الأستاذ الجامعي احمد العرامي يُفصل ويهدد بقطع رأسه وتعليقه بمدخل مدينة رداع
يمنات – متابعات
فجرت واقعة تعرض الشاعر والكاتب والاستاذ الجامعي أحمد الطرس العرامي، الذي يدرس مادة الادب العربي في كلية التربية بمدينة رداع –جامعة البيضاء- وسط اليمن، لتهديدات بالتصفية من متطرفين مجهولين بينها تعليق رأسه بعد ذبحه على أبواب المدينة، ليتبعها قيام ادارة الجامعة بفصله ، موجة من الجدل والانتقاد الواسع على صفحات التواصل الاجتماعي فيس بوك.
ما هي الجريمة؟
اكتشف الأستاذ الجامعي أن طلابه لا يعرفون شيئا عن "الرواية" كصنف أدبي، فاضطر إلى تكليف الطلاب بقراءة روايتين يمنيتين، حيث كلف الطالبات بقراءة رواية "الرهينة" لزيد مطيع دماج، في حين كلف الطلاب بقراءة رواية "حرمة" لعلي المقري.
تحول الأستاذ الجامعي اثر ذلك وبين ليلة وضحاها إلى "مهرطق وزنديق وعلماني"، وسارعت إدارة الجامعة بدلا من مساندته، إلى تعليق قرار فصله على الجدران، وأصبح هدفا لمجاميع متطرفة في الوسط الطلابي وخارجه.
وفي توضيح للمدرس الجامعي الاديب والشاعر احمد العرامي، تسأل بالقول "هل سمعتم من قبل أنه تم فصل موظف "حكومي"؟ حتى القتلة ما زالوا يحتفظون بوظائفهم ويعيشون آمنين".
وأضاف "أنا لا أدري من أواجه الآن..أتلقى تهديدات بالتصفية (وتعليق رأسي على مداخل مدينة رداع كما توعد بذلك أحدهم) وفوق هذا أواجه خطراً بخصوص مستقبلي الوظيفي والأكاديمي. كل ذلك لأنني طلبت أو بالأصح اقترحت على طلابي في الكلية قراءة رواية "حرمة" للروائي اليمني علي المقري، وعلى طالباتي قراءة رواية "الرهينة" لزيد دماج، فانقلب العالم فوق رأسي: القتل، والفصل".
هذه هي القصة كما رواها
وروى الأستاذ الجامعي القصة والتي كانت مثار جدل وتضامن واسع وبمخاوف واقع الحال المظلم تهديدا وسيطرة للمتطرفين على الجامعة وقرارها، وفيما يلي تنشرها الوطن:
ألقي محاضرات في كلية التريبة والعلوم برداع_جامعة البيضاء، (أعمل معيداً بقسم اللغة العربية في الكلية)، عن الأدب العربي الحديث (2) (لمستوى ثالث لغة عربية)، ومن ضمن مفردات المادة فنون الأدب الحديث: الرواية، القصة، النص المسرحي، المقال.
في محاضرة خاصة بالرواية، تفاجأت أن الطلاب لا يعرفون الرواية ولم يسبق لهم أن قرأوا رواية من قبل، اقترحت على الطلاب قراءة رواية (حرمة)، وعلى الطالبات قراءة رواية (الرهينة)، وأعطيتهم نسخة لكل من الروايتين لتصويرها، وفي المحاضرة التي تلتها تناقشنا حول رواية "حرمة" ومع أن الطلاب أعجبوا بالرواية وناقشوني بشكل باعث على الحماس وجميل ويوحي بنقلة في مفهومهم للرواية، فوجئت أن بعض الطلاب يشتكون من المشاهد الجنسية والرؤية العلمانية (كما وصفوها) في الرواية، تناقشنا قليلاً ثم قلت لهم لا بأس اقرأوا رواية أخرى، لستم ملزمين بهذه، غرضي الأساسي هو أن تعرفوا "الرواية" كفن أدبي…
أمس (الاثنين) فوجئت أن ثمة ضجة في الكلية حول الرواية، واتهامات لي (بالعلمانية، وتدريس الطلاب الفحش والإباحية) وعبر الهاتف تلقيت تهديدات من مجهولين يتهمونني بنفس التهم ويهددوني بالتصفية، كنت في الكلية حينها… ونصحني أحد الدكاترة (د.حفظ الله الصباحي)، بمغادرة الكلية حفاظاً على نفسي (كما قال).
غادرت الكلية وفي عصر اليوم نفسه، اتصل بي عميد الكلية (د. محمد معجب) وقال أن الطلاب اشتكوني للعمادة، وأنه شكل لجنة تحقيق، وأن علي الحضور، عدت إلى رداع (مع أنني كنت قد غادرتها) وفي سكن أعضاء هيئة التدريس خضعت للتحقيق من قبل لجنة تحقيق شكلها العميد مكونة من: د. خالد العجي، د. محمد منصر، د. أحمد بابكر، وفي التحقيق فوجئت أن الدكاترة يتعاملون مع الأمر كما لو كنت قررت الرواية كمقرر بمضمونها، سألوني بعض الأسئلة، وأجبت عليهم.
وملخص الأمر هو أنني قلت أن الرواية "حرمة" ليست مقرراً ملزم به الطلاب، وإنما هي نموذج تطبيقي ليعرف الطلاب فن الرواية، ويعرفون عناصرها وبناءها ووو إلخ، مثلها مثل رواية "الرهينة"، (ومثلها مثل مقالات طه حسين، والرافعي، والطهطاوي والعقاد، والبردوني التي طلبت من الطلاب قراءتها في المحاضرة الخاصة بالمقال) ثم أن الرواية ليست كتاباً محظوراً قمت بنشره، هي موجودة في سوق الكتب، وباستطاعة الطلاب أو غيرهم الحصول عليها وشراؤها، وقراءتها..، ولأن ردة الفعل الاجتماعية لم تكن متوقعة اعتذرت للكلية عما سببت لها من إزعاج. وانتهى التحقيق، وحذرني الدكاترة (أعضاء اللجنة) من دخولي الكلية حرصاً على حياتي، فهناك من يتوعد بقتلي.
غادرت سكن أعضاء هيئة التدريس، ومدينة رداع، وفي صباح اليوم (الثلاثاء) أفاجئ باتصالات من الزملاء تخبرني بأنه تم فصلي، وصدر بذلك قرار من رئاسة الجامعة وتم تعليقه في حوائط الكلية…
أعتبر هذا بلاغاً للنائب العام بخصوص الخطر الذي يهدد حياتي، كما أعتبره توضيحاً وإفادةً لنقابات الأكاديميين، والمجتمع المدني، والرأي العام.