أخبار وتقارير

“مسيرة الگرامة” تهز عروش مملگة آل سعود

المستقلة خاص ليمنات

رسالة مرعبة بعثها عشرات الشباب إلى مملكة آل سعود، عبر مسيرة هي الأولى من نوعها تجاوزت الحدود، وأحدثت الكثير من الأصداء والردود … رسالة غيرت وسوف تغير الكثير من المفاهيم الاستثنائية، وبذات القدر عبرت عن مدى السخط ونفاد الصبر عن الممارسات التي تقوم بها سلطات الأمن الحدودية ضد المغتربين اليمنيين والرفض الشعبي لأطماعها التوسعية على حساب اليمن أرضاً وشعباً وسيادة وثروات..

إنها "مسيرة الحقوق والكرامة" التي انطلقت من مدينة الحديدة صوب الحدود اليمنية السعودية، سعت إلى بلوغ جدار الفصل العنصري العازل الذي تقوم ببنائه المملكة على امتداد الحدود المصطنعة والهادفة من خلاله إلى إخفاء شرعية تاريخية وجغرافية علي اتفاقية الحدود التي وقعتها مع الرئيس المخلوع والتي يرفضها الشعب جملة وتفصيلاً.

بدأت حالة الرعب تتضح من خلال الضغوط التي مارستها على الحكومة والتي أسفر عنها استنفار قوات الأمن اليمنية ومعها قوات من الجيش، وقيامها بقمع المسيرة الرمزية بطريقة عنيفة وقاسية وربما يعود ذلك إلى خوف رموز الدولة من آل سعود الذين يمنون عليهم بالعطايا والهبات، ويمثل الموقف السلبي والفاضح للأمن والجيش اليمني أكبر دليل على الوصاية التي تمارسها حكومة الرياض على المؤسسات الرسمية والسياسية في اليمن، مما جعل المملكة تتمادى أكثر فأكثر في خططها وأطماعها، وتستهين باليمن وخصوصاً المغتربين وتتعامل معهم باحتقار وامتهان، بل وتسوم أغلبهم سوء العذاب..

على وقع مسيرة الحقوق والكرامة" اهتز  كبرياء العرش الوهابي وغطرسته، ولم تمض ساعات كثيرة حتى أقبل وزير داخلية المملكة محمد بن نائف – المعروف بكرهه لليمنيين وحقده الدفين عليهم – جاء محذراً ومتوعداً، ويلقي أوامره بعدم السماح بتكرار المسيرة في وقت آخر، وفي ذات الوقت أبدى استعداد مملكته لإجراء مفاوضات، أو بالأصح تفاهمات حول العمالة اليمنية في المملكة، حيث يترقب مئات آلاف اليمنيين احتمال الترحيل بعد شهر ونصف من الآن، وتناسى الوزير السعودي أن الشعب اليمني حين ينتصر لكرامته وكبريائه ويسعى لنيل حقوقه، فإنه لا يهتم لمسئولي اللجنة الخاصة الذين أقبلوا للحديث معهم، بل إن هذا الشعب حين يغضب تصبح المخاطر كلها في حساباته صفراً.

عادت مسيرة " الحقوق والكرامة" إلى الحديدة بعد أن أبلغت رسالتها للداخل والخارج معاً، وأكدت على أن الوضع قد تغير، وأنه قد آن الأوان لتدرك الشقيقة الكبرى أن عهداً جديداً قد بدأ، وأن طبخاتها مع عملائها السابقين قد فقدت شرعيتها.

تعرضت المسيرة للقمع من الجيش والأمن وتم استهدافها بالغازات المسيلة للدموع والضرب بالهراوات، وقامت بمطاردة شباب المسيرة في شوارع "حرض" واعتقلت عدداً من أبرز المشاركين فيها، لكن الشباب تمكنوا من فرض كلمتهم، حيث طافوا بمكبرات الصوت في شوارع حرض الحدودية يتلون شعاراتهم المنددة بجدار الفصل، وتأكيداتهم على حق اليمنيين في استعادة آراضيهم المنهوبة ورغم التحشيد الأمني ضد المشاركين ومحاصرتهم بأكثر من 16 طقماً عسكرياً ومروحيات عسكرية وآليات أخرى، إلاّ أن الشباب كانوا عند مستوى التحدي، فلم يعودوا إلاّ بعد أن تعرض عرش المملكة لزلزال عنيف سيسبب لها صداعاً مزمناً لن تتعافى من آلامه بسهولة من حيث أشارت وسائلها الاعلامية إلى أن حشوداً جماهيرية بالآلاف يتوافدون نحو الحدود سعياً لاختراقها، مطالبين بهدم الجدار العازل وأنها تطالب بأراض «سعودية» حسب ما جاء في عدد من وسائل إعلامها الإلكتروني، حيث جعلهم الفزع والرعب يعتبرون أن عشرات الشباب قد أصبحوا آلافاً، وربما قد يزيدون على هذه المرة في المرات القادمة، فالعشرات شاركوا في مسيرة رمزية من أجل "حقوق وكرامة" شعب ، وفي المرة القادمة لن يكون العدد عشرات بل مئات الآلاف من المواطنين اليمنيين التواقين لاستعادة أراضيهم التي تبلغ مساحتها أكثر من ثلث مساحة المملكة وتساوي أيضاً مساحة بقية دول الخليج الأخرى مجتمعة.

زر الذهاب إلى الأعلى