فتاة تختفي في الستين وتظهر في شارع مأرب
المستقلة خاص ليمنات
قبل أن تفكر الفتاة الخروج من المنزل صار عليها التفكير كثيراً في الطريقة التي تضمن لها العودة إلى المنزل بأمن وسلام، حتى ولو كان خروجها إلى مكان لا يبعد عن مسكنها كثيراً.. تلك خلاصة يتوصل لها من يقرأ تفاصيل هذه الحادثة التي بدأت في العاصمة واتجهت نحو محافظة مأرب..
بالقرب من منزل الرئيس هادي في منطقة السنينة بأمانة العاصمة تسكن إحدى الفتيات مع أسرتها في منزل عادي، خرجت الفتاة البالغة من العمر عشر سنوات مؤخراً من المنزل لشراء روتي من الشارع المقابل لمنزل الرئيس، ولأن المخبز لا يبعد كثيراً عن البيت فالذهاب إليه والعودة لا يستغرق سوى دقائق قليلة، غير أن الفتاة لم تعد إلى المنزل كعادتها رغم مرور نحو نصف ساعة من خروجها..
شعر والد الفتاة بالقلق حيال تأخر ابنته عن العودة، أدرك أن هناك أمراً ما، وربما تكون الفتاة قد تعرضت لخطر غير عادي، استنفر الوالد طاقته العصبية وهرول مسرعاً نحو المخبز الذي اعتادت الفتاة شراء الخبز منه، وسأل العامل الموجود: “هل جاءت البنت إلى عندك؟!”.. فأجابه العامل نعم جاءت، فسأله أين هي ما رجعت البيت؟! فقال العامل: لقد جاءت واشترت روتي، ومشت، ولا أدري أين ذهبت”.. لكن والد الفتاة لم يصدق إجابة العامل، وطن أنه المسئول الوحيد عن اختفائها، فدخل الأب إلى المخبر، وفتش في جميع الغرف التابعة له فلم يعثر لها على أثر، فتأكد أن ظنه لم يكن في محله، وأن إجابة العامل قد تكون صحيحة، ففكر في الخطوة التالية واتخذ القرار دون تردد..
قام والد الفتاة بإبلاغ الشرطة، والتي تفاعلت بطريقة سريعة وإيجابية مع الحادثة، وقامت بتعميم البلاغ على جميع المناطق الأمنية في العاصمة وما حولها، لتشدد أجهزة الأمن رقابتها تربصاً بالمركبات المشبوهة، وشاءت إرادة الله وسبحانه ورحمته بأسرة الفتاة.. أن تضع حداً لهذه المأساة التي أصابت الأسرة، فقد قامت الشرطة باستحداث نقطة أمنية على طريق مأرب صنعاء وهناك استوقفت الدورية الأمنية لهذه النقطة إحدى السيارات وقامت بتفتيشها، كانت السيارة تقل على متنها ثلاثة أشخاص وإحدى الفتيات، أقترب أفراد الأمن من الفتاة التي بدت عليها ملامح الخوف وأثر البكاء، سألها أحدهم، هل هؤلاء الناس من أقاربك؟.. وعندها تنفست الفتاة الصعداء، وتأكدت أن الله قد سخر لها من يضع حداً لمحنتها، وبعد أن أخذت نفساً عميقاً وأخبرتهم أنهم اختطفوها من الشارع، فتم القبض على الأشخاص الثلاثة، والتواصل مع والد الفتاة حيث أخبروه أن الشرطة قد عثرت على ابنته وأنها في أمان.. بعد ساعات عصيبة عاشت الفتاة وأهلها في ظل واقع يلقي بظلال مخاوفه على آلاف الأسر التي تخشى أن يحدث لأطفالها ذكوراً وإناثاً أن يتعرضوا لحوادث مماثلة بعد أن أصبح اختطاف الأطفال والفتيات ظاهرة متفشية في طول البلاد وعرضها..