صبايا يتحملن وزر هروب العمَّات ونشوز الأمهــات..!!
المستقلة خاص ليمنات
كما يقال: إنَّ الحسنة تخص والسيئة تعم فقد تحرم طفلة من التعليم وأخرى قد تُزوج قسراً وتزف وهي تحمل في يدها لعبتها بدلاً من باقة الورد وتجد نفسها تعيش دور المرأة الزوجة وتتحمل مسؤوليتها وتحمل وتنجب وهي طفلة تتعرض حياتها للخطر وقد تتوفى كما حدث مع كثير ممن عشن محنة الزواج المبكر والحمل المبكر والآباء يبررون إقدامهم على تزويج بناتهم وهن قاصرات أو منعهن من مواصلة الدراسة من أجل الحفاظ عليهن ومنع وقوعهن في الأخطاء التي تجلب لهم العار ويستدلون على ذلك بأخطاء اقترفتها فتيات صغيرات أو بطفلة صغيرة تعرضت للاغتصاب أو بسبب مراهقة أحبت شاباً فأخذ منها أغلى ما تملك فقررت الهروب معه خوفاً من الفضيحة أو القتل , حول هذه القضية أجرينا التحقيق التالي وخرجنا بهذه المحصلة :
> استطلاع / آمنة هندي
اغتصبوا زميلتي فأوقفت دراستي
ريم طفلة في الحادية عشرة من عمرها تحدثت عن سبب خروجها من المدرسة بقولها: لقد أخرجني أبي من المدرسة وصرت أجلس في البيت والسبب في هذا أن طالبة في نفس مدرستي خطفت وأغتصبت بعد خروجها من المدرسة فخاف أبي أن يحدث معي نفس الشيء وقد حاولت معه امي لكنه أصر على أن أبقى في البيت رغم أن المدرسة قريبة جداُ من البيت وأسمع الإذاعة المدرسية والنشيد الوطني وأنا في البيت, وأشتاق للعودة للمدرسة كثيراً.. أنا نفسي أدرس وأتعلم على الاقل حتى إلى الصف التاسع وكان أبي ممكن يخليني أدرس لما تاسع أو أكمل الثانوية لكن بسبب ما حدث لتلك الفتاة أبي منعني من الدراسة خوفاً عليَّ وأنا في صف رابع .
جنت عليَّ عمتي
< وحكت لنا رهام عن عقدة والدها فقالت :
المدرسة أمام البيت وكل البنات يدرسن فيها توسلت لأبي كثيراً كي يسمح لي بالدراسة فيها لكنه ظل يتصانج أحياناً وأحياناً يضربني والسبب أن جدي تحدى أهله وعلم أبنته ولما دخلت الثانوية هربت مع رجل فكان أهله يقولون له تستاهل لانه جعلها تتعلم ولم يسمع كلامهم هذه الحادثة جعلت أبي يتعقد من تعليم الفتاة ولهذا أنا أكره عمتي كرهاً شديداً لأنها هي السبب في عقدة أبي.
أب يكره ابنته لأنها تذكره بأمها
< أم دارين قالت : هناك شخص نعرفه وهو قريب لنا خانته زوجته وأقامت علاقة مع رجل وهو مسافر ثم هربت معه وتركت ابنتها في البيت فطلقها وهي غير موجودة لانه لم يكن يريدها أن تبقى على ذمته وهي مع رجل أخر وتزوج بأخرىلكنه كان على ما نسمع من زوجته الجديدة يكره أبنته من زوجته الأولى ويقول لها صراحة أكرهك وكان يحبسها في البيت لأنها تذكره بأمها فهي تشبهها تماماً فخاف أن تفعل له فضيحة كما فعلت أمها ولهذا زوجها وهي طفلة ليتخلص منها وكان حظ هذه الطفلة تعيساً جداً فقد خرجت من عند أب عاملها بقسوة وحرمها من كل شيء بسبب ما فعلته أمها , لزوج أكثر قسوة منه وهكذا هم الرجال عندما يتعقدون من امرأة يكرهون كل النساء الموجودات في الدنيا والاثنان حرماها من الدراسة ومتعة الطفولة.
لن أتزوج بفتاة أمها خانت زوجها
< أما عبد الله الوصابي فقال : الطبيعي أن الإنسان يتأثر بمن حوله فكيف بمن يربيه ويعلمه ويعيش معه لهذا أعتقد أن الفتاة يحكم عليها من خلال أمها فإذا كانت الأم سيئة فالبنت لا بد أن تشبه أمها وقديماً قالوا من شابه أباه فما ظلم ويقولون اقلب القدر على فمها تطلع البنت لامها والرسول صلي الله عليه وسلم يقول يولد المرء على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه , ولهذا لن أقبل الزواج بفتاة كانت أمها خائنة لزوجها أو لها سلوك سيِّئ حتى لو كنت أحب تلك الفتاة حباً قوياَ وهذا ليس عنفاً أو ظلماً ولكنها أشياء مجربة من الأزل .
الاحتياط واجب
محمد على حسن قال : هذا الذي تعتبرونه ظلماً أو عنفاً هو شيء طبيعي جداً فأنا لو كانت معي زوجة وخانتني ومعي منها بنت لابد أن يكون عندي خوف منها والرجل بطبعه لا يحب أن يتعرض للخيانة أو يمس شرفه لهذا عندما يتعرض للصدمة الأولى يأخذ كل احتياطاته لمنع تكرار هذا الشيء مرة أخرى وهذا من حقه .
12علاقة حب في عام واحد
< أحلام 22سنة قالت : درست تعليمي الأساسي بدون أي مشاكل وكذلك الثانوي وعندما ذهبت للجامعة وقدمت أوراقي وجدت أخي الكبير يتحول إلى عاصفة تهدد باقتلاعي من جذوري إذا لم أسحب أوراقي منها وأنسى تماما هذه الفكرة.. أمي لم تفعل شيئاً وقالت لي اتفقي مع أخيكِ حاولي أن تقنعيه فلم أستطع فطلبت من زوجته أن تتكلم معه وتعرف منه لماذا يرفض أن أدخل الجامعة بهذا الشكل فتكلمت معه وأخبرتني أنه قال لها أن السبب في معارضته دخولي الجامعة أنه عندما كان يدرس بالجامعة أقام علاقات مع الكثير من الطالبات وأن أحد الطلاب كان له في كل شهر طالبة يقيم معها علاقة حب من بداية الشهر وتنتهي عند نهاية الشهر وعلى مدار السنة كان هذا الطالب قد أقام علاقات مع 12طالبة (درزن) وفي النهاية خيرني أخي بين أهلي والدراسة في الجامعة فاخترت أهلي .
تعذيب طفلة حتى لا تتشبه بعماتها
< أما أم رغد فقالت: كان والد زوجي شخصاً ضعيفاً أمام دكتاتورية زوجته وضعف شخصيته كانت السبب في أن تتفرعن بناته ويحاولن تقليد أمهن في شخصيتها الدكتاتورية وقد قامت بتجريب هذه الدكتاتورية على زوجي وباقي أخوانه ولذا والد زوجي بعد أن طفح الكيل عنده طلق زوجته وتزوج بأخرى أما سلوك البنات فلم يكن يرضى عنه أحد فقد حاول الأب تقويم هذا السلوك لكنه لم ينجح والسبب من وجهة نظر زوجي هو أن هيبة الأب كانت قد سقطت والبنات لا يوجد لديهن خوف منه ولهذا خرج زوجي من هذه الحياة بفكرة أنه يجب على الأب أن يفرض سيطرته على بناته من ساعة الولادة وفرض السيطرة من وجهة نظر كثير من الرجال لا تتحقق إلا من خلال الضرب فبدأ زوجي يضرب بنتي وهي طفلة لم تكمل سنة كان يرفعها لمستوى رأسه ويرمي بها وكان يضربها أحياناً حتى تخرج الدماء من جسدها فشكوته لأهلي فاعترف لهم أنه يفعل هذا لكي يجعلها تخاف منه وتعمل له ألف حساب وتسمع كلامه وحتى لا تطلع شبه عماتها فيما سلكنه من سـلوك غير سوي فبالله عليكم ما ذنب هذه الطفلة المسكينة حتى تتحمل كل هذا العذاب والضرب وتدفع ثمن أخطاء الآخرين وتأخذ العقاب بدلاً عنهم وبعد أن وجد أهلي أن البنت قد تتعقد أو تصاب بمرض نفسي من جراء ضرب والدها لها بهذه الطريقة قرروا تدبير عمل له في السعودية بهدف إبعاده عنا لترتاح هــذه الطفلة من عنفه الذي يمارسه عليها.
محرومات من التعليم بوصية مشعوذ
< جميلة قالت : نحن خمس بنات ولا واحدة منا دخلت المدرسة والسبب- كما سمعت- أن أبي- سامحه الله- كان يؤمن بكلام المشعوذين والعرافين وبعد زواجه من امي قال له أحد المشعوذين الله لا بارك فيه لا تعلم بناتك إذا أردت أن تموت وأنت مرفوع الرأس وكان أبي رجلاً غيوراً جداَ فرفض تعليمنا وعندما أراد عمي أن يعلم بناته أيضاً اعترض عليه ومنعه من تعليمهن وهدده بمقاطعته لو فعل فلم يُعلم عمي أي واحدة من بناته وحتى عندما زوج أخي زوجه على فتاة أمية وكان والدي كلما سمع أن فتاة قد ارتكبت شيئاً ينكس رأس أهلها يسأل على طول هل كانت تدرس فإذا كانت تدرس تزيد قناعته بما قاله المشعوذ ويقول إنه كان يمكن أن تفعــل بناته هذا لو أنهن تعلمن .
السجل النظيف شرط لإتمام الزواج
< وكان لنادية عكيش التي تحمل بكالوريوس محاسبة هذا الرأي : مثل هذا العنف والظلم يأتي بسبب العادات والتقاليد فالعادات جرت على أن الرجل عندما يريد الزواج من فتاة ما فإن عليه أن يسأل عنها وعن أسرتها وإذا وجد أي شيء يمس شرفها أو شرف عائلتها فإنه قد يتوقف عن إتمام هذا الزواج وأحيانا عندما يكون الشاب يحب الفتاة قد يقبل أن يتزوجها حتى لو كان جميع أفراد أسرتها سجلهم ملطخ بالسواد لكن أسرته لن تقبل بها زوجة له فالسمعة الحسنة والسيرة العطرة للفتاة وأسرتها من أهم الشروط لإتمام عملية الزواج ولهذا أقول ليس فقط الرجال من يحكمون على الفتاة من خلال تاريخ وسلوك أمها وأخواتها وخالاتها وعماتها ولكن حتى النساء فنجد الأم ترفض أن تزوج ابنها من فتاة أختها أو بنت عمها أو عمتها هربت مع شخص أو حكم عليها بالسجن وهذه مصيبة كبيرة لأن معني هذا أن تكون الفتاة مسئولة عن سجل العائلة بالكامل وهذا شيء فيه الكثير من الظلم والحمد لله أن الله لا يحاسبنا على أعمال أقاربنا وإلا لأدخل الكثير منا النار بسبب ذنوب الآخرين .
هروب فتاة مع حبيبها يفرض العنوسة على بنات عمها
< سوزان منصور قالت : في مجتمعنا بشكل خاص كثيراً ما يحكم على الفتاة بما لا يجب الحكم به عليها ومن هذا أن تتحمل الفتاة وزر ما تقترفه فتاة أخرى فلو اغتصب شاب طفلة أو طفلاً لا يمكن أن يعاب على أسرته بما فعل والمصيبة أن نجد من يدافع عنه ويحاول أن يبرر فعلته ولو قرر الزواج فأحسن العائلات قد تزوجه أما الفتاة إذا ارتكبت شيئاً مسيئاً فالمجتمع لن يرحمها حتى قريباتها وصديقاتها وقد سمعت مؤخراً عن معاناة فتيات رفض الكثير الزواج بهن لمجرد أن بنت عمهن هربت مع شاب كانت تحبه , فعند الله لا تزر وازرةُ وزر أخرى لكن عند الناس يختلف الأمر فكثير من الفتيات تعرضن للكثير من العنف بسبب أخطاء لم يرتكبنها ولكن لأن قريبات لهن ارتكبن بعض الأخطاء التي لها علاقة بالشرف ولذلك نحن بحاجة ماسة لمحاربة تلك الثقافة المجتمعية التي تدعم وتدعو لهذا النوع من الظلم والعنف مثل قاعدة " اقطف الوردة وشمها تطلع البنت لامها" وغيرها .
رأي علم الاجتماعي: الحل هو الحب
أما الباحثة الاجتماعية عائشة الجبلي فقالت: بالنسبة لهذا الموضوع فكل حالة لها تفسير خاص فإذا كان الأب يقوم بتعنيف ابنته أو تعذيبها إذا صح الكلام لأن أمها خانته فهذا الذي يقوم به يعتبر ردة فعل انتقامية من ألام التي لم يتمكن من معاقبتها فيحاول أن يعاقب ابنتها وهذه الحالة تحتاج لمساعدة نفسية لكي يتخلص هذا الرجل من رغبته في الانتقام من زوجته الخائنة لان هذه الرغبة إذا لم يتم إيقافها قد لا تتوقف عند حد الضرب والحبس والتعذيب البسيط ولكنها قد تتطور وتصل إلى حد الرغبة في القتل , وبالنسبة للأب الذي يمنع ابنته من الذهاب للمدرسة لأن طالبة- وهي خارجة من المدرسة- تعرضت للاغتصاب أو لأن طالبة هربت مع عشيقها أو حملت منه فهذه الحالة هي نتيجة لخوفه الذي قد يصل إلى الفوبيا من أن يحدث مع ابنته نفس الشيء فيقرر حبسها في البيت ومنعها من الذهاب للمدرسة وأحياناً قد يكون ألأب لا يريد أن يعلم ابنته وعندما يحدث مثل هذا الحادث يتعذر به لمنعها من التعليم أما بالنسبة للذين يزوجون بناتهم في سن مبكر بسبب انحراف في سلوك الأم أو الأخت الكبرى أو بنت العم أو الخال أو الجد وكان هذا الانحراف- مثلاً- فضيحة قامت بها إحدى أولئك القريبات بسبب هذا الانحراف فهم يفعلون ما يمكن تسميته الوأد الجديد ففي الجاهلية كانوا يدفنون البنات في التراب خوفاً من أن ترتكب هذه البنت ما يسيءُ له ولشرفه (الخوف من الفضيحة ) في خطوة لاستباق الأحداث التي هي في علم الغيب ولهذا عندما بُعث سيـــدنا محمد عليه الصلاة والسلام أنزل الله قوله ( وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت ) الآن ماذا يفعل ألأب في الوأد الجديد يزوجها وفي كلا الحالتين البنت تدفن والكلمة الأخيرة والفصل في هذا الموضوع هي أن التربية الصالحة ومنح الحب وتبادله بين أفراد الأسرة الواحدة هو الحل الأمثل والكفيل لمنع حدوث ما يخاف منه الآباء من انحراف الفتاة أو قيامها بما يسيء لها ولأسرتها.