هيومان رايتس ووتش: الاسلحة الثقيلة منتشرة في ليبيا دون تأمين
لندن (رويترز) – قالت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان يوم الثلاثاء ان كميات كبيرة من الاسلحة بما في ذلك صواريخ أرض جو يمكن ان تستخدم لاسقاط طائرات ركاب ما زالت منتشرة دون حراسة في انحاء ليبيا بعد أكثر من شهرين على الاطاحة بمعمر القذافي.
وقالت المنظمة التي مقرها نيويورك انها رصدت موقعين قرب سرت مسقط رأس القذافي يحتويان على صواريخ أرض جو وقذائف مضادة للدبابات وقذائف مورتر وذخيرة والالاف من الاسلحة الجوية الموجهة وغير الموجهة.
وقال بيتر بوكيرت مدير الطوارئ بالمنظمة في بيان “يمكن أن تسقط الصواريخ أرض جو الطائرات المدنية ويمكن تحويل المتفجرات بسهولة الى سيارات ملغومة أو عبوات ناسفة مثل التي قتلت الالاف في العراق وأفغانستان.”
وأضاف أن هيومان رايتس ووتش كانت قد حذرت زعماء المجلس الوطني الانتقالي وأنصاره في حلف شمال الاطلسي منذ شهور بشأن مخزونات من السلاح لا تخضع لاي تأمين كانت تتعرض لعمليات سطو بشكل منتظم.
ومضى يقول “بعد انتهاء القتال الان يجب أن تكون من أكبر أولويات المجلس الوطني الانتقالي تأمين مخازن الاسلحة والسيطرة على تدفق السلاح في البلاد.”
وألزم المجلس الوطني الانتقالي نفسه علنا بتأمين ترسانات الاسلحة التي تعود لعهد القذافي.
وألقي القبض على القذافي وقتل في ملابسات غامضة يوم الخميس عندما سيطرت القوات الموالية للمجلس الوطني الانتقالي على سرت التي كانت اخر معقل للقوات الموالية له وبعد ذلك أعلن زعماء المجلس الوطني الانتقالي ” تحرير” كل الاراضي الليبية.
لكن ترك الاسلحة التي تعود لعهد القذافي أو التخلي عنها أثار مخاوف دولية من ان مثل هذه الاسلحة ربما تضر بأمن المنطقة في حالة سقوطها في أيدي متشددين اسلاميين او متمردين ينشطون في شمال افريقيا.
ويرى البعض أيضا ان احتمال حصول فلول من الموالين للقذافي أو اخرين مستاءين من المجلس الوطني الانتقالي ربما يستخدمون الاسلحة في شن حرب عصابات مما يحبط جهود تشكيل حكومة فعالة واستئناف انتاج النفط في ليبيا.
وقالت هيومان رايتس ووتش ان خبراء أمريكيين يساعدون المجلس الوطني الانتقالي في تحديد أماكن الصواريخ أرض جو كما عرضت مع كندا تقديم أموال لمساعدة ليبيا على تدمير الاسلحة.
ووصفت هيومان رايتس ووتش مشاهد لمقاتلي المجلس الوطني الانتقالي وهم يستعدون لنقل أسلحة من بينها سبعة صواريخ أرض جو طراز (اس.ايه-24) وهي من أكثر الصواريخ الروسية تقدما الى قاعدتهم في مصراتة.
وفي أحد المواقع فقد نحو 28 صاروخا طراز (اس.ايه-24) الى جانب بنادق الية. وقالت المنظمة انه في موقع اخر وجدت منشأة لتخزين الذخيرة منهوبة كما عثر على حاويات قذائف صاروخية وقذائف مضادة للطائرات وغيرها من الذخيرة متناثرة في الصحراء.
وقال بوكيرت “تشير الادلة في هذين الموقعين الى أنه ليس هناك وقت لنضيعه.”
وفي سبتمبر أيلول قارن بوكيرت بين ما يحدث في ليبيا والوضع في العراق عندما تعرضت مخازن تركها الجنود الفارين الموالين لصدام حسين بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 للنهب واستخدم المتشددون الاسلحة لصنع قنابل لتنفيذ عمليات انتحارية.