إقتصاد

حميد الأحمر.. ملك النفط .. سكان الحصبة تضرروا من الحرب ولم تتضرر عقود الشيخ!

يمنات – الأولى – محمد العبسي

في يوليو 2009 اشترت "أركاديا" النفط اليمني بزيارة 3.4 مليون دولار عن السعر الذي اشترت به في فبراير 2009 بسبب إنشاء اللجنة العليا لتسويق النفط الخام ووجود منافسين بعد إنهاء احتكارها تسويق اليمن!

قالت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" إن اللجنة العليا لتسويق النفط الخام, برئاسة محمد سالم باسندوة, أقرت في اجتماعها, الأربعاء الفائت, بيع إجمالي كمية النفط الخام المنتج من المسيلة (حضرموت) والمقدر بمليونين و600 ألف برميل نفط, لأفضل العروض المقدمة من شركة "أركاديا بتروليوم" بسعر برنت المؤرخ 46 سنتاً للبرميل الواحد.

http://www.sabanews.net/ar/news287346.htm

هكذا هي الحياة, استقبل سكان غزة العام الهجري الجديد بجرائم وحشية لجيش الاحتلال الإسرائيلي, واستقبلته أسرة يمنية بوفاة 14أمرأة في انقلاب سيارة كانت تقلهن إلى حفل زفاف, فيما استقبله حميد الأحمر بإتمام صفقة شراء مليوني برميل من النفط الخام, والظفر بما لا يقل عن ملويني دولار في أسوأ الأحوال, وضعفها إن زاد الطلب, كصافي في ربح الشيخ حميد الأحمر, المبلغ الذي يعتبر زهيداً قياساً بما كان يربحه الشيخ حميد قبل 2009.

واحتكرت شركة أركاديا وحدها النفط اليمني منذ 1994 وحتى 2009, بأقل من سعر السوق العالمية بحوالي دولارين, على أن أنشأت الحكومة اليمنية المجلس الأعلى لتسويق النفط الخام, بإشراف مباشر من نجل الرئيس السابق, حسبما ذكرستيفن سيش, السفير وثيقة سرية نشرها موقع ويكلكس على الرابط التالي:

wikileaks.org/(09sanan1782.html/09/cabel/2009

وهذا يفسر تصريح حميد الأحمر الشهير في 2009, والذي دعا فيه إلى "ثورة شعبية على نظام علي عبد الله صالح".

وذكرت الوثيقة الدبلوماسية عن (حميد) الأحمر تفاخره, كعادته , امام المسؤول الاقتصادي في السفارة الامريكية بصنعاء "أنه يحصل على 50 ألف دولار شهرياً من "أركاديا" وعلق السفير إن هذا المبلغ كان "جزءاً هامشياً من دخله".

وبحسب الصحفيين الأمريكيين براين جروا وجوش شناير, في تقريرهما المنشور في "رويترز", 2 يونيو 2011, فقد أدى "إنهاء سيطرة "اركاديا", والشيخ حميد الأحمر, على تسعير صادرات النفط الخام اليمني التي كانت تباع باقل من قيمة "السوق".

وقال تاجر للنفط الخام في آسيا لرويترز "إن أركاديا كانت دائماً تفوز بعقود النفط بسبب وجود وكيل لها في اليمن, بينما كانت شركات نفطية رئيسية اخرى مثل بريتش بتروليوم وشيفرون, مترددة في المشاركة في تقديم عروض الشراء, وإن التغيير الذي حدث كان ضربة للفساد في مناقصات بيع النفط اليمني".

 

حتى أثناء الحصبة…أركاديا تفوز بالنفط اليمني

ويأتي فوز شركة أركاديا الأسبوع الفائت, بمليوني برميل من نفط خام المسيلة (دورة يناير القادم), بإجراءات شفافة ونزيهة, كون شركة أردكاديا, ووكيلها في اليمن الشيخ حميد, تنافست مع 14 شركة عالمية آخرى, في مناقصة دولية أعلنتها وزارة النفط اليمنية, وفتحت مظاريفها بحضور ممثلي الشركات العالمية ومندوبيتهم.

ولا مشكلة مع حميد الأحمر عندما يسري عليه ما يسري على غيره من اليمنيين, ولا انتقادات لدي عندما يتقدم بعرض سعر لشراء سلعة ما, كالنفط, في مناقصة مفتوحة يتقدم لها معه مشائخ آخرون, كوكلاء لشركات عالمية منافسة, أو رجال أعمال مثل نبيل هائل وكيل شركة "بي بي" البريطانية.

المشكلة عندما يحصل على امتيازات تجارية بالأمر الفوقي المباشر, دون مناقصة وتنافس شريف, باعتباره نزل من السماء بزنبيل الشيخ عبد الله بن حسبن الأحمر, كما حدث في مناقصة ترسيم الحدود اليمنية السعودية.

