أخبار وتقارير

نشوة الإخوان في مصر تحدث خلافات بين الإصلاح وحلفائه

يمنات – خاص – الصحيفة الورقية

تنكر الإخوان المسلمين لقوى الثورة والقوى المدنية في مصر وسيرهم نحو السيطرة على مصر يبدو انه ليس الحالة الوحيدة للإسلاميين عقب ثورات الربيع العربي ، حيث بدا واضحا ان الاسلاميين سيتنكرون لأهداف الثورة وسيتخلصون من شركائهم في النضال والثورة في أماكن عدة بينها اليمن.

وما شهدته الأسابيع الماضية من خلافات داخل احزاب اللقاء المشترك بين حزب الاصلاح وبقية الاحزاب يبدو مؤشرا واضحا لمستقبل العلاقات بين كيانات هذا التكتل.

وصار واضحا ان الإخوان وتصرفاتهم الاقصائية لشركائهم تضع أولى خطواتها التخلص من القوى اليسارية والقومية وكذا الاسلامية المخالفة لها.

قبل أسبوعين اتخذ ممثلون لحزب الاصلاح قرارا فرديا مخالفا لقرار المجلس الثوري ، وقاموا برفع ساحة الحرية وجرف الخيام بالقوة بعد صلاة الفجر وطرد المعتصمين بشكل مستفز.

هذا القرار اثار مشكلة داخل مشترك إب حيث أصدر قرارا بتجميد عضوية الاصلاح في اللجنة التنفيذية للقاء المشترك، حتى يلتزم بقرارات اللجنة التنفيذية الخاصة بإعادة تأهيل الساحة (الخاصة بالاحتجاج) باعتبارها رمزاً للثورة التي لم تحقق اهدافها، خاصة في المحافظة».

وحمل مشترك إب قيادة التجمع اليمني للإصلاح في المحافظة، وحدها، كامل المسؤولية عن رفع الساحة، كون ذلك القرار قرارها وحدها ولا علم للمشترك وبقية مكونات الثورة به».

واعتبرت أحزاب اللقاء في بيانها أن ما أقدم عليه حزب الإصلاح «يعد خرقاً واضحاً لأسس الشراكة القائمة بين مختلف المكونات، وممارسة لتهميش الآخرين وإقصائهم عن قرار غاية في الأهمية متعلق بثورة شعبية شاركت فيها كل أطياف العمل السياسي والاجتماعي والشبابي في المحافظة».

وأكد بيان اللقاء المشترك أنه «لا يحق لأي طرف مهما كان، اتخاذ قرار منفرد بهذه الخطورة، خاصة أن الثورة لم تحقق إلى الآن إلا النذر اليسير من أهدافها، كما أن الشهداء والجرحى لا يزالون يعانون من البؤس والحرمان، ما يجعل رفع الساحة- في مثل هذه الظروف-، عملاً لا ينسجم مع تضحيات شعبنا العظيم بمختلف فئاته وشرائحه». وسبق وهدد رئيس مشترك محافظة تعز بتجميد عضوية الإصلاح فيه لو استمر في ممارسة الاقصاء  لشركائه.

وكان قرار حزب الاصلاح نهاية الشهر الفائت بالاحتفال بعيد الاستقلال بمفرده أمام بوابة جامعة إب فيما احتفلت بقية أحزاب المشترك وقوى الثورة في ساحة الحرية مؤشرا واضحا على تصاعد الأزمة بين اطراف المشترك.

وتعيش العلاقة بين قوى اليسار وحزب الإصلاح حالة من التراجع بعد شعور الإصلاح بأن الوقت حان للسير بمفرده ، وإحساسه بقوة توهمه أن القادم له بمفرده وان عصر الاسلاميين آت وعليه العمل بمفرده.

وتصاعدت هذه الأزمة لتصل أعلى هيئة قيادية في المشترك، حيث طلب قيادي في المشترك من المجلس الأعلى للمشترك اتخاذ موقف بشأن ما تتعرض له ثورات الربيع العربي من مخاطر وخاصة ما يحدث في مصر، كونه سيؤثر حتما سلبا على الثورة اليمنية، إلا أن هروب قيادة المشترك وتقليلها من تلك المخاطر أجل النقاش مطلع الأسبوع الحالي حتى إشعار آخر.

وصار واضحا أن هناك انقساماً داخل المشترك تجاه ما يحدث في مصر، فكل مكونات المشترك باستثناء حزب الإصلاح ترفض الإعلان الدستوري للرئيس مرسي وخطواته الأخيرة التي تتجه صوب مصلحة جماعة الاخوان وليس صوب مصلحة مصر.

و ما بات واضحا من خلال الأحداث الأخيرة في مصر أنه على الإسلاميين أن يغيروا من استراتيجيتهم الاقصائية للآخرين، وأن ينفتحوا على الجميع ، وعلى إخوان اليمن أن يستوعبوا أخطاء اخوان مصر ويتعلموا منها، ما لم فإن سقوط التجارب الاسلامية في الحكم سيكون سريعا.

زر الذهاب إلى الأعلى