  

 في الأثناء، عززت قوات الفرقة الأولى مدرع -التي يقودها علي محسن الأحمر المنشق عن النظام- من انتشارها في المداخل والشوارع المحيطة بساحة التغيير، وشددت من إجراءات التفتيش للأفراد الزائرين للساحة، وأغلقت مداخل الكثير من الشوارع الفرعية المؤدية إلى ساحة التغيير.

  وكانت ساحة التغيير بصنعاء قد تعرضت لهجمات دامية ومحاولات اقتحام عديدة، كان أبرزها “مجزرة جمعة الكرامة” يوم 18 مارس/آذار الماضي عندما سقط 59 قتيلا ومئات الجرحى برصاص قناصة استهدفوا المعتصمين عقب صلاة الجمعة.  

الحراك السياسي

وعلى المستوى السياسي، بحث وزير الخارجية اليمني أبو بكر عبد الله القربي -الذي يزور بريطانيا حاليا- خلال لقائه بممثل منظمة العفو الدولية بلندن كلوديو كوردون، والمدير العام للبحوث والبرامج الإقليمية دينا المأمون تطورات الأزمة السياسية الراهنة.

  وتناول اللقاء الذي عقد الأربعاء في لندن، الجهود المبذولة للتوصل إلى حل للأزمة السياسية وآفاق الحلول المرجوة على ضوء المبادرة الخليجية وبيان مجلس الأمن الذي دعا مؤخرا الأطراف السياسية اليمنية إلى عقد جلسات حوار لحل الأزمة.   بيد أن القربي وفي مقابلة خاصة مع وكالة رويترز للأنباء نشرت الأربعاء، أكد أن الرئيس علي صالح أبلغه شخصيا وفي أكثر من مناسبة باستعداده لتسليم السلطة في أي وقت شريطة إجراء انتخابات مبكرة والالتزام بالدستور، لافتا إلى أن العقدة الحقيقية تمثل باتفاق حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم مع أحزاب المعارضة على موعد إجراء انتخابات مبكرة.

  العقدة الزمنية

 ولفت إلى أن الجدول الزمني لنقل السلطة الذي حدده اتفاق توسطت فيه دول الخليج وواشنطن تحت اسم المبادرة الخليجية لم يكن واقعيا عندما نص على ثلاثين يوما لتشكيل حكومة وحدة وطنية على أن يستقيل الرئيس بعد ذلك وتجرى انتخابات في غضون 60 يوما.  

 وقال القربي إنه ثبتت صعوبة تنفيذ البند الخاص بإجراء انتخابات عامة خلال ستين يوما، موضحا أن البلاد -إذا استقال الرئيس صالح ولم تتمكن من إجراء انتخابات خلال المهلة المحددة- ستدخل في فراغ دستوري لا يمكن التكهن بتداعياته.   وحذر الوزير اليمني من أن تنظيم القاعدة هو المستفيد الأكبر من الفوضى في اليمن، مشيرا إلى أن التنظيم حشد أعضاءه وحاول السيطرة على محافظة أبين في الجنوب، وشدد على أن الفشل في الوصول إلى اتفاق سياسي سيؤدي إلى كارثة وربما حرب أهلية تقود البلاد إلى التقسيم.

المصدر: الجزيرة – وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى