صالح يعود بلا صلاحيات ويعفو مع “استثناءات”
خالف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح توقعات المراقبين وعاد إلى صنعاء بشكل مفاجئ، وافتتح نشاطه، أمس، بلقاء ضم قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، معلناً العفو والصفح عمن ارتكبوا حوادث جنائية باستثناء من قاموا بالهجوم عليه في جامع دار الرئاسة؛ في وقت أصدر نائب الرئيس عبدربه منصور هادي قراراً رئاسياً بتكليف المعارض محمد سالم باسندوه تشكيل حكومة وفاق وطني في ثاني مرسوم بعد دعوته إلى إجراء الانتخابات الرئاسية في شهر فبراير/ شباط المقبل .
وكان صالح عاد في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية في مخالفة لتوقعات العديد من المراقبين والقيادات الدولية من أبرزهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي أعلن يوم توقيع صالح على المبادرة الخليجية، أنه سيغادر إلى نيويورك لتلقي العلاج .
وأعلن صالح العفو العام عن كل من ارتكب حماقات خلال الأزمة ما عدا المتورطين في جرائم جنائية، وفي حادث تفجير مسجد دار الرئاسة في الثالث من شهر يونيو/ حزيران الماضي، الذي قال إنهم سيحالون إلى العدالة سواء كانوا جماعات أو أحزاباً أو أفراداً، حيث تتهم قيادات في الحزب الحاكم اللواء علي محسن الأحمر الموالي للثوار ، والزعيم القبلي الشيخ حميد الأحمر بالتورط في المحاولة .
وفيما دعا صالح أنصاره إلى “مواجهة كل أعداء الوطن ووحدته وأمنه واستقراره”، تمنى أن تجد المبادرة الخليجية “طريقها إلى التنفيذ من دون تلكؤ أو عرقلة، ومن دون إيجاد ذرائع لتنفيذ هذه المبادرة والآلية باعتبارها منظومة متكاملة، على حد تعبيره، قائلاً إن الأحداث تتجه نحو الهدوء، وطالب بعدم الاعتداء على المعسكرات أو قطع الطرقات والاعتداء على أبراج الكهرباء من قبل من وصفهم ب”أعداء الشعب” .
وعن الدعوة إلى انفصال الجنوب عن الشمال، قال صالح إن “الذين يمنون أنفسهم بأجندة غير مقبولة بعد تحقيق الوحدة، يبحثون عن دور تجاوزه الشعب اليمني” .
من جهة ثانية قالت حورية مشهور، المتحدثة باسم المجلس الوطني لقوى الثورة إن ما يقوم به صالح من نشاطات وإصدار قرارات عفو وغيرها “مخالف للمبادرة الخليجية لأن الرئيس نقل صلاحياته إلى نائبه بموجب هذه المبادرة، ولا يحق له وليست لديه أية صلاحيات أو قدرة على اتخاذ قرارات من هذا النوع” .
وكان الناطق الرسمي للحكومة اليمنية عبده الجندي قد أكد في مؤتمر صحفي أن الرئيس صالح بتوقيعه على المبادرة يكون أول رئيس ينتقل من السلطة إلى المعارضة، وسط استمرار التظاهرات من قبل شباب الثورة للمطالبة بمحاكمته؛ في وقت استمرت مظاهر التوتر الأمني تهيمن على الحياة في العاصمة صنعاء وتعز التي سقط فيها قتيل وعدد آخر من الجرحى في قصف لقوات الحرس الجمهوري على عدد من أحيائها، كما سقط عشرات القتلى والجرحى في مواجهات دامية بين جماعة الحوثيين وطلاب دار الحديث في منطقة دماج في محافظة صعدة، شمالي البلاد .