الحزب الحاكم في اليمن يحذر من حرب شاملة ويعرض الحوار وتوتر أمني حاد في تعز وحجة بعد مواجهات متقطعة
استبقت القوات العسكرية والأمنية الموالية للنظام في اليمن دعوة المعارضة أنصارها إلى بدء مرحلة الحسم الثوري، بانتشار عسكري وأمني لافت في العاصمة صنعاء، بالتزامن مع اغلاق مداخل ومخارج المدينة، فيما شهدت صنعاء وتعز وإب وذمار وحجة مسيرات حاشدة تلبية لدعوة المجلس الوطني للمعارضة للحسم الثوري، ولم تتورع القوات الأمنية عن استخدام الرصاص الحي لتفريق المظاهرات حيث سقط 4 جرحى في صنعاء، والعشرات في تعز التي تعرضت لقصف عنيف، و3 جرحى في حجة اثنان منهم في حالة حرجة . في وقت طمأن وزير الخارجية أبوبكر القربي سفراء الدول الخليجية والغربية الذين التقاهم في صنعاء أن الأوضاع في اليمن تحت السيطرة، مؤكداً حرص الرئيس علي عبدالله صالح على الخيار السلمي لحل الأزمة اليمنية، فيما حذر حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم مما أسماها “عواقب النهج التصعيدي” لأحزاب المعارضة، واتهمت وزارة الداخلية أولاد الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر وحزب التجمع للاصلاح (اخوان مسلمين) بالتخطيط لتفجير الموقف عسكرياً في العاصمة صنعاء .
الحزب الحاكم في اليمن يحذر من حرب شاملة ويعرض الحوار
مسيرات في عدد من المناطق اليمنية تطالب بالحسم الثوري
صنعاء – “الخليج”:
سيرت المعارضة اليمنية، المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح، مسيرات عدة يوم أمس الأحد في إطار الدعوة التي دعا إليها المجلس الوطني واللجنة التنظيمية لشباب الثورة التي تبنت البرنامج التصعيدي للمطالبة بإسقاط صالح، حيث تظاهر عشرات الآلاف في محافظة إب (وسط) مرددين هتافات تطالب بالتصعيد الثوري والتخلص من بقايا النظام .
ونظم المتظاهرون وقفة احتجاجية أسموها “وقفة الإنذار” أمام مبنى المجمع الحكومي للمحافظة، وسط انتشار من قبل قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري التي تحرس المبنى، قبل أن يجوب المتظاهرون شوارع مدينة إب مرددين هتافات تطالب بسقوط صالح .
وشارك الآلاف في مسيرات مشابهة في مدينة ذمار، جنوبي العاصمة صنعاء، التي شهدت استنفاراً أمنياً غير مسبوق حيث شوهدت تعزيزات عسكرية ومصفحات وأطقم موجودة أمام مبنى المجمع الحكومي للمحافظة، وعند تقاطع المنزل، إضافة إلى انتشار أطقم من شرطة النجدة أمام منزل المحافظ .
وصدر عن المسيرة بيان حيا شباب الثورة الذين خرجوا في الساحة تلبية لنداء التصعيد الثوري، ودعا المجلس الوطني لقوى الثورة اليمنية إلى القيام بدوره في قيادة الثورة نحو “الحسم” الذي قال إنه “بات وشيكاً” .
من جهة أخرى حذر حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن مما سماها “عواقب النهج التصعيدي” لأحزاب اللقاء المشترك، من خلال الزج بالشباب لتنفيذ مخططاتهم بالاعتداء على المؤسسات العامة والخاصة وقطع الطرقات وإثارة الرعب في الأحياء السكنية وممارسة الفوضى والعنف واستقدام عناصر ومليشيات متطرفة من بعض المحافظات إلى العاصمة صنعاء، والذي يشير إلى سوء النوايا واستخدام الشباب وقوداً ومادة للترويج الإعلامي لمشروعهم الانقلابي والوصول إلى السلطة على حساب الدم اليمني .
وحمل المؤتمر قيادات المشترك المعارض المسؤولية الكاملة لما قد ينتج عن تلك الممارسات من عواقب سواء للشباب أو المواطنين من سكان الأحياء أو أصحاب المحال التجارية وأعمال تخريب للبنى التحتية، لكنه أبدى استعداده للحوار حول آلية تنفيذ المبادرة الخليجية .
