هل سيكون الدكتور واعد باذيب خلفاً لــ باسندوة في رئاسة حكومة الوفاق ؟!!

يمنات

من خلال متابعتنا المستمرة للازمة السياسية في اليمن والتطورات الراهنة والتغييرات المستمرة وقراءة التوجهات والتحركات خلال الفترة السابقة منذ التوقيع على المبادرة الخليجية في نوفمبر 2011م بين اللقاء المشترك وشركائها والمؤتمر الشعبي العام وحلفاءه حينذاك وحتى تشكيل حكومة الوفاق الوطني ومروراً بمراحل الفترة الانتقالية التي رافقها عدد من التغييرات وكثير من الاخفاقات والأخطاء حتى قيل عنها انها فقدت صيغتها التوافقية .

وبما ان حكومة الوفاق الوطني قد تشكلت بموجب المبادرة الخليجية التي وقعت بين الحزب الحاكم والمعارضة سابقاً وإعطاء حق رئاستها للأخير وتسمية الاستاذ / محمد سالم باسندوه رئيساً لها ، ومن خلال تقييم الفترة الماضية فقد وصفت انها خاضعة في قراراتها لسياسة حزب الاخوان من جهة وتأثير الشيخ القبلي حميد الاحمر من جهة اخرى لعدة اسباب اهما العلاقة التي تربطهما من سابق وبحكم انهما من اتى به الى رئاسة الحكومة اضف الى ان الشخصية التي يتمتع بها السيد باسندوة تعد انفعالية وعاطفية سريعة التأثير .

وإذا أجرينا قراءة بسيطة على مجريات الاحداث والإصلاحات والتغييرات التي احدثتها حكومة الوفاق الوطني لوجدت انها قليلة جداً مقارنة بالإخفاقات والأخطاء التي تسببت بها، واغلب الانجازات كانت تصب لصالح قوى سياسية محددة ورموز النفوذ في صنعاء وسخرت جهودها وبعض ميزانيتها في تعزيز مكانة حزب الاصلاح وإقصاء الاطراف الاخرى ورفض معالجة بعض القضايا العالقة وعرقلة اجراءات رسمية بحق اناسً وتمرير اخرون بوساطات حزبية ومع توصل اغلب الاطراف السياسية الى قناعة ملحه في اعادة التشكيل الحكومي .

وبغض النظر عن الأخطاء التي تسببت بها الحكومة إلا ان هناك بعض الوزراء كانوا موفقين في بعض التغييرات وأبرزهم طبعاً كان الدكتور واعد باذيب الذي اوكلت اليه مهمة قيادة وزارة النقل في حكومة الوفاق الوطني وخلال فترة قيادته لها استطاع وبكل جدارة ان يحقق نجاحات مشهودة وتغييرات ملموسة منها استعادت ميناء عدن من قبضة شركة موانئ عدن وتشغيل اغلب المطارات اليمنية وغيرها الكثير من الاصلاحات في المصالح والهيئات والمؤسسات العامة التابعة لوزارة النقل وفروعها على مستوى المحافظات .

وقد تسببت مصداقيته والهمة الوطنية التي يتمتع بها والإصرار والعزيمة التي سخرها لأجل انجاح مهام وزارته وتقديم خدمتها للصالح العام والقوة والصلابة التي جعلته يظل صامداً في وجه الفاسدين وبعد ان ابى الخضوع لهم تسببت في تعرضه لعدة محاولات اغتيال وضرب منزلة عدة مرات نجا منها سالماً والذي ندعو الله ان يحفظه هو وأمثاله من الرموز الوطنية من مؤامرات الحاقدين وكيد الفاسدين .

ومن اجل المصلحة الوطنية التي تتطلبها المرحلة الراهنة لإحداث تغييرات متوازنة وايجابية بعيداً عن تأثير رموز النفوذ والفساد المعروفة والتي تحتاج الى قوة وعزيمة في اتخاذ القرار وإصرار وحنكة في تطبيقه على ارض الواقع بعيداً عن الضغوط والمجاملات والمماحكات والمكايدات وتتطلب ارادة حقيقية في مواصلة الاصلاحات التي تلبي أمال الشباب وتطلعات الشعب اليمني.

وبما ان الدكتور باذيب من الشباب المتحمس ويحمل رؤية وطنية وتربطه علاقات جيدة مع كافة الاطراف وينتمي الى طرف المعارضة سابقاً التي  ترأست حكومة الوفاق الوطني بموجب المبادرة الخليجية التي وقعت في الرياض بينهم والحزب الحاكم حينذاك ويعد ان اثبت انه احد وزراءها البارزين وصاحب تغييرات وإجراءات ملموسة وإصلاحات جديرة بالثقة بان تقوده الى رئاسة مجلس الوزراء خلال الفترة القادمة اضف الى ذلك فهو من قيادات الحزب الاشتراكي اليمني الذي تعرض للإقصاء والتهميش منذ حرب صيف 1994م والذي ينضوي اليوم في تكتل اللقاء المشترك الموقع على المبادرة الخليجية .

طبعاً لا أريد أن اقلل من شأن وكفاءة بعض الوزراء والرموز الوطنية الموجودة في طول وعرض اليمن ولكني اشرت هنا الى الدكتور باذيب إلا نظراً للانجازات التي استطاع ان يحققها للوطن خلال الفترة الوجيزة الماضية لتوليه وزارة النقل برغم الظروف الحساسة والمضطربة التي تمر بها اليمن ولم اتحدث عنه إلا القليل لان الجميع يلمس انجازاته . فهل يمكن ان يكون الدكتور باذيب رئيساً للوزراء خلال باقي الفترة الانتقالية القادمة ؟ وهل ســ تقبل اطراف العملية السياسية ذلك بما فيهم اللقاء المشترك وبالتحديد حزب الاخوان الحليف الأول للحزب الذي ينتمي اليه الدكتور باذيب ؟ وهل يقبل هو ان يكون رئيساً للوزراء في ظل وجود الازمات التي تعصف بالبلد ؟!!