أخبار وتقارير

زيارة ترضية كبرى لقطر

 

قالت مصادر سياسية لـ"الأولى" إن زيارة هادي والوفد المرافق له لقطر وأميرها هي بالدرجة الأولى "زيارة ترضية" من جانب الرئيس هادئ والقوى السياسية الموقعة على المبادرة الخليجية, وهي المبادرة التي كانت قطر قد أعلنت انسحابها منها قبيل توقيعها في الرياض في نوفمبر العام الماضي.

وتوقعت هذه المصادر أن يكون اللواء علي محسن الأحمر هو "مهندس" هذه الزيارة باعتبار الحلف الذي تعزز بينه وبين الدوحة خلال عام الأزمة السياسية 2011.

وجاءت الزيارة في ظل حالة التجاذب والاستقطاب القائمة في اليمن بين القوى الإقليمية والدولية, ومن شأنها أن تعد أحدث رسائل هادي إلى معسكر "قطر-السعودية" بكونه ضمن المعسكر خصوصاً بعد مواقفه (هادي) التصعيدية ضد طهران, التي كان آخرها قراره بعدم استقبال مبعوث الرئيس الإيراني احمدي نجاد إلى صنعاء, الأسبوع الماضي, وبعد أيام على الدعوة التي أطلقها لإيران بـ "التوقف عن التدخل في اليمن".

وكانت الدوحة قد استقبلت بفتور شديد زيارة نفذها إليها رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوة , في شهر إبريل الماضي, حيث عاد باسندوة من الزيارة بنتائج مخيبة , خصوصاً بعد رفض أمير قطر وولي عهده استقباله, وفهم الموقف القطري حينها بأنه امتداد الموقف القطري غير المتحمس لنتائج المبادرة الخليجية.

وتعاملت قطر مع الرئيس هادي منذ انتخابه رئيساً بفتور أيضا باعتبار رئاسته أحد مخرجات المبادرة التي انسحبت منها الدوحة رداً على اتهامات وجهها إليها جناح الرئيس السابق علي عبد الله صالح, في حينه, بالتدخل في شؤون اليمن, كما جاء انسحاب الدوحة بعد إسقاط دول مجلس التعاون الخليجي الصيغة التي أعدتها قطر, وتضمنت في بندها الأول النص على رحيل علي عبد الله صالح من السلطة" وحين جرى تعديل هذا البند بالتزامن مع مهاجمة نظام صالح للدوحة, أعلنت قطر انسحابها .

ولم تعلن الدوحة بفعل ذلك أية مساهمة لدعم التنمية في اليمن, في الوقت الذي أعلنت فيه السعودية منح الحكومة اليمنية 4 مليارات دولار.
زيارة عبد ربه منصور هادي برفقة اللواء علي محسن, على الأرجح, حملت محاولة طمأنة للأمير القطري بأن عبد ربه هو الآن أبعد عن التحالف مع الرئيس السابق صالح, وأقرب على حلفاء قطر (وعلى رأسهم محسن) , إضافة إلى إقناع الشيخ آل ثاني بأن كل شركاء المبادرة الخليجية ليسوا بعيداً عن المواقف القطرية فيما يتعلق بالشأن اليمني, أو ما يتعلق بالربيع العربي بشكل عام, وضمنه الصراع لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد ومواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وفي هذا السياق, كان لافتا أن الطرف الوحيد من الموقعين على المبادرة الخليجية, والذي غاب عن التمثيل في وفد عبد ربه منصور, هو أمين عام حزب الحق حسن زيد المصنف كشخصية قريبة من تيار الحوثيين.

ولم يعلق زيد على استبعاده من الزيارة, لكنه أدلى بتصريحات لصحيفة "السياسية" اعتبر إن اصطحاب هادي للواء الأحمر تعبير عن المكانة التي يحظى بها اللواء الأحمر لدى الرئيس هادي ولدى قطر على السواء.

وقال زيد إن "رفقة اللواء الأحمر مريحة ومطمئنة لهادي لان الأخير يقع تحت حماية الأول في ميدان الستين بصنعاء, وخاصة في ظل التوتر العسكري في محيط مطار صنعاء الدولي".

وأضاف أن لعلي محسن مكانة خاصة في نفس هادي, وتتوقع له دورا سياسيا مستقبليا كبيراً وليس عسكرياً وخاصة وأن الفريق الذي رافق الرئيس هادي كان سياسياً"
وأشار إلى أن مرافقة اللواء الأحمر للرئيس تعطي انطباعا على قوة التحالف بينهما, وتعد تعويضاً عن غياب الأحمر عن مأدبة العشاء الرئاسية التي سبقت الزيارة بيوم واحد".

إلى ذلك وبنظر المراقبين, فإن من المبكر الحكم على نتائج هذه الزيارة الاستثنائية للدوحة, غير أن مشهد وداع رئيس الجمهورية والوفد المرافق له لا يخلو من دلالة في هذا السباق, حيث لم يكن أمير قطر في مقدمة مودعيه ولا ولي عهده أيضاً, بل وزير الاقتصاد والمالية.

المصدر : صحيفة الأولى
 

زر الذهاب إلى الأعلى