أخبار وتقارير

ثائرة تتحول إلى بائعة مشاقر في العاصمة صنعاء

يمنات –  خاص – أنس القباطي

تصوير: نبيهة طاهر

الثائرة "عطا" احدى الثائرات اليمنيات في ساحة التغيير بصنعاء، جابت كثير من شوارع واحياء وأزقة العاصمة مع مسيرات الثوار، وتعرضت لقمع المليشيات المسلحة واللجان الأمنية لتجمع الإصلاح في الساحة..

"عطا" الثائرة التي واجهت بطش وقمع وجبروت المستقوين بالعسكر والأحزاب والقبلية، حلمت ذات يوم بمستقبل قادم، يخلصها وغيرها من اليمنيين المسحوقين من بطش النظام وجبروته.. ورات في ثورة الشباب السلمية المستقبل الذي بحثت عنه طويلا، ليلوح أمام ناضريها أخيرا..

"عطا" الثائرة اصطدمت بواقع مرير،  وشاهدت بأم عينيها كيف ارتداء عسكر ومشايخ النظام السابق بزة الثورة وأعادوا انتاج أنفسهم بمباركة "إخوان اليمن"، مشرعني التقاسم والمحاصصة ومبتعلي الوظيفة العامة..

"عطا" التي ما زالت صامدة مع غيرها من الشباب المستقل في ساحة التغيير حالمة بمستقبلها الذي نشدته، هي اليوم شهادة حقيقة ولعنة على أولئك المرتهنين لأجندات اقليمية ومصالح فردية ضيقة..

"عطا" اليوم صورة حية للثوار الحقيقيين الذين تحاول القوى المتنفذة التي شاركت صالح وبررت قمعه وحروبه طيلة ثلاثة عقود، مصادرة حلمهم بدولة مدنية يتساوى فيها الجميع، ونظام فيدرالي يشعر في ظله جميع أبناء الوطن أنهم شركاء في الثروة والسلطة..

ولأن "عطا" امرأة فقيرة ومعدمة، مثلها مثل ملايين اليمنيين، قررت أن تبيع المشاقر في العاصمة صنعاء، لتعيش منها وتواصل نضالها مع اخوانها الثوار والثائرات..

"عطا" بسلوكها هذا توجه صفعة موجعة لأولئك المتسولين عند أبواب قصور ملوك وأمراء النفط، وعند أبواب السفارات.. مذكرة اياهم أن الوطني لا يعدم وسيلة في العيش ما دام حرا..

"عطا" نموذج ثوري فريد، ومدرسة في الاصرار حتى وإن جارت عليها الظروف وقست عليها الأيام..

وبمثل "عطا" ستستمر الثورة وسنصل لحلمنا المنشود "الدولة المدنية الحديثة". 

زر الذهاب إلى الأعلى