أخبار وتقارير

مصير مجهول للحسني وقيادة الحراك تتهم الإصلاح ومشترك عدن يتهم “بقايا العائلة” بالوقوق وراء اعتقاله

 

عدن- صنعاء – مستور محمد: 

اعتقلت أجهزة الآمن والمخابرات, فجر أمس الأربعاء, القيادي في المعارضة الجنوبية بالخارج والدبلوماسي السابق السفير أحمد عبد الله الحسني , عند وصوله إلى مطار عدن الدولي عائداً إلى البلاد للمرة الأولى منذ انشقاقه عن نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح وإعلانه اللجوء السياسي إلى العاصمة البريطانية لندن منتصف عام 2006.

وبينما أوردت وسائل إعلام , مع حلول المساء أخبارا تفيد بالإفراج عن الحسني إلا أن ذلك لم يحدث , ولا يزال اعتقاله ومصيره المجهول حتى لحظة كتابة الخبر في وقت متأخر من ليل الأربعاء / الخميس ؛ يثيران حالة سخط واسعة داخل الجنوب.

وتجمع المئات من ناشطي وأنصار الحراك الجنوبي أمام بوابة المطار , احتجاجا على اعتقال الحسني الذي يشغل موقع رئاسة حركة تاج الداعية إلى انفصال الجنوب وردد المحتجون شعارات الحراك الجنوبي المعتادة , من بينها "ثورة ثورة ياجنوب".

وأكد لــ"الأولى" القيادي في الحراك حسين زيد بن يحيى أنه لا صحة لأنباء الإفراج عن السفير أحمد عبد الله الحسني الذي اعتقله أفراد مسلحون يرتدون ملابس مدنية وآخرون بزي عسكري , داخل مطار عدن الدولي.

وقال إن السفير الحسني ما يزال رهن الاعتقال وإن "ما تداولته وسائل الإعلام التابعة لحزب الإصلاح , من أنه تم الإفراج عنه لا أساس له من الصحة "مضيفاً" لقد أرادت "وسائل إعلام الإصلاح بذلك أن تضلل وتغطي الجريمة التي ارتكبها حزبها بحق السفير الحسني" في إشارة إلى موقع إلكترونية إصلاحية انفردت بنشر أخبار الإفراج عن الحسني بمساع من قيادة المحافظة.

واتهم زيد الإصلاح بالوقوف وراء اعتقال الحسني باعتبار المحافظة وحيد رشيد إصلاحيا , كما حمّل الإصلاح ورئيس اللجنة الأمنية بعدن المسؤولية عن حياة الحسني واعتقاله.

وفي تفاصيل الحدث أوضح بن يحيي , الذي كان بين من تجمعوا لاستقبال الحسني عند بوابة المطار , أن أفراداً مسلحين مدنيين وعسكريين حاولوا الدخول إلى الطائرة الأردنية التي أقلت الحسني من عمان, بهدف اعتقاله من على متن الطائرة, غير أن طاقمها منعهم من الدخول , مشيراً إلى أن المسلحين قاموا باعتقال الحسني قبل أن يدخل صالة الوصول , وقبل أن  يُمنح تأشيرة دخول مدينة عدن.

وتوقع القيادة الجنوبية أن يتم الإفراج عن الحسني خلال الساعات القادمة , وقال أن ضغوطاً تمارس حالياً على الحكومة اليمنية , مبيناً أن مكتب الرئيس علي سالم البيض في بيروت, يقوم بالتواصل مع هذه الجهات الدولية من أجل الإفراج عن الحسني.

وأشار إلى أن السفير أحمد الحسني عاد إلى عدن بناء على طلب جبهة التحرير والاستقلال , وبناء على توجيهات من الرئيس علي سالم البيض , من أجل فتنح مكتب للأخير في عدن , ليصبح ممثلاً للبيض هناك .

ودعاء زيد كافة أبناء الشعب الجنوبي إلى الاحتشاد مساء اليوم والجمعة , في مخيم التحرير بكريتر , للتضامن مع السفير أحمد عبد الله الحسني .

وقال إنه "سينظم خلال هذا الاحتشاد فعاليات خطابية ومسيرات كبرى لإحياء يوم القدس والتضامن مع السفير الحسني".

وأضاف أنه تمت مسيرة كبيرة مساء أمس بمحافظة أبين , انطلقت من مديرية مسقط رأس الحسني, واتجهت إلى مديرية لودر , للتضامن مع السفير المعتقل.

من جهته , حمّل التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج), في بيان له , رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي , ورئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة , ومحافظة عدن وحيد علي رشيد , المسؤولية عن حياة أمين عام الحزب السفير أحمد الحسني.

وفي حين دان التجمع عملية اعتقال الحسني فقد حذر من المساس بحياته ومواصلة اعتقاله، وطالب بالإفراج عنه بأسرع وقت.

