فضاء حر

الحراك الجنوبي : بين ارادة الحرية والتحرير وإرادة التمييز والتكفير

يمنات

عندما وقعت وثيقة الوحدة الاندماجية كانت القوي القبلية والدينية الاصولية رافضة لهذه الوحدة ولم ترضي عنها الا بعد ثلاث سنوات من الاغتيالات للقادة الماركسيين والشيوعيين الخارجين عن المله بحسب فتاواهم وبعد تصفية المشهد السياسي من هؤلاء القادة الوحدويون بات سهلا قيادة حرب همجية تستبيح الجنوب ارضا وإنسانا وتحركت (السلاحف ) المجنزره لترعب ابناء الجنوب وتدك معاقل التجربة الديمقراطية المدنية التي ابسط انجازاتها القضاء على الامية والتمييز العنصري بأشكاله المختلفة وهكذا دخلت جحافل الفيد الهمجي الذي لم يراعي الانسان والأخ والشريك ولم يحترم انسانية الطفل ومرءة ومريض ليبدأ مشهد جديد للحالة الانسانية في الجنوب حيث انتهت في يوليو 2007م حكاية ماركسيين كانوا يغضبون الله وليسدل الكهنة والرهبان الدينيون ستار الرضى والعفو على الجنوبيون الكفره و مصدر هذا الرضي هو غنيمة الفيد من الشركات العقارية وسواحل الصيد المفتوحة على مصراعيها وحقول وابار النفط مرورا بمزارع الانتاج الزراعي في لحج وابين وغيرها من شركات المال العام الجنوبي .

 

هذا هو ثمن دخول الجنوبيون في الاسلام وبعد عشرون عام من الفيد والغنيمه والتهميش والإقصاء بحق الجنوبيون وتطعيم المشهد السياسي ببعض العناصر من ابناء الجنوبيون في قسمه هي اقرب الى مسرحية هزيله والجمهور الحاضر كشاهد حقيق هم ابناء الجنوب الذين يعانون ويهمشون ويسجنون ويغتالون كل يوم ان لم تغتال حياتهم فيغتال تعليمهم ودخلهم واستقرارهم وأمنهم وهكذا تنتهي مرحلة من التكفير وقع فيها الجنوبيون حتى اعترف بإيمانهم وأصبحوا اخوة في الدين وفي توفير مصادر الاثراء لقوي الفيد الهمجي وبينما هذه القوى تكبر بطونها وتزيد ارصدتها وتتوسع استثماراتها وتنعم جلودها وتطول لحاها ويزداد فسادها واستبدادها ليتحول التسابق والصراع على الفيد فيما بينها في نفس الوقت تضعف بطون الجنوبيون ويندر المال في ايديهم ويعيشون مستضعفين في بيوتهم ومساكنهم وأرضهم باسم الاسلام والعقيدة والدين وباسم الوحدة اليمنية التي هي عنوان الحكمة والإيمان ومصدر اشعاع للتعلم كيف نصير موحدين وكيف نؤسس لذلك للوحدة الكبري على المستوى الاسلامي ونعلن مشروع الخلافة الاسلامية الكبري إلا ان ابناء الجنوب بضعفهم وفقرهم وتهميشهم وانتزاع اسباب القدره من ايديهم كانوا مسلحون بوعي انساني يصبر ليكبر ويتأنى ليفكر ويعاني لكي لايغرق في ردة الفعل شعب بأكمله اذا ماكانت رده الفعل غير محسوبة ولا مبرره وبدء الجنوبيون حراكهم السلمي في العام 2007م بمطالب حقوقية لاتقتصر على مطالب المفصولين والمتقاعدين والسجناء والأراضي المنهوبة.

إلا ان سلطة تحالف الغنيمة كانت مشغولة بالتمهيد لعصر جديد من فيد اخر هو فيد الحرية والتوريث للعرش الخلاف الذي اتاح فرصة اشعال شراره ثورة حوصرت فيما بعد بين فكي كماشة احد اطرافها المنشق خليل والطرف الاخر المؤيد السلمي للثورة قائد الفرقة المدرع بدروع الاجتياح في 94م وفي وسط هذا الحصار الثوري يحاول الشباب الثائر الانتصار لثورتهم التي كبلتها المبادرة الخليجية وألبستها طوق ظاهره فيه الرحمه وباطنه من قبله العذاب بينما يمضي ابناء الجنوب غير ابهين بكل مايحدث لأنهم يبحثون عن حرية سقفها السماء ودولة تعود بهم الى البساطة والإخاء والمساواة والعيش الكريم بعيدا عن عبث هؤلاء المرعبون وهم يقودون ثورتهم بالسلم والسلام وبمعانات الكادحين والمشردين والنازحين والمهمشين والفقراء والشباب الذين لم يكملوا تعليمهم لان مدارس الجنوب اصبحت تحمل تسميات غير تسمياتهم وشوارع الجنوب غير شوارعهم ومعالمها غير معالمهم هؤلاء الجنوبيون وهم في غمره الانطلاق نحو النصر تعود الى المشهد الاعيب التحالف الهمجي للفيد والغنيمة لتسجل شاشات اعلامهم وصحفهم ومواقعهم حشود الاحتفالات بمسميات عده ودروع التكريم لتصنع اصنام ومستبدين ولتطلق تكفير أخر غرضه التغطية والجحود وإطلاق التهم بالباطل في كفر مشابه لفتاوى 94م فأصبح الجنوبيون بحراكهم السلمي مقاتلون ومسلحون وناهبون ويمارسون انواع العنف الذي يستحقون بموجبه قياده حرب اخري مشابهه لما حدث في صيف 94م ولا يعلم تحالف الفيد والغنيمة ان الزمن قد تغير وان زج الجنوبيون في عنف مظلل لن ينطلي على احد وان التخويف باتهامات التمييز بين شمالي وجنوبي وافتعال حوادث وإذكاء العصبيه القائمة على المنطقة والاسره والقبيلة والعشيرة امر مكشوف سيتجاوزه احرار الجنوب فالحراك الجنوبي حركة اجتماعية هدفها بناء الدولة ولا تهدف الى حرب مع شعب وتحررها من سلطة المركز وقادته الناهبون ولاتهدف الى اشعال حروب شعبيه واقتتال همجي كما هي عاداتكم ان عدالة القضية الجنوبية وكبرها وقيمتها للإنسان وللعقل وللحرية وللديمقراطية سيجعل من هذه القضية مصدر الهام المؤمنين ومصدر العبادة للمتعبدين ومصدر اشعاع العارفين والمتنورين ومصدرا للانتصار للإنسان وحقوق الانسان دون تمييز لأنها قائمة بالأصل على رفض الاستعلاء والكبرياء والغطرسه والتمييز فلاتحاولوا ان تصفوا الحراك الجنوبي بأقل من اسمة حراك الحرية والتحرير حراك ثورة الانسان من اجل الانسان .

زر الذهاب إلى الأعلى