وقللت مصادر في الحزب من أهمية التهديدات التي أطلقها المعتصمون في ساحة التغيير بصنعاء بنقل الفعاليات الثورية من الساحات إلى الأحياء السكنية بالعاصمة . واعتبرت أن مثل هذا الإجراء سبق تجريبه من قبل المعتصمين بالساحة والقوى الأخرى المناوئة للنظام وقوبل بردود فعل حادة وغاضبة من قبل سكان الأحياء المجاورة لساحة التغيير .
ودشن ناشطون من أنصار حزب المؤتمر الشعبي الحاكم حملة موسعة داخل العديد من الأحياء المجاورة لساحة التغيير مثل حي الإذاعة والميثاق والأحياء المتفرعة من شارع العدل لحشد الأصوات الرافضة لاستمرار مخيم الاعتصام في ساحة التغيير وتسجيل أسماء الراغبين في الاشتراك بمخيمات اعتصامية مصغرة سيتم نصبها خلال الأيام القليلة المقبلة في أحياء متفرقة محيطة بساحة التغيير .
توتر أمني حاد في تعز وحجة بعد مواجهات متقطعة
“الحرس الجمهوري” يمنع الدخول والخروج من صنعاء
صنعاء – أبوبكر عبدالله:
شهدت العاصمة اليمنية صنعاء وعدد آخر من المناطق خلال اليومين الماضيين، مظاهر عسكرية تنبئ بانفجار مواجهات شاملة بين القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح والقوات المناوئة له في أي لحظة، حيث انتشرت في العاصمة صنعاء قوات مسلحة للجانبين، من بينها قوات لمكافحة الشغب، تزامناً مع دعوات للتصعيد والحسم الثوري، التي دعا إليها المجلس الوطني لقوى الثورة الشعبية واللجنة التنظيمية لشباب الثورة، فيما حلق يوم أمس الأحد الطيران العسكري فوق أجزاء من مناطق العاصمة صنعاء ومنطقة أرحب، شمالاً .
وشوهدت تعزيزات عسكرية كبيرة في العاصمة صنعاء، تمثلت بناقلات جند ومدرعات لقوات الأمن المركزي في شارع الزراعة وبنك الدم، وفي شارع الزبيري، فيما انتشر مسلحون بلباس مدني في مدرسة عائشة للبنات مقابل ساحة التغيير، حيث يعتصم الآلاف من المطالبين بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح، كما انتشرت قوات الحرس الجمهوري في مداخل العاصمة وبالقرب من دار الرئاسة بميدان السبعين، حيث تم إغلاق المنطقة المؤدية إلى دار الرئاسة بشكل كامل .
وكثفت قوات الفرقة الأولى مدرع، التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر من النقاط على خط الستين والأحياء القريبة من ساحة الاعتصام ومقر قيادة الفرقة تحسباً لتمدد مماثل من قوات الحرس الجمهوري التي بدأت استعدادات لمواجهات شاملة .
وأغلقت السلطات الأمنية المداخل كافة المؤدية إلى العاصمة صنعاء بعد إعلان المناوئين للرئيس صالح في ساحات التغيير خيار التصعيد الثوري، حيث منعت قوات الحرس الجمهوري في المنافذ المؤدية إلى صنعاء دخول المواطنين إلى العاصمة، وقامت بإجبار المسافرين على العودة، فيما سمحت بالخروج منها، بناءً على توجيهات من نجل الرئيس صالح .
من جهة أخرى شهدت محافظة تعز، جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء، أمس (الأحد) توتراً أمنياً حاداً بعد مواجهات متقطعة بين قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس علي عبدالله صالح ومسلحين مؤيدين للثوار، تلتها تظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين، الذين جابوا الشوارع مرددين هتافات تطالب بإسقاط النظام ومحاكمة الرئيس وأفراد عائلته وتطالب بالحسم الثوري، كما رفعوا لافتات تؤكد سلمية الثورة حتى تحقيق جميع أهدافها .
وتعرضت تعز في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية لقصف عنيف من قبل قوات الحرس الجمهوري، والتي استهدفت أجزاء كبيرة من شارع الستين وساحة الحرية وغيرها من المناطق، ما ينذر بمواجهات شاملة .
وأصيب ثلاثة شبان في ساحة الحرية بمحافظة حجة الشمالية، اثنان منهم في حال حرجة نتيجة قنبلة هجومية ألقاها مجهولون على الساحة حيث كان يحتشد آلاف المحتجين المناهضين لنظام صالح .
المصدر: جريدة الخليج الضبيانية