وأضاف : تابعنا جميعا قبل ساعات ما تعرض له السفير أحمد الحسني , الأمين العام للتجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" , من عملية قرصنة نفذتها مجاميع أمنية تتبع حكومة الوفاق التي تشارك فيها قوى الإجرام والفساد التابعة لسلطات النظام السابق .

وتابع القول :"إذا نحذر من أي تصرفات هوجاء تستهدف حياة المناضل الحسني , نؤكد أن هذه الحكومة التي تدعى أنها تتعاطي مع الشأن الجنوبي بشكل مغاير لسابقتها إنما هي إدعاء باطل , بل إن نفس العقلية ونفس الأهداف هي التي تحكم سلوك كل أطراف القوى السياسي اليمنية ممثلة بأحزابها وقبائلها وعسكرها , فجميعهم يسعون لابتلاع الجنوب وتذويب هويته وتشريد شعبه".

ودعا البيان كافة الفعاليات السياسية والنشظاء الجنوبيين إلى التظاهر في مناطق الجنوب , والوقوف بحزم ضد كل من يسوق لمشاريع (…) والحوار اليمني الذي يهدف أولا وأخيرا إلى ضرب الثورة في الجنوب ويمننة الجنوب على المدى البعيد , حسب تعبيره.

وكان القيادي في حركة المعارضة الجنوبية السفير أحمد الحسني , آمين عام التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج", وصل عدن عند الساعة الــ 4 والنصف فجر أمس , قادما من مطار الملكة عاليا بعمّان , على متن الخطوط الملكية الأردنية.

وقال السفير أحمد الحسني , في بيان أصدره قبل مجيئه إلى اليمن , إن عودته "لا تحمل أسباباً سياسية أو أية صفقة مع نظام صنعاء كما أثير في عدد من المواقع الإعلامية" , مؤكداً أن قرار عودته جاء ليساهم بحسب موقعه وعلاقاته بالجميع في الداخل إلى التوافق الجنوبي ووحدة صفه .

وتأتي عودة الحسني في ظل التحضيرات الجارية لانعقاد المؤتمر الجنوبي الجنوبي الذي دعت إليه قيادات وأطراف جنوبية عديدة.

ويرى مراقبون سياسيون أن عودة الحسني تشكل رفدا قويا للحراك كأول قيادي في تيار فك الارتباط يعود إلى الجنوب في الوقت الذي يتبنى البعض الفيدرالية.

وقالت مصادر حراكية في الضالع لــ "الأولى" إنهم بصدد متابعة حادثة اعتقال السفير الحسني , فيما دان البعض الإقدام على مثل هذا العمل المقيد للحريات , مشيرين إلى أنه في حال استمرار اعتقال الحسني سوف يصعدون من أجل إخلاء سبيله من أيادي معتقليه.

من جهته , اعتبر القيادي بالحراك الجنوبي عبده المعطري , في تصريح لــ "الأولى" , أن اعتقال الحسني استهداف لرموز وقوى التحرير والاستقلال , باعتبار الحسني أحد رموزها.

بينما قال القيادي في الحراك الجنوبي ناصر الخبجي , إن السفير الحسني لا يزال مصيره مجهولاً منذ اعتقاله فجر الأربعاء , مشيراً إلى أن طريقة اعتقاله كانت مهينة , مضيفاً أن قبائل الجنوب والحراك الجنوبي يمهل السلطة 24 ساعة لإطلاق سراح الحسني , ما لم يمهل سيتم اتخاذ تصعيد وردود أفعال غاضبة خلال الساعات القادمة , حد قوله.

وفي حين أكد الخبجي أن طريقة اعتقال الحسني تتناقض مع دعوة السلطة للحوار الوطني , قال إن "الدعوى للحوار الوطني مجرد إسقاط واجب من أجل الاستهلاك الإعلامي".

في السياق , دان اللقاء المشترك بعدن عملية الاختطاف التي وصفها بالغادرة والمذلة للشخصية الوطنية القيادية أحمد عبد الله أثناء عودته من مهجره القسري , وذلك أثناء وصولة إلى مطار عدن الدولي , من قبل فلول أمن العائلة , حد تعبيره.

وطالب اللقاء المشترك بإطلاق سراح أحمد عبد الله الحسني دون قيد أو شرط , ومحاسبة العناصر المتورطة في عملية الاختطاف .

وكان السفير اللواء أحمد الحسني يعيش في المملكة المتحدة منذ منحته الحكومة البريطانية حق اللجوء السياسي في منتصف عام 2006 ويعد من القيادات الجنوبية البارزة التي تعيش في الشتات , ومن القيادات الحراك الثوري الجنوبي في الخارج , والمطالب بفك الارتباط وتحرير واستقلال الجنوب.

كان الجنوب حين أعلن انشقاقه عن نظام صالح , سفيرا لليمن في سوريا , وقبلها كان قائداَ للقوات البحرية , وقد ساهم بفعالية في حزب صيف 94 حيث كان حينها من القيادات العسكرية الجنوبية المتحالفة مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح.


المصدر: صحيفة الأولى

زر الذهاب إلى الأعلى