تدشين المجلس الوطني لمرحلة الحسم الثوري يواجه بتصعيد عسكري وانتشار أمني غير مسبوق
عاشت العاصمة اليمنية صنعاء أمس حالة طوارئ وتصعيد عسكري وأمني غير مسبوق من قبل النظام مع تدشين المجلس الوطني لأولى خطوات التصعيد الثوري، عبر مسيرات سلمية حاشدة شملت مختلف المدن اليمنية.
وقام النظام بردة فاعل وصفت بـ « الجنونية » إثر القلق البالغ الذي اعتراه منذ إعلان المجلس الوطني اعتزامه تدشين مرحلة التصعيد الثوري، والتي انطلقت أمس في أغلب المدن اليمنية، وفي مقدمتها العاصمة صنعاء، عبر مسيرات ضخمة تطالب بسرعة الحسم الثوري.
وكانت مسيرة صنعاء أكثر وقعا على النظام إثر رفع المتظاهرين لهتافات (يا صنعاء ثوري، ثوري.. نحو القصر الجمهوري) والتي قابلها أتباع النظام بتصعيد أمني وعسكري ، بنشر أعداد هائلة جدا من القوات الأمنية والعسكرية في مداخل المدينة والشوارع الرئيسية فيها وبالذات المحيطة بساحة التغيير، التي يرابط فيها المعتصمون.
وقد لوحظ رجال الأمن لأول مرة في صنعاء يحملون أسلحة ثقيلة وقذائف آر بي جي، وصواريخ محمولة، يعتقد أنها صواريخ لو، في محيط ساحة التغيير، في خطوة ربما تنبىء عن اعتزام النظام استخدام القوة ضد المتظاهرين، وفض الاعتصامات المستمرة منذ نحو سبعة أشهر والمصممة على الاستمرار حتى إسقاط النظام.
شرارة التصعيد العسكري من قبل قوات النظام انطلقت من مدينة تعز حيث شهدت في اليومين الماضيين مواجهات عسكرية وقصفا عسكريا كثيفا على أحياء عديدة من المدينة، في محاولة منها لمحاصرة المسلحين القبليين المناصرين لشباب الثورة الذين تطوعوا للدفاع وحماية شباب الثورة من أي هجوم تقوم به القوات الحكومية، خاصة بعد أن قامت القوات الحكومية باقتحام ساحة الحرية بتعز قبل بضعة أشهر وإحراق المعتصمين فيها بمن فيهم معتصمون معوقون.
« وانطلقت شرارة التصعيد الثوري من قبل شباب الثورة الشعبية أمس عبر مسيرات تصعيدية في كل أرجاء اليمن تطالب بـ(إحلال سلطة الشرعية الثورية) و(إسقاط بقايا النظام العائلي) حسب شعاراتها، وردد متظاهرو صنعاء هتافات لأول مرة تطالب بمحاكمة الرئيس علي صالح وأبنائه، كما طالبت » الفئة الصامتة بالانضمام إلى مسيرة الثورة الشعبية والمشاركة في شرف الحسم الثوري.
وانقسمت مسيرة صنعاء إلى قسمين، قسم منها تحرك من ساحة التغيير مرورا بشارع الستين إلى جوار بيت نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي ثم عادوا عبر شارع عشرين إلى ساحة التغيير، وهذا القسم تحرك حسب المسار المرسوم من قبل اللجنة التنظيمية للمسيرة، بينما أصر قسم آخر من المسيرة على مواصلة التظاهر نحو منطقة السبعين، حيث مقر دار الرئاسة، وهو ما قابلته القوات الحكومية والبلاطجة المسلحون بالرصاص الحي الكثيف في تقاطع شارع الستين ـ شارع الزبيري بمنطقة عصر، حيث سقط العديد من الجرحى.
ورفعت الأجهزة الأمنية والقوات العسكرية الموالية لنظام صالح الجاهزية إلى أعلى مستوى، في خطوة أكدت العديد من المصادر نوايا ابناء عائلة صالح من القيادات العسكرية استخدام القوة ضد المتظاهرين ومحاولة فض الاعتصامات بقوة السلاح، وهي الخطوة التي قد تؤدي بالبلد إلى خوض مواجهات دامية وربما تقود إلى حرب أهلية شاملة.
« وعلمت » القدس العربي أن أبناء عائلة صالح أبلغوا السفارة الأمريكية والبعثات الدبلوماسية الأوروبية وكذلك نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي عزمهم استخدام القوة ضد المتظاهرين، الذين اعتبروهم متمردين على الشرعية، وهي خطوة جديدة في مسار الثورة، التي اعترف بها صالح، ودعا مرارا الى الحوار مع المتظاهرين وقوى المعارضة للخروج بأقل الخسائر.
وكانت قوات النظام قامت بإغلاق كافة الطرق والمنافذ المؤدية إلى العاصمة صنعاء من جميع المدن منذ أمس الأول، وعلقت آلاف السيارات في مداخل العاصمة صنعاء، ولم تسمح القوات الحكومية بمرور أي أحد بما فيها جنائز الموتى وسيارات الحوامل اللواتي واجهن أعراض الولادة، وسيارات العرسان.
وانتقد العديد من الجهات قيام النظام بهذه الخطوة غير المسبوقة والتي تتسبب في مآس إنسانية ولا تحقق الأغراض التي من أجلها قام النظام بتنفيذ هذه الخطوة، والتي قد تؤدي إلى نتائج عكسية تدفع بالعالقين عند مداخل المدينة إلى الانضمام إلى شباب الثورة انتقاما من النظام.
« المصدر: » القدس العربي ـ خالد الحمادي: