أخبار وتقارير

جريمة صومالية قد تُحّرَم القات في بريطانيا

يمنات – الراي

تعالت أمس في بريطانيا أصوات عديدة مطالبة بتحريم بيع نبتة القات في بريطانيا واعتبارها واحدة من أنواع المخدرات الممنوعة، وذلك بعد إدانة مواطن صومالي بارتكاب جريمة قتل ضد أحد أصدقائه، فيما كان تحت تأثير القات، الأمر الذي نوّه له القاضي لدى إدانته عيانلي عدان، ما يثير قلق أفراد الجاليتين اليمنية والصومالية الكبيرتين في بريطانيا إلى جانب عدد كبير من السودانيين والإرتريين والإثيوبيين وغيرهم من أصول شرق أفريقية الذين يُعتبر مضغ القات تقليداً شعبياً متأصلاً في حياتهم.

وقضت محكمة الأولد بيلي للجنايات الكبرى في لندن أمس على عيانلي عدان بالسجن لمدة 26 عاماً بعد اعترافه بارتكاب جريمة القتل ضد صديقه هناد عثمان في أغسطس العام الماضي وذلك على مرآى من الناس وسط مركز تجاري كبير وأمام سوبر ماركت سينسبوريز الواقع في حي ستراتهام جنوب غربي لندن.

ووفقاً للائحة الاتهام التي قدِّمت ضد عدان (26 عاماً)، كان عثمان (24 عاماً) جالساً في مقهى صومالي في المركز التجاري وغارقاً في قراءة رسالة نصية وصلته على هاتفه الجوال، فاقترب عدان منه وغرس سكيناً طويلة في رقبته من الناحية اليمين وسكيناً أخرى في الناحية اليسار للرقبة وطعنه بضع طعنات جعلته يسقط على الأرض وينزف بغزارة أمام الناس الذين تجمعوا حوله غير قادرين على تقديم المساعدة له، نظراً لخطورة الجراح التي أصيب بها. وفرّ عدان من المكان بسرعة برفقة صديق آخر له كان شاهد عيان على الجريمة.

ووافق القاضي على أن عدان كان، لحظة ارتكاب الجريمة، تحت تأثير القات الذي مضغه بكثرة وربما تناول معه بعض الكحول، ما جعله كالمهووس في ذلك اليوم، إلا أن الطريقة التي تمت بها الجريمة تكشف عن أن عدان خطط لها مسبقاً، حيث ذهب خصيصاً لشراء السكينين وبحث عن عثمان حتى وجده، فهاجمه على غفلة من دون أن يقوم عثمان بأي عمل استفزازي ضد عدان، ومن دون أن يُشكل عثمان أي خطر على سلامة عدان أو حياته. وأخذ القاضي بعين الاعتبار تأثير الجريمة على المجتمع في حي ستراتهام، حيث ان بشاعة عملية القتل بدم بارد أثارت امتعاضاً شعبياً واسعاً وأقلقت الناس، ما أرغم القاضي على عدم التساهل مع الجريمة.

وتبين من التحقيق الذي أجرته الشرطة في ظروف الجريمة أن عدان كان مشغولاً بكيفية تنفيذ الجريمة، حيث استخدم سيارة صديقه أحمد حسن إلى سوبرماكت موريسون في حي آخر بهدف شراء مقص شفرتاه حادتان، لكنه بدلاً من المقص اشترى السكينين اللتين نفذ بهما الجريمة. وعاد عدان بسيارة حسن إلى مركز وابري التجاري الذي يحتوي على متاجر ومقاهٍ صومالية وكان الضحية يتردد عليها.

عقب الجريمة فرّ عدان برفقة حسن من مكان الجريمة واختبأ في منزل في حي ستراتفورد شرق لندن، حيث تم إلقاء القبض عليه من جانب الشرطة، بعد ثلاثة أيام من حصول الجريمة. وقدّم المدعي العام لائحة اتهام ضد حسن لمرافقته عدان طوال الوقت ومساعدته على الهرب، إلا أن القاضي برَّأ ساحته من التهم التي وُجِّهت إليه. وقال القاضي ان السبب الحقيقي للجريمة ظل مخفياً وربما لن يُكشف عنه أبداً، فيما يعتقد مراقبون قانونيون أن مضغ القات كان وسيلة من جانب عدان من أجل التغطية على السبب الحقيقي الذي دفعه لارتكابها، ظناً منه بأن القضاة في المحكمة سيأخذون كونه، لحظة ارتكاب الجريمة، تحت تأثير مادة مخدرة فيصدرون حكماً مخففاً ضده. لكن هذه المحاولة فشلت وتلقى عدان عقوبة قصوى، فيما ارتفعت الأصوات المنادية بتحريم استخدام القات واعتبارها واحد من المواد المخدرة المحرمة قانونياً.

وتنتشر زراعة القات في اليمن ودول شرق أفريقيا وتصل إلى بريطانيا كميات مستوردة منه تباع في الأسواق التي يتردد عليها أبناء الجاليات من تلك البلدان، فيما يُجمع الذين جرّبوا مضغ القات أو تخزينه، على أنه يجعل المرء يشعر بخدر من جهة، ومن الجهة الأخرى يُكثِر متعاطيه الكلام ويُصاب بتهيج. ووفقاً لبعض الأبحاث المخبرية يؤدي استخدام القات بكميات كبيرة لمدة طويلة إلى إصابة متعاطيه بنوع من الجنون والميل نحو العنف. لذلك أقدمت الولايات المتحدة وكندا وعددٌ من دول الاتحاد الأوروبي على تحريم تجارة القات وتعاطيه، ومن ضمنها هولندا التي تسمح ببيع حشيشة الكيف وتعاطيها. وتتعرض بريطانيا لضغوط شديدة محلية وأوروبية لحذو حذو الدول الأوروبية وتحريم القات.

زر الذهاب إلى الأعلى