حقوق وحريات ومجتمع مدني

لقضاء دينه.. والد منى يبيعها لمسن لا يعرف الرحمة

المستقلة خاص ليمنات:

لم تفق منى إلا وهي في أحضان ذلك الرجل الشائب الذي تجاوز سنه سن أبيها بأعوام بكت منى كثيراً وعضت أصابع الندم في وقت لم يعد ينفع فيه الندم.

تبدأ قصة منى التي  ذاقت الأمرَّين منذ أن ماتت أمها وهي في سن التاسعة وتزوج أبوها امرأة أخرى لم تجد معها منى نفس الحنان والاهتمام الذي كانت محاطة به من أمها وبرغم طيبة خالتها إلا أنها كانت تسند لها أعمالاً تفوق قدرتها أحياناً لكن ذلك لم يمثل المشكلة الحقيقية إنما المشكلة عندما أصيبت زوجة أبيها وأحد إخوانها بمرض عضال أنفق والدها كل ما كان يدخره من مال بل وأجبره على رهن قطعة أرض كان يملكها وتمثل له مصدر رزقه الوحيد، له ولأسرته، استدان والد منى مبلغاً كبيراً حتى تمكن من استكمال علاج ابنه وزوجته.. في العاصمة صنعاء وعاد إلى القرية.

وبعد عودته إلى القرية بدأت تشتد عليه ضائقة الحاجة فهو لا يجيد مهنة أخرى غير الزراعة، ولا يمتلك مصدر رزق سوى الأرض التي رهنها عند شخص معروف بالبخل والابتزاز، ولكن والد منى لم يجد من حل آخر سوى  أن يذهب إلى ذلك الشخص كي يطرح عليه مقترحاً وهو أن يسمح له بالعمل في الأرض ولو أجيراً لديه ويشرح له ضيق الحال والظرف العسير الذي يمر فيه لعله يستجيب عندما يسمع ذلك.

انطلق والد منى إلى ذلك الشخص الذي استقبله جيداً وفي نفس الوقت رفض مطلبه، ولكنه قال لوالد منى سنفكر في حل آخر وعاد والد منى مكتئباً حائراًَ لايدري كيف يواجه الدنيا، ولكنه فكر مع نفسه وتساءل عن الحل الآخر الذي وعد به ذلك الشخص وعاد بعد يومين إليه ليكرر له مطلبه، ولكن هذه المرة كان جواب ذلك الشخص أنه على استعداد أن يسامحه بنصف المبلغ ويعيد له الأرض مقابل أن يزوجه بمنى، عندما سمع والد منى ذلك الرد الذي نزل عليه مثل الصاعقة لم يتفوه بكلمة وعاد حاملاً همه وحزنه إلى المنزل وكأنه يحمل ثقل الدنيا سألته زوجته عن سبب همه وحزنه الشديد فأخبرها بالقصة والتي صدمت بدورها هي الأخرى.

حاول والد منى أن يقترض من هنا وهناك ولكن بلا جدوى أضطر أن يعتكف في منزله حتى فوجئ برسول إليه من ذلك الشخص يحمل إنذاراً له بضرورة تسديد المبلغ ما لم سيعتبر الأرض مملوكة له بموجب الرهن فجن جنونه ولكنه لم يجد مخرجاً غير الاستسلام لطلب ذلك الشخص الذي يفوق عمره عمره هو بأكثر من 20 سنة وعندما علمت منى بالقصة بكت كثيراً وتألمت ولكن لم يوجد أمامها من خيار سوى الخضوع.

تمت عملية الزواج حيث أصطدم الجميع من أهل المنطقة بنبأ هذا الزواج وفي مقدمتهم أبناء ذلك الشخص.

تحولت منى في منزل ذلك الشخص إلى خادمة للجميع فالكل يهينها سواء زوجته السابقة أو من قبله هو.. وكلما حاولت أن تشتكي لوالدها يرد عليها إلزمي الصبر حتى نستكمل دين هذا الرجل وليس بمقدوري أن أصنع شيئاً أمام جبروته لم تتحمل منى ذلك العذاب واضطرت للهرب سراً إلى منزل خالها والذي كان يبعد كثيراً عن القرية حيث قام خالها بتهريبها إلى المدينة إلى منزل خالها الأكبر، الذي اصطدم عند مشاهدة منى وما أصبحت عليه من بؤس الحال والنحافة والانكسار، عندما علم زوجها غضب كثراً وأتصل بوالدها يخبره بفرار ابنته ويسأله إذا كانت موجودة عنده في المنزل، اصطدم والد منى عند سماعه بفرار ابنته وانهمرت عيونه بدموع الألم.. ولم يمر يوم واحد إلا وكان قد وصل خال منى إلى القرية ومعه وساطات كبيرة استطاعوا أن يقنعوا ذلك الشخص بضرورة تطليق منى، وفي نفس الوقت قاموا بجمع المبلغ المتبقي من المال لتسديد الدين المتبقي على والد منى.

زر الذهاب إلى الأعلى