أخبار وتقارير

فساد الدرجات الوظيفية ينذر بثورة جياع في حجة

يمنات – خاص – الصحيفة الورقية – هاشم واصل

في ظل التداعيات الخطيرة للوضع الاقتصادي الراهن الذي تعيشه محافظة حجة بات ملف التوظيف في مختلف وحدات السلطة المحلية لهذا العام من أكثر الملفات أهمية وتعقيدا.

فالمحافظة التي تعتبر من أفقر محافظات الجمهورية وأكثفها سكانا ، عانت خلال الفترات الماضية تهميشا متعمدا من قبل حكومة المركز في مختلف المجالات لاسيما مجالي الاستثمار والتنمية البشرية ، الأمر الذي أدى- حسب رأي مراقبين- إلى تضخم كبير في نسب البطالة وإفراز وضع اقتصادي قل ما يمكننا وصفه بالكارثي حيث أصبحت الوظيفية الرسمية خلاله هدفا وغاية لدى أغلب الشباب ناهيك عن تحولها إلى وسيلة للاسترزاق عند غالبية مراكز النفوذ المحلية بالمحافظة. وبمجيء حكومة الوفاق بدأ الناس يستبشرون بميلاد زمن جديد خصوصا في ظل قرارات الرئيس هادي التي وضعت على رأس السلطة المحلية واحدا من أنضج أبنائها وأكثرهم خبرة.

  لكن ما حمله له ملف التوظيف للعام 2012م كان بعكس المأمول والمتوقع، فالمحافظة التي لم تكد تفيق من هول ترحيل وزارة المالية الأسبوع الماضي لعدد ( 122 ) درجة وظيفية من درجات الإحلال المعتمدة لها ضمن موازنة العام 2012م بسبب عدم موافاة لجنة التوظيف للوزارة بأسماء المعتمدين لشغل تلك الدرجات.

   حتى أصيبت بخيبة أمل كبيرة جراء الممارسات التي اتبعتها لجنتا التوظيف والتظلم لهذا العام وكأن ثورة الشباب السلمية لم تحدث،  حيث يعتقد متابعون محليون أن نسب الرشاوى والوساطة والمحسوبية وانتهاك القانون بل وتحديه قد تزايدت هذا العام بشكل كبير الأمر الذي أدى إلى تخلق بيئة فساد تكاد تكون هي الأكبر في تاريخ التوظيف بمحافظة حجة .

 خيبة الأمل تلك وفضائح لجنتي التوظيف والتظلم التي أصبحت حديث الشارع اليومي أدت إلى تصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية ضد سلطة حجة المحلية بشكل ملفت وغير مسبوق.

   ففي حين تواصل مسيرات الغاضبين من محاضر لجنة التوظيف وبعض النشطاء الحقوقيين حراكها اليومي لمناهضة غول الفساد المستشري بالمحافظة لاسيما فساد التوظيف ، قام أحد أبناء مديرية نجرة السبت الماضي ويدعى معين المعافا بمحاولة إشعال النار في نفسه أمام مبنى المجمع الحكومي بحجة بسبب تعمد لجنة التوظيف حرمان زوجته من إحدى وظائف الثانوية العامة المعتمدة لمديرية نجرة ومنحها لمواطنة من محافظة عدن.

قوات الأمن المركزي المتواجدة بمكان الحادث سارعت إلى إطفاء الحريق وإنقاذ حياته عمدت إلى نقلة إلى مقر البحث الجنائي بالمحافظة حيث جرى هنالك اعتقاله في سجن البحث سيئ الذكر والمعروف لدى أبناء حجة بسجن الضغاطة.

  قيادة حجة حسب مصادر بممارسة التعتيم الإعلامي عن الحادثة. وخلال تقصينا عن أسبابها تبين أن المعافا تم إسقاط وظيفة زوجته المقيدة بسجلات الخدمة المدنية منذ العام 2000م لصالح امرأة أخرى حمل سند قيدها العام 2008م.

وفي نفس اليوم حمل كذلك العديد من الأحداث ذات الصلة حيث قام مسلحون بقطع الخط الرئيسي الرابط لمحافظة حجة بالعاصمة صنعاء احتجاجا على التلاعب في درجات التوظيف لهذا العام.

كما  شهد العديد من الأحداث المناهضة لفساد التوظيف، حيث قامت مجموعة مسلحة بمنع قلابات النظافة بمدينة حجة من تفريغ المخلفات إلى المقلب المخصص وحاولت مجموعة أخرى منع عمال النظافة من مزاولة عملهم على خلفية بيع لجنتي التوظيف والتظلم للدرجات الوظيفية لبعض أقاربهم بحسب تصريحات أحد من أقدموا على ذلك الفعل للموقع.

زر الذهاب إلى الأعلى