أعرف أننا لسنا في هولندا, واننا في اليمن: بلد يسهل التلاعب بأية مناقصة أو توجيهها مسبقاً لشركة معينة, غير أننا محكومون بقانون المناقصات والتنافس العلني (وبصرف النظر عن السؤال المشروع حول مصدر ثرواته, وكيف نماها حميد الأحمر, في سنوات قليلة, حتى صار وكيلاً لشركة تسوق 800 الف برميل يرمياً من النفط الخام في جميع أنحاء العالم, وتسببت في ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى سعر له في التاريخ: 150 دولار, مطلع 2008, مؤثرة على جميع سكان الكرة الأرضية).

وحتى في شهر يوليو2011, وبينما اليمنيون يقتلون بعضهم بعضاً, جنوداً وقبائل, وبينما مؤسسات الدولة تدمر, واليمنيون يقضون 16 ساعة في اليوم في ظلام دامس, ويخافون مما هو اسوأ من تفسخ الجثث المرمية في شوارع الحصبة واحيائها… في ذلك الوقت كانت سفن شركة أركاديا تتسلم 3 ملايين برميل نفط خام من المسيلة, دون تضررنا نحن وسكان نصف العاصمة, أو تصلها قذيفة عن طريق الخطأ من أحد الجانبين, كما فعلت مع بيوت المدنيين من سكان الحصبة وصوفان! يا إلهي كم العالم مليء بالظلم والقبح.

ففي حين لم تضرر شركة أردكاديا من حرب الحصبة, أو يلغ عقدها, تضرر الطفل أسامة محفل وعائلاته جراء انفجار لغم ارضي به أمام وزارة الصناعة والتجارة, هشم ساقية وشوى جلد نصفه السفلي (يحتاج زراعة جلد).

فقبل حرب الحصبة بـ20 يوماً فقط, فيما فسر على أنه صفقة, أقرت اللجنة العليا لتسويق النفط الخام, برئاسة امير العيدروس, في 9 مايو 2011, إرساء مبيعات اليمني من نفط "المسيلة" لدورة يوليو 2011, لـ"اركاديا", بكمية 3 ملايين برميل من النفط الخام, وحتى أثناء المواجهات المسلحة الشرسة في الحصبة, وبحسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ", التي كانت مهجرة من مبناها في الحصبة, أقرت في 8 أغسطس, اللجنة العليا اليمنية لتسويق النفط الخام, برئاسة وزير المالية نعمان الصهيبي (كون د. علي مجور, رئيس اللجنة, في المملكة العربية السعودية للعلاج), مبيعات النفط الخام لدورة أكتوبر 2011, وكميتها 3 ملايين برميل, بسعر برنت المؤرخ ناقصاً 93 سنتاً للبرميل, لشركة اركاديا.

 

أركاديا تضطر إلى تحسين أسعارها في ظل المنافسة

وذكرت برقية الخارجية الأمريكية, المنشورة في موقع ويكليليكس, "إن أسعار النفط المنخفضة التي حصلت عليها أركاديا, تم التأثير فيها بواسطة علاقات حميد الأحمر القوية كوكيل للشركة, بينما نفت أركاديا ذلك".

ونقلت برقية السفير الأمريكي ستيفن سيش, عن مسؤول حكومي مهم, أن "حميد الاحمر واركاديا أخذا الأمر على أبعد من ذلك بتهديد المنافسين بخطف ممثليهم عن هم قاموا بالمنافسة".

وقد علق مندوب شركة اركاديا (جيبونز) لرويترز: "إن موضوع الاختطاف هو ادعاء مثير للسخرية, وأنا أدحض تماماً أنه حدث, وهو نوع من الأمور التي يمكن أن تأتي من المنافسين, أو من أعداء حميد الأحمر. هذه هي السياسة اليمنية, وتذكر أن حميد الأحمر هو عدو لدود للرئيس صالح", في تأكيد واضح ومناقض لنفي مكتب شركة أركاديا في بانكوك, أن حميد وكيلها في اليمن.

وبحسب الصحفيين براين جروا وجوش شناير, حتى بعد تطبيق نظام المناقصات في بيع النفط اليمني, لم يقف "حميد الأحمر" وأركاديا مكتوفي الأيدي أمام التحدي الجديد".

في يوليو2009,بعد 3 أشهر من تشكيل لجنة تسويق النفط الخام, برئاسة الدكتور علي مجور, "سعت أركاديا إلى محو المنافسة من خلال شراء النفط اليمني بسعر مرتفع, بصورة مصطنعة تهدف إلى تخويف المنافسين بعيدا بشكل مؤقت ". حيث تتهم أركاديا بأنها عرضت 1.02 دولار زيادة على سعر السوق العالمية لخام برنت, بينما كانت من قبل بعرض 2-3 سنتات أقل من الأسعار العالمية. وقد ولد العرض الجديد دخلاً إضافياً للحكومة اليمنية مقدره 3.4 مليون دولار في ذلك الشهر".

زر الذهاب إلى الأعلى