أسرار ووثائق

اللواء علي محسن يتنصل عن محضر يؤكد بعد قرية المنظر عن حرم مطار الحديدة وجنود اللواء العاشر حرس جمهوري يمنعون لجنة من المحافظة من الوصول إلى قرية جميشة ومدرعات وجرافات تدمر المزارع

يمنات – الحديدة- مجاهد القب

كشفت مصادر خاصة لـ"يمنات" عن مذكرة تحمل توقيع قائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء الركن علي محسن الأحمر موجهة لمحافظ الحديدة يطالبه فيها بالبدء بتعويض أهالي قرية المنظر عن منازلهم أسوةً بآخرين لا ينتمون للقرية ودخلت أراضيهم في إطار أرضي حرم المطار.

وكشفت المذكرة أن اللواء الأحمر كان قد حدد في العام 2006م مسافة800 متر فاصلة بين المطار والقرية بحسب محضر موقع من قبله والسلطة المحلية آنذاك، وأشار المحضر على وجوب سفلتة خط بعرض 30متراَ يفصل بينهما.

 وكشفت مصادر في السلطة المحلية لمديرية الحوك التي تتبعها القرية أن أعمال التسوير الجارية في هذه الأيام تتجاوز المسافة المشار إليها وتجتز60% من القرية بموجب خرائط الإسقاط الجوي التي يقوم مكتب الأشغال بالعمل بموجبها متجاهلاً المحاضر الموقعة سابقاً.

وأكدت المصادر أن مذكرة قائد الفرقة وإن كانت تقضي بإيقاف العمل والبدء بتعويض الأهالي إلا أنها تعد تنصلاً واضحاً من قبل من  أكد سلامة موقع القرية وبعدها عن أراضي المطار.

وأرجعت المصادر التناقض بين محتوى المذكرة بالرغبة الحثيثة على إزالة مئات المنازل بحجة تعويضهم.

كما أقر اللواء محسن في مذكرته أن قرية المنظر أقدم من المطار بعشرات السنين وهو ما جعل المجلس المحلي بالمحافظة يعقد اجتماعا طارئاً صباح أمس السبت برئاسة الأمين العام للمجلس المحلي للمحافظة ومدير مدير الحوك العقيد علي هندي لمناقشة المذكرة الصادرة من قائد المنطقة  للمحافظ.

 وخلص الاجتماع إلى تشكيل لجنة تشرف على تحديد المسافة المذكورة في العام2006م والبدء بشق الخط الفاصل بين المطار والقرية والنظر في وجود منازل ضمن تلك المسافة، على أن يتم النظر في شرعية الجدار الذي أطلقت  علية اللجنة اسم "الجدار العازل".

وأتضح من خلال النزول الميداني للجنة أن ما تم بنائه من جدار في الأيام القليلة الماضية غير شرعي ويعد اعتداء على منازل الآمنين في قرية المنظر وهدم منازلهم دون وجه حق.

ومن المقرر أن يتم الرفع بذلك إلى رئيس الجمهورية بعد عودة محافظ المحافظة من رحلته العلاجية في جمهورية مصر وتوقيعه على محضر سير عمل اللجنة.

وكان عضو المجلس المحلي محمد سعد العلماني عن قرية المنظر قد فسر شكواهم لقائد الفرقة بأنهم لجوء له بعد أن عجزت لجنة مكونة من أعيان القرية بمعية مدير المديرية عن مقابلة رئيس الجمهورية ولامبالاة مكتبه بشكواهم المتكررة قبل وأثناء الحملة العسكرية على القرية.

وأكد أن مذكرة قائد الفرقة لم يخلصوا منها إلا بإيقاف عمل الجرافات التي تهدم منازلهم والتسوير الجائر لأراضيهم.

 

وفي ذات السياق أكد الدكتور ماجد هبة الله شريم عضو اللجنة المقرة من محلي الحديدة للتحقيق في الاعتداء على قرية جميشة في كيلو 16 شرق مدينة الحديدة، وأن من ضمن أعمالها النزول إلى القرية والوقوف على الأضرار التي تسببت بها اعتداءات جنود اللواء العاشر حرس جمهوري على القرية.

وأثناء توجههم إليها يوم أمس الأحد فوجئوا بعشرات من أطقم الحرس تعترضهم وتمنع وصولهم إلى القرية، كما قام أحد الضباط بسب وكيل المحافظة الدكتور حسن طاهر الذي حاول التوضيح لهم أنهم مكلفون من محافظ المحافظة، إلا أنهم منعوهم من الوصول إلى القرية بحجة أن الأرض تابعه لهم بوثائق صادرة من أمين عام المحافظة وأراضي الحديدة، كما تلفظ الجنود على اللجنة بكلماتٍ نابية حسب مصادر متطابقة في اللجنة.

وأفاد عددٌ من أهالي قرية جميشة أن عدداً من المسلحين قاموا بجولاتٍ ليلية في أزقة القرية وأطلقوا الرصاص الكثيف في الهواء ما أحدث الرعب والخوف في أوساط السكان.

وكانت عدد من المدرعات قد دخلت إلى بعض المزارع وأتلفت أشجارها المثمرة كما جرفت معظم أراضيها، فيما قام جنود بانتزاع الشتلات.

ورافق ذلك انتشار عدد من المدرعات في مدخل كيلو16 ومنعوا قسم شرطة جميشة من مزاولة مهامه صباح اليوم، بعد انتشار عددٌ من القناصة على سطح القسم والمباني المجاورة له تحسباً لأي مقاومة قد تصدر عن الأهالي.

 يذكر أن مدير مديرية الحوك أكد في لقاءٍ جمعه ووزير الدفاع في الأيام القليلة الماضية بصنعاء إقالة قائد اللواء إلا أن الأخير مازال في المعسكر.

 ووفقاً لمصادر عسكرية رفيعة المستوى طلبت عدم ذكر اسمها أن ما زعم عن إقالة قائد اللواء لا أساس لها من الصحة وما يجري من اعتداءات على القرية يتم بعلمه وأن وزير الدفاع يحاول جاهداً تهدئة السلطة المحلية مع عدم إقالة أو نقل أياً من القادة العسكريين في اللواء العاشر حرس جمهوري وكتيبة المنطاد التي ينسب إليها أغلب الاعتداءات على الأهالي.

وفي ذات السياق توجهت ظهر اليوم عدداً من أطقم الشرطة العسكرية إلى اللواء للتحقيق مع عددٍ من قادة اللواء إلا أنها فوجئت بحشود كبيرة من جنوده أعطتهم مهلة لمغادرة اللواء أو نسف الأطقم بحسب مصادر في اللواء، هذا ورفضت قيادة الشرطة العسكرية بالمحافظة الإدلاء بأي تصريحٍ في هذا الشأن.

 

إلى ذلك شهدت مدينة الحديدة اليوم تصعيدا سلميا دعا إليه الحراك التهامي، حيث تم البدء بتعليق الشارات الحمراء في كافة المرافق الحكومية والذي سيتمر ليومين يليه العصيان المدني وإيقاف العمل بكافة المنشآت حتى يحال الجنود المعتدون إلى القضاء ويستبدل مدير شركة النفط بآخر من أبناء المحافظة إضافةً إلى جملة من المطالب أخذت في التصاعد تدريجياً في الآونة الأخيرة.

وذكرت مصادر متطابقة في صنعاء أن كافة المحلات التجارية وأسواق الأسماك أغلقت محلاتها تجاوباً مع المرحلة الأولى من العصيان المدني التي أطلقها الحراك التهامي.

زر الذهاب إلى الأعلى